الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاءمؤجل

خيرالله قاسم المالكي

2020 / 12 / 9
الادب والفن


لقاء مؤجل
الظلام بحذاءه الثقيل وسواده بذاكرة السنين المعتمة لقبوا لا ارى أي جدار فيه ولكنها يراني تأكل الديدان الخفية جزء من يدي وتقضم أسناني بشهية في وجبة الأفطار و في رعونةطول الليل وما يتبقى من النهار.
من أخبرني بموت أبي تابوت محمول على عجلة ذات أبواب مقفلة مرت مسرعة من الجانب الأيسر لحافة القبوا .رأني في زحمة الظلام فلوّح بيده مودعا رفعت يدي لأمسك بيده لكن السجان عجبته يدي قطعها ورمها في سلة النفايات فلم يصل ليد أبي غير قطرات من الدم.
لم أحزن فقد بقى منه القليل في جسدي . القطرات كفنت أبي وعطرته بأوراق السدر والكافور الأبيض. أخذ ما يكفيه وترك لي الباقي.
سألت الدم هل هذا السجان من مديتي؟
فرد بنعم هو كذلك.
قلت له كيف من أي بيت من أي شارع .
قال أنه حفار قبور كان موجود في المساء عند أبيك في لحظة أحتضاره . كان يمشي مع الآخرين خلف الجنازة . العجله المسرعة تعود له. لص يسرق أكفان الموتى واوراق السدر ورائحة الكافور.
هل سأله أبي عني.
نعم
يسأله دونما .
فما كان جوابه ؟
قال لايمكن أن تراه لكنه أنه وجبة أفطار لأصحابي.
ستراه في يوم قريب وهو يهديك الكافور وأرواق سدر عندما أقطع يده .
هل كل أهل مدينتي يحبون الدمن ويسرقون الأكفان.
لا أنت تعرفهم طيبون.
لكن هذا من نفس التربة
لا هو من طينة معجونة من بول الدواب ومخلّفاتهم.
أتركني الآن فقد حل موعد الأفطار.
قد نلتقي مرة أخرى هنا أو هناك
التعليقات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا