الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 6 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لابد و أن يشغل موضوع حريات و حقوق الأنسان في الصين اهتمام الكثير من المتابعين لشأن هذا البلد الذي يعيش فيه اكثر من مليار و اربعمائة مليون انسان .

و حين يتم تناول حقوق العاملين لدى القطاع الخاص في الصين و لدى القطاع التابع للدولة الصينية فأن هذا الأمر يشمل اكثر من ثمانمائة مليون انسان يعمل في هذه القطاعات و من هنا يتجسد ضخامة الموضوع و اتساعه ... !!


قبل كل شيء من الضروري الوقوف عند حقيقية مهمة و هي أن القادة الصينيين , و المقصود هنا هم قادة الحزب الشيوعي الصيني , لا يدعون أن النظام في الصين هو نظام ليبرالي بل هم يقرون بكل وضوح أنهم يقودون نظام يطبق ديكتاتورية الطبقات المنتجة للشعب الصيني بأسره ( هذا التعبير يستخدمه القادة الشيوعيون الإصلاحيون في الصين بعد ان تخلوا عن المفهوم التقليدي للماركسية بصورتها اللينينية المتشددة و الذي هو نظام ديكتاتورية البروليتارية )

الإصلاحيون من قادة الحزب الشيوعي الصيني يكررون دائما أنهم يريدون الانتقال الى شكل صيني من الليبرالية لكن دون اللجوء الى اسلوب الصدمة أو اسلوب الانتقال السريع .
لقد طرح هؤلاء القادة الإصلاحيون منذ زمن قائدهم الأول تنغ سياو بنغ أنهم بصدد بناء نظام ليس على طريقة الليبرالية في الدول الرأسمالية و كذلك بعيدا عن النهج اللينيني المتشدد و سموا هذا الطريق الذي يسعون للسير عليه ب (( الطريق الثالث )) .

ليس فقط البروليتارية و انما كل العاملين في الصين ليس لها الحق في الأضراب أو الاحتجاجات السلمي المطلبي لتحسين ظروف العمل او ظروفهم المعاشية و عليهم قسرا أن يدركوا ضرورات و متطلبات الصعود للقمة للبدء منها .. !!

و لكي تحقق البروليتارية و كل العاملين في القطاعات المختلفة شيء من مطالبهم ما عليهم سوى طرح مطالبهم من خلال النقابات التي هي الأخرى مسيطر عليها من قبل الحزب الشيوعي الصيني حيث تقوم هذه النقابات بدورها في نقل هذه المطاليب الى القيادات في الحزب الشيوعي الصيني لاتخاذ فعل يناسب المسيرة نحو الصعود للقمة ... !!
و هنا لابد من الإشارة الى أن قدر لا بأس به من الإنجازات لصالح الطبقات المنتجة قد تحقق فعلا و خصوصا على صعيد الضمان الصحي و التعليم و بعض الخدمات الضرورية الأخرى .

اجيال كاملة من الشعب الصيني عليها التضحية من اجل الأجيال القادمة الذين سيعيشون في نعيم القاعدة الإنتاجية التي يتم بنائها بأيادي و عقول الأجيال الحالية و الأجيال التي سبقتهم و انجزت التراكم الكمي الضروري للوصول الى القمة .. !! هكذا تقول قيادات الحزب الشيوعي الصيني .

استغلال جيل لجيل الذي سبقه هو شكل من اشكال الاضطهاد و أن هذا النوع من الاستغلال لا يقل قساوة عن استغلال طبقة لطبقة اخرى من نفس الجيل ... !!

و بحجة أن التطور بحاجة الى تراكم كمي كبير لفائض القيمة و أنه كلما زاد هذا الفائض كلما زادت معه سرعة تكامل التنمية و تطورها ... !! تسير الصين بخطى سريعة لبلوغ القمة ,

لكن بالمقابل ماذا كان سيكون حال الشعب الصيني بدون هذا الشكل من الديكتاتورية ... ؟
و هل يمكن تسمية هذه الديكتاتورية بالديكتاتورية الإيجابية و الضرورية ...؟
و هل يمكن القول أن بدون هذا النهج الاستبدادي لكان الشعب الصيني يعيش الان في حالة من البؤس و الفقر و انتشار الجريمة و المخدرات ... !!

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد