الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكانة الشطري -5-

ربيع نعيم مهدي

2020 / 12 / 6
الادب والفن


في ظل أيّ خطاب شمولي قد تكون حياة الكلمات والافكار مجرد مغامرة مجهولة النتائج، لأنها في الغالب تتعرض للتنمر المشحون بنوع من العدائية المشرعنة من قبل النظام، فهو لا يريد لتلك الافكار ان تتجول في أروقة خطابه المتكامل، ولأن قتل الأفكار يُعد ضرباً من المستحيل، يلجأ النظام عادةً الى تصفية النواقل المادية للكلمات كالورق، وتطويع حاملي الافكار أو تكميم أفواههم، وفي أسوء الاحول قد يجد النظام نفسه مجبراً على معاملة الانسان معاملة الورق، وان اردنا الصدق فانه في الغالب يستطيع اعادة تشكيل خطاب معارضيه ولو ظاهرياً.
لكن ما تقدم قد لا يكون كافياً لإزالة مخاوف النظام من تأثير الافكار والكلمات، لذلك يسعى الى تعزيز خطابه بخطابات ثانوية لا تصلح للنشر في العلن، فهي وإن كانت تصب في نهر مصالحه إلا انها تتعارض مع الشعارات التي تطلقها أبواق النظام.
إحدى هذه الخطابات رواية سمعتها من أحدهم في مكتبة الوالد، عندما كان يستعرض وسائله لإثبات ضرورة الحكم الشمولي للعراق.
نص الرواية يتحدث عن سؤال وجواب، السائل فيه عمر بن الخطاب والمجيب عمرو بن العاص – وقبل إكمال سرد الرواية أود التأكيد على انني بحثت كثيراً للوصول الى مصدرها لكنني لم أوفق-
(صِف وأجِز ) – أوصف بإيجاز – هذا هو ما حدده السائل للمجيب
- ما قولك في الشام؟
- ضع الدرهم والدينار وافعل ما شاء.
- ما قولك في مصر ؟
- ارضها ذهب ورجالها عبيد لمن غلب.
- ما قولك في العراق؟
- اهله اهل ثورة على الحق والباطل.
وبرغم التشكيك في مصداقية الرواية ومضمونها إلا انني أجد ان واضع هذه المروية أو صانعها يتسم بذكاء ودهاء لا يقل عن دهاء عمرو بن العاص، لأنه اختلق وصفاً عاماً يتجاهل طبيعة العراق وأهله، وطبيعة التاريخ والصراعات السياسية التي اتخذت من ارض العراق مسرحاً لأحداثها، فالشيء بالشيء يذكر، عند أهل بغداد مثل دارج يقول (بين العجم والروم بلوه ابتلينا)، وبرغم بساطة القول إلا اشاراته واضحة جداً، في البدء كان صراع الفرس والروم، ثم صراع الصفويين والعثمانيين، واليوم صراع دولة الفقيه والولايات المتحدة، أما الغد فعلمه عند ربي.
وفي الختام التمس من القارئ العذر ، لأن هذه السطور لم تحافظ على وحدة الموضوع، فحالها حال دكانة الشطري عندما كانت تحتضن أحاديث شتى لا رابط بينها لكنها رسمت صورة عن وطن قد يكون فيه الحكم الشمولي ضرورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال