الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تواريخ سيئة

احمد عبدول

2020 / 12 / 6
الادب والفن


عند الساعة الثالثة عصرا من يوم الاربعاء المصادف 4 /11/ من هذا العام توفيت والدتي ليكون ذلك التاريخ ثاني اسوأ تاريخ بعد تاريخ ميلادي
عند ذلك التاريخ فاضت روح والدتي التي تجاوزت النصف الثاني من عقد الثمانين لكنها كانت تبدو لمن يلمح وجهها الذي يقطر طيبة وينضح حب ورحمه وتوهجا كما لو كانت ابنة العشرين او الثلاثين عاما فقد احبت الحياة والناس وكل من حولها وما حولها لذلك كان تشيعها تشييعا مهيبا كأنه تشييع احد الشباب الذين يقضون نحبهم في سوح المعارك بين آونة واخرى .

قد يقول قائل وما هو الجديد في موت امك ورحيل والدتك
اقول يكاد الامر يكون جديدا برمته فالجديد هو الموت بعينه ذلك الزائر الذي يأتينا بغته دون سابق انذار ودون اي مقدمات فلا يمهلنا وقتا ولا يترك لنا فسحة تتيح لنا ان نستسمح من قصرنا في جنبه وعجزنا عن ادراك كنهه .
الموت يبقى جديدا كما هي الحياة التي دفعنا اليها دفعا وسقنا نحوها سوقا الرغم منا وسوف نغادرها كذلك
لقد تكونا في جوف امهاتنا داخل ذلك الصندوق المفعم بأرق وانبل تلك المشاعر التي اختلط فيا السماوي والارضي وبعد ان الفنا ذلك الجوف الدافئ صعقنا بالجديد كان الجديد ذلك العالم المليىء بالكراهية والشرور والموبقات والتقاتل والتنافر والتدابر بين ابناء البشر الذين انكر خلقهم الملائكة من قبل .
وبعد ان الفنا عالمنا الذي دفعنا اليه دفعا وسقنا اليه سوقا اخذ الجديد يداهمنا مرة اخرى عبر الموت لذلك فالموت يبقى ضيفا ثقيلا وشرابا مدافا بالسم الزعاف وكيف لا وقد اختطف على حين غرة مني اعز الناس لقلبي والصقهم
بشخصي فانقض عليه كما ينقض الصقر الجارح على فريسته ليستقر بها اعلى القمم ليمزقها شر ممزق
يسلونني عن فقد والدتي كما اعتادوا بقولهم لي
الموت حق


نعم هو كذلك
لكنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لإكمال العبارة بالقول :
الموت حق لكنه حق مكروه ، وسنة اشد كراهية
لقد اختطف الموت مني والدتي التي قضيت معها خمسة عقود قبل ان يرتد لي طرفي فلم اجد نفسي الا وانا اسارع في دسها بين كثبان الرمل وأوسدها حفرة حقيرة لأرجع الى زوجتي وبناتي وكأني قد انجزت عملا او احرزت نصرا او اتيت بما لم تستطعه الأوائل لأباشر بالأكل واسارع بالشرب وكانت والدتي لا تستعذب الشرب دوني ولا تستمرئ الاكل بغير وجودي

ماتت والدتي مؤخرا الا ان هناك ما هو اشد الما من موتها واعظم هولا من فراقها وهو اني لم اكن بحجم المسؤولية وعظم الامانة فالأم مسؤولية والوالدة امانه عرضها الله على السماوات والارض فأبين واشفقن من حملها وحملتها فكنت ظلوما جهولا

اعترف ان الام نعمة لم استطع ان احصيها على الرغم من محاولاتي المتكررة
يقول لي الكثير من حولي انها كانت تحبك كثيرا لكني اقول ان من يجد من نفسه قصورا في جنب امه لن يهدا له بال ولن يقر له قرار حتى يلقاها فتمسح على راسه وتلقي له بكلمات تامات فيتوب الله عليه بعد ان تقبل التوبة هي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة