الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة جديدة: الخمر ليست كبيرة.. ناهيك ان تكون ام الكبائر

محمد الصادق

2020 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فليعلم الجميع اننا لا نبغي بحديثنا هذا الدعوة الي الفسق،
ولكننا نريد ان يظهر الحق،
دون زيادة او نقصان.
نحن نؤمن بان الخمر فاحشة،
وان تناولها معصية لله،
ولكن الشريعة تفرق بين معصية و اخري،
فتناول الخمر لا يمكن مقارنته بالقتل مثلا،
ولا حتي بالزنا.

***

جاء في صحيح البخاري:
عن أنس بن مالك: ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ الكَبائِرَ،
أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبائِرِ فَقالَ:
الشِّرْكُ باللَّهِ،
وقَتْلُ النَّفْسِ،
وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ،
فَقالَ: ألا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟
قالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أوْ قالَ: شَهادَةُ الزُّورِ
قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهادَةُ الزُّورِ.


وجاء في صحيح مسلم:
عن أنس بن مالك: ذَكَرَ رَسولُ اللهِ ﷺ الكَبائِرَ،
أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبائِرِ، فقالَ:
الشِّرْكُ باللَّهِ،
وقَتْلُ النَّفْسِ،
وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ
وقالَ: ألا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟
قالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أوْ قالَ: شَهادَةُ الزُّورِ.
قالَ شُعْبَةُ: وأَكْبَرُ ظَنِّي أنَّه شَهادَةُ الزُّورِ.


وجاء في تفسير الطبري عن أنس بن مالك:
ذكَر رسولُ اللهِ ﷺ الكبائرَ، أو سُئل عنِ الكبائرِ، فقال:
الشركُ باللهِ،
وقتلُ النفسِ،
وعقوقُ الوالدين،
فقال: ألا أُنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟
قال: قولُ الزُّورِ، أو قال: شهادةُ الزُّورِ،
قال: شُعبةُ: وأكبرُ ظني أنه قال: شهادةُ الزُّورِ


وفي البخاري:
الكَبائِرُ:
الإشْراكُ باللَّهِ،
وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، -
أوْ قالَ: - اليَمِينُ الغَمُوسُ.
شَكَّ شُعْبَةُ
وقالَ مُعاذٌ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، قالَ:
الكَبائِرُ:
الإشْراكُ باللَّهِ،
واليَمِينُ الغَمُوسُ،
وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ،
أوْ قالَ: وقَتْلُ النَّفْسِ.

***

في صحيح البخاري جاء:
عن أبي هريرة:
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ،
قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟
قالَ:
الشِّرْكُ باللَّهِ،
والسِّحْرُ،
وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بالحَقِّ،
وأَكْلُ الرِّبا،
وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ،
والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ،
وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.

***

وجاء في تفسير ابن كثير:
عن عمير بن قتادة الليثي:
ألا إنَّ أولياءَ اللهِ المُصلُّونَ مَن يُقيمُ الصَّلواتِ الخَمسِ التي كُتِبَتْ عليه
ويصومُ رمضانَ
ويَحتَسِبُ صومَه يرى أنه عليه حَقٌّ
ويُعطي زكاةَ مالِه يحتَسِبُها
ويَجتنبُ الكبائرَ التي نهى اللهُ عنها
ثم إنَّ رجُلًا سألَه فقال يا رسولَ اللهِ ما الكبائرُ؟
فقال تِسعٌ
الشركُ باللهِ
وقتلُ نفسِ مؤمنٍ بغيرِ حَقٍّ
وفرارٌ يومَ الزَّحفِ
وأكلُ مالِ اليتيمِ
وأكلُ الرِّبا
وقذفُ المُحصَنَةِ
وعُقوقُ الوالدَينِ المُسلِمَينِ
واستحلالُ البيتِ الحرامِ قِبلتَكم أحياءً وأمواتًا

ثم قال لا يموتُ رجُلٌ لا يعملُ هؤلاءِ الكبائرَ
ويقيمُ الصلاةَ ويُؤتي الزكاةَ
إلا كان مع النَّبيِّ ﷺ في دارٍ أبوابُها مَصارعُ من ذهبٍ

***

ولكن لماذا ظن بعض الفقهاء ان الخمر ام الكبائر؟

اقرأوا معي هذا الحديث الذي اورده الطبراني في معجمه:

عن عبدالله بن عمر:
أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ وعُمَرَ بنَ الخطّابِ وناسًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ
جلَسوا بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ فذكَروا أعظَمَ الكبائرِ
فلَمْ يكُنْ عندَهم فيها عِلْمٌ
فأرسَلوني إلى عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ أسأَلُه عن ذلكَ
فأخبَرني أنَّ أعظَمَ الكبائرِ شُربُ الخمرِ
فأتَيْتُهم فأخبَرْتُهم فأنكَروا ذلكَ ووثَبوا إليه جميعًا
فأخبَرهم أنَّ رسولَ اللهِ قال:
إنَّ ملِكًا مِن بني إسرائيلَ أجبَر رجُلًا
فخيَّره بَيْنَ أنْ يشرَبَ الخَمرَ
أو يقتُلَ صبيًّا
أو يزنيَ
أو يأكُلَ لحمَ الخِنزيرِ
أو يقتُلوه إنْ أبى فاختار أنَّه يشرَبُ الخَمرَ
وأنَّه لَمّا شرِب لَمْ يمتنِعْ مِن شيءٍ أرادوه منه
وأنَّ رسولَ اللهِ قال لنا حينَئذٍ:
ما مِن أحَدٍ يشرَبُها فتُقبَلَ له صلاةٌ أربعينَ ليلةً
ولا يموتُ وفي مَثانَتِه منها شيءٌ إلّا حُرِّمَتْ عليه الجنَّةُ
وإنْ مات في الأربعينَ مات مِيتةً جاهليَّةً.

***

اظنكم لاحظتم انه في كل الاحاديث لم يرد ان الخمر من الكبائر!
وعندما ذكر ابن عمر ان عبد الله بن عمرو بن العاص قال ان الخمر اعظم الكبائر
انكر عليه ابوبكر وعمر ومن معهم من الصحابة،
فلنعد الي الحديث:
... فأرسَلوني إلى عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ أسأَلُه عن ذلكَ
فأخبَرني أنَّ أعظَمَ الكبائرِ شُربُ الخمرِ
فأتَيْتُهم فأخبَرْتُهم فأنكَروا ذلكَ ووثَبوا إليه جميعًا...

***

عندما انكر الصحابة ان الخمر من الكبائر قص عبد الله عليهم قصة!!!
واستنتج عبد الله من القصة ان الخمر كبيرة!
ولكن دعنا نتأمل معا ذلك الاستنتاج بعناية ومن ثم نناقشه معا !!

***

ان اعتبار الخمر من الكبائر ليس له سند في كتاب ولا سنة،
وانما اعتمد الفقهاء في جعل الخمر كبيرة فقط علي فهمهم لقصة !!!
قصة رجل الذي اجبر علي ان يختار بين القتل والزنا وشرب الخمر
وانه لمّا شرب الخمر زنا وقتل
هذا استدلال غريب جدا !!!

وحتي حد الخمر هو اجتهاد فقط لم يأت به قرآن ولا سنة،
قاسوا تعاطي الخمر علي حد القذف
وقالوا ان المخمور لابد له ان يخوض في اعراض الناس!!!

***

ليس كل من يشرب الخمر يقتل ويزني،
بل احيانا يحدث غير ذلك،
او بالاحري عكس ذلك،
ونحن نري في المجتمع اناس يتعاطون الخمر ولكن لا يعتدون علي احد
بينما نري اناس في كامل وعيهم يرهبون الناس ويقتلونهم لاسباب تافهة
تخيل شخص قتل اخر لانه اختلف معه علي معاملة ما ازاء مبلغ من المال
ورأي الآخر ان المبلغ كبير- مثلا
فاصر الاول علي الاتفاق واعتبر النكوص عنه "حقارة"!!!
فما كان منه الا ان اعتدي علي صاحبه فقتله!!!
انا اعرف ان الكثيرين سيتعاطفون مع المعتدي باعتبار انه علي حق!!!
هو علي حق طبعا في المطالبة بحقه ولكن لا حق لاحد في ازهاق الانفس،
الدين يبين لنا ان قتل النفس من الكبائر
وان من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا،
ولكن ليس كل الناس متدينين او مثقفين
لكني لاحظت ان حوادث القتل دائما تحدث من اصحاب الامزجة السيئة،
هل تتفقون معي ان الافضل للشخص ان يكون مدمن بدلا من ان يكون قاتل؟

***

هناك اناس يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية،
وهم متدينون ومستقيمون،
ولكن خذ مثلا هذا الموقف:
واحدة من بناتهم اخطأت مع احد الشبان،
والبنت قد لا يكون لها ذنب،
عندما يعلم اهلها ليس لهم سوي طريق واحد،
هذا ما يسمي في مجتمعاتنا بجرائم الشرف،
حيث تتكرر مثل هذه العبارة:
اخذها اخوها فلان وفلان وعمها او خالها الي الخلاء و..
و ستروها..!!
هذا يحدث كثيرا في مجتمعنا،
احيانا يعرف واحيانا تظل تلك الجرائم مجهولة لا يعلم فاعلها،
قد تسمع مثلا:
البنت وجدوها غريقة لان اباها ضربها فذهبت ورمت نفسها في البحر !!!
في الدين عقوبة الزانية الجلد،
وقتلها ولو عن طريق بعض افراد اسرتها هو قتل نفس بدون وجه حق،
والقاتل ليس له الا الخلود في نار جهنم حسبما ذكر القرآن.

***

مرتكب الصغائر عنده فرصة ان يتوب الي الله،
وعندما يفعل ذلك يكون قد صفّر العداد كما يقال
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له،
اما الكبائر فمرتكبها قد اورد نفسه موارد الهلاك،
ولذلك يجب ان يتجنب الانسان مجرد ادني فعل يقربه من ارتكاب كبيرة،
ومن ذلك بالطبع تناول الخمر،
ولكن ليس كل متعاط للخمر قاتل وزان
هناك اشياء اخري يجب تجنبها كالعنصرية والافتراء والتعالي علي خلق الله،

***

هناك قطاعات كبيرة من الشباب تتدمن وتتعاطي انواع مختلفة من الخمور والمخدرات
وجعل الخمر من الكبائر يقفل باب التوبة في وجه هؤلاء،
ويجعلهم يائسون من رحمة الله،
وهذا يدفعهم الي درك سحيق من اتباع الشيطان،
حتي يصل بهم الامر الي ان يكونوا شياطين هم انفسهم.

***

اخيرا نعود بكم الي بداية المقال:

فليعلم الجميع اننا لا نبغي بحديثنا هذا الدعوة الي الفسق،
ولكننا نريد ان يظهر الحق،
دون زيادة او نقصان.
نحن نؤمن بان الخمر فاحشة،
وان تناولها معصية لله،
ولكن الشريعة تفرق بين معصية و اخري،
فتناول الخمر لا يمكن مقارنته بالقتل مثلا،
ولا بالزنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخمر من الكبائر بدلالة = فيهما اثم كبير
عبد الله اغونان ( 2020 / 12 / 7 - 21:24 )
أي الخمر والميسير
كما في الآية

اخر الافلام

.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ