الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفري يكشف عن المخططات الأمريكية بخصوص الملف الكردي

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 12 / 10
القضية الكردية


كتب موقع “خبر24” ونقلاً عن “جريدة المونيتور” بأن (الممثل الامريكي الخاص الى سوريا ’’ جيمس جيفري ’’) والذي عرف “بمواقفه التي اعتبرها الكثير من المراقبين بالمعادية لقضية الشعب الكردي في سوريا والمتعاطفة مع تركيا في الكثير من الملفات”، بحسب الكثير من المراقبين للشأن الكردي، قد أدلى مؤخراً بتصريحات غاية في الأهمية بخصوص القضية الكردية والشأن السوري ومستقبل الكرد وقوات سوريا الديمقراطية حيث “ولأول مرة اعترف جيفري بأحقية القضية الكردية في سوريا وأن بدونهم لا يمكن البحث عن الاستقرار في المنطقة”؛ وأضاف “أن الكرد سيكونون عاملاً مؤثراً في النتيجة النهائية للأزمة السورية” وأشار جيفري إلى أنهم أي (الكرد) “يسيطرون على العديد من مقاليد الأمور وسيكون لهم الدور الأبرز في إنهاء الأزمة سياسياً وعسكرياً” وبخصوص المخططات الأمريكية قال: بأن ل(واشنطن خطتان: الخطة “أ” هي التأكد من أن الروس والأسد والإيرانيين لن يكونوا سعداء لكيفية انتهاء كل هذا، أما الخطة “ب” فهي الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية. وشدد على أن ما سيتم تنفيذه في ما اسماها بالخطة “أ” سيدفع الروس والإيرانيين والنظام السوري يوماً ما إلى قبول الخطة “ب”).

أما بخصوص العلاقة مع تركيا ((ورَدَّاً على سؤال كيف ستتعامل إدارة بايدن مع أردوغان قال جيفري: أردوغان لن يتراجع حتى تُظهِر له أنيابك، وهذا ما فعلناه عندما تفاوضنا على وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا. وفي السياق تابع جيفري؛ كنا مستعدين لسحق اقتصاده. أردوغان متعجرف بشكل جنوني ولا يمكن التنبؤ به لكن عند الضغط عليه فهو ممثل عقلاني. وأضاف: علينا فصل أردوغان عن تركيا؛ فتركيا دولة مهمة للناتو حيث يقع فيها رادار الناتو الذي يمثل جوهر نظام الصواريخ الباليستية. ونَوَّهَ جيفري إلى أن بولتون لم يكن يرغب بأي تواجد تركي (شمال شرق سوريا). ومن جانبه أرسل ترامب رسالة لأردوغان مفادها إذا لم يتوقف خلال ٢٤ ساعة فأن (مظلوم عبدي) سيُدْخِل الروس إلى المنطقة، وأمريكا لن تمنعهم. وأضاف جيفري في حديثه بالقول : اعتَقَدَ الأتراك إن الروس لن يأتوا وإن أتوا فإن الولايات المتحدة ستُوقفهم كما فعلت في ديرالزور، ولكن دخل الروس وفجأة أصبح كش ملك)). وأخيراً “وحول رأيه بالجنرال مظلوم عبدي قال جيفري: مظلوم يفعل كل ما في وسعه لتحقيق التوازن بين الأطراف العديدة، وقبل كل شيء حماية شعبه. إنه يفعل بالضبط ما كُنتُ سأفعله في ظل هذه الظروف”.

تعليق سريع على ما جاء على لسان جيفري: ما يمكن ملاحظته ورغم كل ما كتب وقيل عن الدور الأمريكي وتخاذلها وصفقاتها مع تركيا بواسطة السمسار ترامب عبر صهري الرئيسين، إلا إنه من الواضح والمؤكد؛ بأن أمريكا لها مشروعها السياسي في الشرق الأوسط والذي وصف أو عرف ب”شرق أوسط كبير أو جديد” وسيكون للكرد دور مهم في هذا المشروع، كما سبق واسلفنا في عدد من المقالات والكتابات بخصوص القضية وذلك ليس حباً بالكرد وعطفاً عليهم وعلى قضاياهم الوطنية، بل لأن هناك عدد من المسائل التي رشحت الكرد لهذا الدور وباختصار يمكن التذكير بها؛ أولاً هم (أي الكرد) أضعف الحلقات في الصراع الإقليمي وبالتالي سوف يرضون بأقل المكاسب السياسية في تعاونهم ومشاركتهم للأمريكان بانجاح مشروعهم الشرق أوسطي وذلك بعكس الشعوب والدول التي تحتلهم حيث سيكون المقابل أكثر تكلفةً وثمناً، كما أن الأحداث في المنطقة أكدت بأن المجاميع العسكرية الأخرى أقل تنظيماً عسكرياً وليس لهم أجندات سياسية ثابتة، بل عبارة عن مرتزقة يمكن أن يبيعوا بندقيتهم لمن يدفع أكثر، ناهيكم عن أن أغلبيتهم ذات خلفية إسلامية راديكالية يتحنتظرون اللحظة المناسبة للانقلاب على الأمريكي لصالح “داعش” وغيرها، بينما القوات الكردية وبعدها قوات سوريا الديمقراطية -بتكويناتها المجتمعية المتعددة- أثبتت إنها قوات تمتلك الانضباط العسكرية وذات برنامج سياسي وطني، كما أن المجتمع الكردي أقل تطرفاً وتشدداً دينياً وهناك حرية المرأة بشكل كبير لدرجة أدهشت الأوربيين أنفسهم وكانت مشاركة المرأة الكردية إلى جانب إخوتها في محاربة “داعش” والجماعات الإسلامية الراديكالية صيتها الكبير، مما جعل لشعبنا وقضيتنا حلفاء في مختلف المجتمعات الغربية ومؤسساتها السياسية.

وأخيراً علينا أن لا ننسى بأن الدور الوظيفي لهذه الحكومات الشرقية المستبدة -بما فيها تركيا مع أردوغان- انتهت ويجب استبدالها بحكومات توافقية تلبي بعض طموحات شعبها وإلا خرجت المنطقة من يد الدول السيادية بخروج هذه المجتمعات والاتيان بالبديل السياسي وهذا ما أكده جيفري في حديثه عندما فصل بين تركيا وأردوغان حيث الأخير سيسقط، لكن ستبقى تركيا مع الاتيان بالبديل الذي يقبل بالمشروع الغربي الأمريكي ورؤيتهم في حل القضايا العالقة بالمنطقة وتركيا ضمناً وبقناعتي سنشهد بداية انفراج بين تركيا القادمة وحزب العمال الكردستاني وربما عودة الحوار والبحث عن سبل لحل المسألة الكردية في ذاك الجزء حيث نعلم بأن دون حل المسألة الكردية في شمال كردستان (تركيا) فإن روجآفا لن تنعم بالاستقرار السياسي.. بقناعتي فإن الكرد وخلال السنوات القادمة سوف يشهدون المزيد من الانفراج السياسي والحلول الواقعية بخصوص قضاياهم الوطنية وذلك بعكس ما يأملها الكثير من الشوفينيين العنصريين وكذلك على العكس من رؤية البعض المتشائم من أبناء شعبنا الكردي، طبعاً هذه ليست أمنية ورغبة شخصية، بل هي قراءة سياسية لمجمل تطور الأحداث ولتاريخ قضايا الشعوب وأولهم ملف شعبنا وكيف تحولت القضية الكردية من ملف أمني مخابراتي لا تشغل أي حيز سياسي إلى ملف وطني بامتياز، بل يمكن القول؛ إلى ملف شبه دولي حيث كانت القيادات الكردية سابقاً تأمل بلقاء أي موظف بسفارة أجنبية في دولة ما ولو على رصيف قهوة وليس لقاءً رسمياً، بينما اليوم يتم استقبال الوفود الكردية من زعماء ورؤساء دول، ناهيكم عن الجانب العسكري والجيوسياسي حيث الكرد يديرون إقليمين ولو بوجود بعض الخلل والأخطاء وارتكاب بعض الجرائم والمآسي هنا وهناك بحق شعبنا.. نعم إنني متفائل بمستقبل شعبنا وقضايانا الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد


.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في




.. غضب عربي بعد -الفيتو- الأميركي ضد العضوية الكاملة لفلسطين با


.. اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق




.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب