الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من أعلامنا 2020/9
احمد الحمد المندلاوي
2020 / 12 / 6القضية الكردية
# هو المؤلف نجم سلمان مهدي الفيلي من مواليد بغداد لعام 1933م، وتلقى دراسته فيها. عمل مدرساً في الثانوية الدينية الأهلية المسائية في منطقة الدهانة ببغداد ثم مديراً لها لأربعة أعوام. تعرض للتهجير هو وعائلته،و زوجته وأولاده الخمسة، الى ايران خلال حملة التهجير 1980م .
عرف عنه المتابعة والقراءة والكتابة، حيث نشر عدداً من القصص القصيرة والمقالات في بعض الصحف العراقية، الى جانب رواية تدور حول حادثة واقعية تعرضت لها أسرته، وهي حادثة اختطاف ابنته الصغيرة،حيث قامت الشرطة بعملية بحث طويلة عنها دون جدوى،لكن نجم سلمان انبرى بنفسه وبجهد ذاتي جبار وذكاء بعد اخفاق الشرطة، للبحث عن ابنته من زقاق الى زقاق ومن مدينة الى مدينة ومن زاوية الى زاوية منقباً ومستقرياً ومحققاً وبشكل يذكرنا بقصص شارلوك هولمز.حتى تكللت جهوده بالعثور على ابنته في ديالى.
لكن تلك الرواية لم تأخذ حظها من الذيوع والانتشار لأسباب أدبية فنية تتعلق بفن الرواية وأصولها وقواعدها وتكنيكها وأسلوبها. وهي وجهة نظري التي ناقشتها معه شخصياً خلال معرفتي به أثناء عملنا معاً في مخزن الأخشاب الذي كان يملكه زوج أختي الكبرى المرحوم اسماعيل كريم الشمائلي (أبو عدنان)، وحين كنت أنا طالبا في جامعة بغداد/كلية الآداب ـ قسم اللغة العربية وأعمل في أوقات فراغي، وكان هو عاملاً بشكل دائم كأمين صندوق. كنا في أوقات فراغنا نتحدث في الأدب والتاريخ والشؤون السياسية، فقد كان قارئاً نهماً ومتابعاً مثابراً للحياة الثقافية والسياسية، مولعاً بأنساب الكورد الفيليين، فما كنا نمر باسم عائلة فيلية حتى يسارع بذكر نسبها وشجرتها. بالتأكيد هذا الاهتمام والولع هما اللذان قاداه الى العمل على تأليف هذا الكتاب"الفيليون..تاريخ قبائل و أنساب فلكلور تراث قومي" السفر المهم عن تاريخ الكورد الفيليين وأنساب عشائرهم وقصصهم الشعبية. وبذا قدم خدمة جليلة كبيرة للفيليين وتاريخهم، وهو أول بحث علمي رصين في هذا الباب.
وفي منفاه بـ"ايران" ورغم المعاناة العائلية الحياتية والمعيشية والصحية لم ينس نجم سلمان مهدي حلمه في تأليف كتاب عن الكورد الفيليين وتاريخهم، فشد عزمه وصمم فابتدأ عمله. لقد استغرق ذلك منه ثماني سنوات باحثاً منقباً ومستقصياً متابعاً معتمداً على أكثر من مائة وعشرين مصدراً ومرجعاً باللغات العربية والفارسية والكوردية، الى جانب البحث الميداني في التنقل والسفر بين العشائر الكوردية الفيلية لتقصي المعلومات وتتبع الأنساب على الطبيعة ومن أفواه الناس المهتمين، وذلك عندما كانت تستعصي عليه المراجع المكتوبة.
توفي الباحث في ايران يوم 9/3/1999م، وقد ترك كتابه مخطوطة في أوراق متناثرة. مات رحمه الله وهو يحلم أن يرى جهده المهم هذا في النور خارجاً الى الناس، ومواصلاً بحثه ودراساته عن الفيليين. لكن القدر كان أقوى وأسرع الى اختطافه قبل أن تكتحل عيناه برؤية بحثه منشوراً على الملأ. فحين بلغ أمر مخطوطة الكتاب الى سمع بعض الأخوة الفيليين في السويد انبروا شاكرين للحصول عليه بغية طبعه ونشره، وكان على رأسهم السيد حميد نوروز أبان الذي تكفل بتمويل طباعته ليتحقق حلم المؤلف رحمه الله، فيقع هذا السفر الضخم المهم في متناول الكورد الفيليين وغيرهم من المهتمين والباحثين والمؤرخين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر/
1- عرض كتاب (الفيليون) لنجم سلمان مهدي الفيلي - عبد الستار نور علي – موقع الحوار المتمدن-العدد: 2232 –في 26/3/2008م
2- كتاب (الفيليون –تاريخ قبائل،أنساب،فولكلور،تراث قديم ) نجم سلمان مهدي الفيلي – أربيل – ط2 2009م
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل
.. المفوض العام للأونروا: الجوع انتشر في غزة والدخول في مرحلة ا