الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحة العقلية للمتظاهرين. مرة اخرى

جواد الديوان

2020 / 12 / 11
الطب , والعلوم


وتصدى طبيب من طلبة الدراسات العليا (البورد العربي) لدراسة الصحة العقلية للمتظاهرين او لنقل النشطاء. والمهمة عسيرة وصعبة، حيث المواقف من الظاهرة، وما شاع في المجتمع من كلمات وقتها تختلف كليا عنها في ادبيات العلم باللغة الانجليزية. وصعوبة اخرى في تقبل فكرة دراسة الصحة العقلية للشباب لما شاع من احداث عنف مؤسفة، لست في صدد الاشارة لها. ورغم ذلك اضحت الساحات مكانا للزيارات كما شغلت الاعلام المحلي والعالمي فترة طويلة.
راقب باحثون زيادة الاحتجاجات في العالم، ودرسوا بعمق الاحتجاجات في اوربا ، واحتجاجات الصين (1989) واوكرانيا (2013) وروسيا، والربيع العربي بمسيرته، وهو احتجاج، وغيرها. ومن مراقباتهم ظهرت دراسات، فكانت محاولات لاجابة اسئلة اهمها ان الناس تشارك في احتجاجات نتائجها غير مؤكدة او مضمونة، وهناك مخاطرة عالية للاشتراك في الاحتجاجات (اعتقال وجرح او وفاة). وبذلك ظهرت سلسلة من البحوث حول الدوافع للفعل الجمعي. وهذه بحوث تتعلق بدوافع الاشخاص واهتماماتهم، وابتعدت كثيرا عن هرم ماسلو للحاجات (https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374225). واصبحت هناك امكانيات للتنبؤ بحدوث الاحتجاجات.
ولاحظ الباحثون التغيرات التي تتركها الاحتجاجات على المشاركين بها. ومنها تغيرات موضوعية (objective) اي ما يشاهده المراقب او الباحث من تغيرات، ومنها تغيرات ذاتية (subjective) وهو ما يذكره او ما يقرره الشخص المشارك في الاحتجاجات.
وسجل الدارسون بعض التغيرات الموضوعية للمشاركين، ومنها تغيرات في الحياة الزوجية وروابط العلاقات الانسانية وحياة العمل وتغيرات في السلوك الاستهلاكي. والتغيرات المشار اليها قد تكون سلبية او ايجابية، واما التغيرات الذاتية فكانت في تعزيز الهوية والتمكين وظهور فكر التطرف وبناء مفهوم للشرعية ومكابدة الالتزام وتطور مفهوم للكرامة وتعزيز الثقة بالنفس والمهارات وغيرها.
الصحة العقلية مصطلح مرادف لكلمة السعادة، والاشارة للصحة العقلية الايجابية او قمتها تكون الابتهاج او الازدهار flourishing. وفيها الشخص لا يشعر انه مكبل او مسيطر عليه، وانه اقل ادراكا بانه لوحده في الحياة، ويعرف اهدافه في الحياة (يعرف ماذا يريد) ويتمتع باعلى قدر من المرونة resilience فهو يتعلم من الشدائد والمحن. والدراسة المشار اليها في هذا الاتجاه، اي الصحة العقلية. وهو مفهوم برز يتجاوز ازمة مريض نفسي وغير مريض نفسي. وقد اشرت للدراسة حول الصحة العقلية للمتظاهرين قبل فترة في مقال https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688874
وتجمعت اعداد من البحوث في العالم حول الاحتجاجات باعتبارها نشاط جمعي collective action بمدى واسع من النشاطات (توقيع احتجاج او استنكار اوالمشاركة بندوة او غلق الطرق او المظاهرات وغيرها). وهناك نشاطات بدون مظاهر عنف normative، ونشاطات حصلت فيها مظاهر عنف non normative . ومن نتائج الملاحظات للاحتجاجات تحددت مدى واسع من المتغيرات تساهم بظهور السلوك الاحتجاجي. واصبح بالامكان التنبؤ بظهور الاحتجاجات في بعض البلدان.
وتشير العديد من الدراسات الى ان الغضب anger يرتبط بالاحتجاجات غير العنيفة او التي لا ترافقها احداث عنف، في حين ترتبط المشار السلبية negative emotion بالنشاطات الجمعية التي ترافقها عنف. وذلك الفرق العملي بين بين الغضب والاحتقار contempt.
ومن العراق، يسجل الجواهري الفرق، واستجابة في ابداعته منها:
يا من تبناه التمرد يافعا
وكهلا، ومن ناغى التمرد اشيبا
ورد فعل لغضبه، رسالة الى الملاكم كلاي، ويقصد بها الحاكم وقتها:
الملهمون أأنت تصنعهم
خولا من الشبان والشيب
خدما لقصرك، صنع ساحرة
ذي الف سقف منه مذهوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع قانون بريطاني يسعى لخلق جيل خال من التدخين


.. خدمة جديدة من غوغل للعثور على الهاتف وإن كان مغلقاً




.. طفل فلسطيني يجمع قطرات المياه من خزان متنقل في غزة ليرتوي


.. الثاني عربياً والأول سورياً.. وفاة رائد الفضاء محمد فارس




.. معهد في كاليفورنيا يجمع أكبر كاميرا فلكية في العالم