الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروبُ الهوى و النُّهى

علي موللا نعسان
شاعر و كاتب و مترجم

(Ali Molla Nasan)

2020 / 12 / 7
الادب والفن


دُروبُ الهوى و النُّهى

حوارية شعرية

الراوي :

لَمَعَ السِّراجُ فَضَاءَ فيهِ المَوْكِبُ
وَ صَفا البَريقُ فَبَانَ وَجْدٌ يَرْقُبُ

وَ زَهَتْ عُيونُ البَدْرِ تَقْتاتُ الهَوى
مِغْناجَةً بِسهامِ لَحْظٍ تَجذِبُ

وَ عَلى الشِّفاهِ بُخورُ عِطْرٍ تُضْفي
روحَ الجَمالِ لِلَهْفِ فِكْرٍ يَعْقُبُ

الشاب :

هَيْفَاءُ هامَ بِهَا الفؤادُ بِلَوعةٍ
دُونَ الرُّؤى و ترَنُّمِ الهَوى تَسْتَعْتِبُ

تَرْنو بِأنبلَ خافقٍ نَحْو المَدى
مِنْ مُهجةٍ تنْسابُ فيما تُعْرِبُ

وسَمَتْ عَلى أجْفانِها عبَقَ النُّهى
فَتَلَبَّدَتْ أشْواقُ قَلْبٍ لا تَنْضُبُ

الراوي :

جاسَ الوُشاةُ على عَراها المُجْتَبى
في مَحْفِلٍ يَحْشو الكلامَ و يَطْنِبُ

نَطَقَ اللِّسانُ بِبَوْحِ قَلْبٍ يَرْتَوي
فَجَرى الحَديثُ وَ ما هُناكَ الأَطْيَبُ

الراوي ثم الفتاة :

قالَتْ تَمي : نَبْعُ القَصيدِ روى الصَّبا
فَاعْزِفْ عَلى القيثارِ لَحْناً يَخْلُبُ

لُبَّ الجَوى فالسَّمْعُ و الأَحْداقُ في
عِبَرِ الومى تسْعى إِلى ما يُطْرِبُ

الراوي :

فالقَلْبُ بِالإحساسِ يَغْدو مُثْمِراً
كالشِّعْرِ للعُشَّاقِ وَرْسٌ يَصْحَبُ

و الوجدُ قدْ أذْكى النُّهى في بَوْحِهِ
عَبْرَ المَدى صَبْراً رَواهُ المَطْلبُ

الفتاة :

يا شَاعِري شَحَذَ الغَرامُ فُؤادي
وَاغْتالَني فَتَهَلَّلتْ روحي تَصْخَبُ

نَغَمٌ سَباني عَبْرَ أصقاعِ البرى
فَتَخَلَّلَ الآمالَ ماراً يَسْحَبُ

الراوي :

فَتَنَهَّدَ الخَفَّاقُ يُبْدي وَعْيَهُ
لِتُرابِ حُبٍّ صارَ عزْماً يَشْهَبُ

وَ ترَتَّلَتْ أَلْحانُهُ فَوْقَ الذُّرى
حَتَّى حَباها في النَّواصي مَذْهَبُ

الشاب :

الفِكرُ أَصْدَقُ نَفْحَةً مِنْ غادةٍ
وَرَقَتْ فَباتَ حُبورُها لا يُطْنَبُ

وَ النَّفْسُ أَسْوَغُ أُلْفَةً مِنْ مُهْجَةٍ
تضفي رِهامَاً في المُروجِ و تَدْأَبُ

وَ الرُّوحُ أَبْلَغُ قِيمَةً مِنْ مَنْظَرٍ
ما شِئْتُ يَجْذِبُني بنُورٍ يَسْهُبُ

الراوي :

لُغَةُ الصَّراحَةِ في العُيونِ بَريئَةٌ
جُعِلَتْ لِمَنْ يَصْحو بِطُهْرٍ يَعْقُبُ

وَ الَّلحْظُ في جَذْبِ القُلوبِ خَبيرٌ
وَ الحُّبُّ أَبْهى السِّحْرَ فيما يَجْلِبُ

الشاب :

يا مَنْ يَعِزُّ عَلَيَّ مَلْمَحُكِ المُوَشَّى
ما شَئْتُ غَيْرَ هَواكِ عِزَّاً أَصْحَبُ

شَغَفٌ ذَرى بَهْجَتي نَحْوَ الهوى
مُتَلَوِّعاً شَوْقَاً إِلَى ما يَجْذِبُ

وَ وُرودُ حُسْنِ الوَجْهِ تُزهِرُ بالجنى
فَتَفوحُ أَكْداسَاً بِعِطْرٍ يُسْكَبُ

وَ شُعاعُ نورٍ مِنْ عُيونِكِ يرتقي
سَرْجَ الجوى نَحْوي بَوَمْضٍ يَخْلُبُ

إِنْ كُنْتِ مِنّي لا تَشائينَ الهَوى
فَتَيَقّني أَنَّ السَّواقي تُلْجَبُ

فَنَوالُ وَجْدٍ بِالهُدى عِنْدي يَعي
كُلَّ الجَوابِ وَ ما يَدومُ المَرْقَبُ

وَ لَئِنْ أَرَدْتِ مَوَدَّتي فَفُؤادي
ما فيهِ غَيْرَ هَواكِ عِشْقٌ يَرْأَبُ

قولي الحَقيقةَ دون رَيْبٍ يا تُحفَتي
فهواكِ منْ أقْفى الَّذي أَسْتَوْعِبُ

فَرَسَمْتِ بَسْماتٍ عَلى ثَغْرٍ هَدى
سُبُلَ الحديثِ إِلى غَرامٍ يُرْقَبُ

وَ جَعَلْتِ قَلْبي يَرْتَمي نَحْوَ الهَوى
حَتَّى غَدا مَأْسورَ حُبٍّ يُعْذَبُ

وَ مَلَكْتِ نَفْساً أَصْبَحَتْ تَتَناجى
مَعَ طيْفِكِ البَرَّاقِ فيما تَرْغَبُ

كَيْفَ السُّرورُ يَجيءُ دونَ المرتضى
عَجَبَاً فَهَلْ أَنْتِ الصَّفاءُ المُرْحَبُ

يا بَسْمَةَ اليَوْمِ الجَميلِ هَلُمّي
فَأنا المُتَيَّمُ وَ أنتِ منْ أَرْغَبُ

هَلاَّ سَكَنْتِ الرُّوحَ مِنْ فَرْطِ النَّوى
فَالنُّورُ مِنْ إِيماضِهِ لا يَطْنُبُ

هَيَّا تَعَالي وَ اتْرُكيني أَسْتقي
مِنْ خَمْرِ وَجْدي نَظْرَةً لا تُحْجَبُ

هَيَّا تَعالي وَ اتْرُكيني أرتجي
مِنْ ثَغْرِ حُبّكِ رَشْفَةً لا تَنْضُبُ

الراوي :

فَتَأَوَّهَتْ وَ سَحَابَةُ الآَلامِ قَدْ
أَوْدَتْ بِها سَيلاً بِضيقٍ يَكْرُبُ

الراوي ثم الفتاة :

قالَتْ تمي : أَزْهَيْتَني يا شاعِري
فَاتْرُكْ لِمَوْجِ القَلْبِ شَطَّاً يَطْلُبُ

فَأَنا عَهِدْتُكَ صَادِقَاً لا تَصْطَفي
إِلاَّ صَدى حُبُّي بِوَقْعٍ يُعْجَبُ

نَغَمٌ تَهادى في الرُّبى يجْني الوفا
وَ اِنْسابَ في أُفُقِ الوَرى لا يَغْرْبُ

الراوي :

فَتَهَلَّلَ الخَفَّاقُ يَنْعي وَجْدَهُ
وَ سَرى جَنانُ الشّعْرِ فيهِ يَشْخُبُ

وَ غَدا أَنينُ النَّايّ خَيْرَ رِثاءٍ
وَ غَدا طُموحُ النَّفْسِ صَوْناً يَصْحَبُ

وَ غَدا المُغَرِّدُ للنَّعيمِ جُمُوحَ حُبٍّ
في الجَوّ يصْدَحَ وَ هْوَ طَلقٌ مُطْرِبُ

وَ تَمَوّج الأَلْحانِ راحَتْ تَمْتَطي
أَحْلامَ نَفْسٍ قَدْ رَواها المَطْلبُ

فَتَراكَضَتْ روحٌ إلى فَيْضِ النُّهى
حَتَّى غَدَتْ بلحَ المنى إذ تُرْطَبُ

الفتاة :

ذَهَبَ الخَريفُ بِما لَهُ مِنْ مِحْنَةٍ
وَ أَتى الرَّبيعُ فَأيْنَ مِنْهُ المَهْرَبُ

ضَيْفٌ أَحَلَّ عَليَّ فَلَمْ أَحْفَلْ بِهِ
فَتَلَى شِغافَ الفِكْرِ أَنَّى يَذْهَبُ

الراوي :

هَبَّتْ رِياحُ الصَّبْرِ تَشكو عَثْرةً
تقْفو مَشاعِرَ عَاشِقٍ لا يَتْعَبُ

الشاب :

يا بُلْبُلاً يَأسى لَواعِجَ أُلْفَةٍ
أَوْصِلْ سَلاماً لِلحَبيبِةِ يَخْصُبُ

أَنْشِدْ غِناءً سَابِياً وَ تَرَنَّمْ
فَلَصَوْتُكَ العَذْبُ الجَميلُ يُقَرِّبُ

Ali Molla Nasan
Oslo 02-12-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع