الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 8 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تحاول امريكا تصوير طريق الحرير الجديد الذي تبنت انشائه الصين بإمكانياتها التمويلية الكبيرة و بقدراتها الهائلة في تنفيذ المشاريع العملاقة وكأن هذا الطريق سيستخدم للتجارة البينية بين الصين و الدول المرتبطة بهذا المشروع فقط و ادعت بعض التقارير الأمريكية أن المردود الاقتصادي سيكون حصرا للتجارة البينية بين الصين و تلك الدول و هذا يتنافى مع المنطق و حقائق الواقع اذ ان هذا الطريق بشقيه البحري و البري سيكون متاحا لجميع الدول المرتبطة به و سيكون بالإمكان لأي دولة من هذه الدول استخدامه لأغراض التجارة البينية بينها و بين اي دولة اخرى ان كانت هذه الدولة هي الصين او غيرها من الدول .

كما كان طريق الحرير القديم بحاجة الى الاستقرار و الأمن و الحماية من اللصوص و قطاع الطرق كذلك سيكون طريق الحرير الجديد بحاجة الى استقرار و أمن جميع الدول المرتبطة به و لحمايته ليس فقط من اللصوص و قطاع الطرق بل من المنظمات الإرهابية ايضا , من هنا ستظهر الحاجة الى توفير أمن و استقرار جماعي لجميع شعوب هذه الدول , هذا الأمن و الاستقرار الذي لن يتحقق الا بتعاون الجميع من اجل الجميع .

لا شك أن السبب الحقيقي وراء ما تخشاه امريكا من نجاح بناء طريق الحرير الجديد هو تشكل مظلة حماية جماعية لتحقيق أمن و استقرار كل الدول ذات العلاقات التجارية بمشروع طريق الحرير الجديد دون أن يكون لأمريكا دورا في هذه المظلة و أن يكون للصين دورا قياديا فيها ليس على شاكلة القيادات للتحالفات العسكرية التي تشكلت في الحروب الساخنة و الباردة و أنما من خلال ممارسة دور قيادي لمنظمة تعاون تجاري و اقتصادي و تكنولوجي و علمي شامل بين الدول الملتحقة بمشروع طريق الحرير الجديد ,

يعتقد القادة الإصلاحيون في الحزب الشيوعي الصيني انه حين تصل الصين للقمة التي يسعون لبلوغها و التي منها ستبدأ الصين حركتها الصاعدة عندها ستستحق الصين بجدارة ممارسة دورا قياديا لمنظمة اممية مهمتها تطوير البنى التحتية و القاعدة التكنولوجية و التنموية للبلدان كافة من خلال اقامة عولمة جديدة اساسها المصالح و المنافع المشتركة ... !!

هيمنة صينية جديدة من خلال عولمة جديدة قد تشكل خطرا حقيقيا على الشعوب كافة ان لم يكن اساسها الحرية و حقوق الأنسان التي لازال النظام في الصين بعيدا عنها .

هنالك اسئلة عديدة تفرض نفسها منها :

كيف سيكون شكل العالم عند ظهور قوة عملاقة لديها الإمكانية الاقتصادية و العسكرية للهيمنة عندما لا تعترف هذه القوة بالتعددية السياسية و لا يهمها نوع و طبيعة الأنظمة التي تتعامل معها فسياسة هذه القوة برغماتية كما يصفها القادة الإصلاحيون في الحزب الشيوعي الصيني انفسهم و ليس اعدائهم مسترشدين بالمثل الصيني القديم الذي يقول :
ليس مهم لون القطة بل المهم هو قدرتها على صيد الفئران .

ما حال شعوب منطقتنا خصوصا و العالم عموما حين تكون احدى القطط هي حركة طالبان في افغانستان و قطة اخرى اسمها حركة الإخوان المسلمين في هذه الدولة او تلك أو قطة ترتدي العمامة السوداء و تدعي حقها في الولاية على الأمة باعتبارها الفقيه الأعلى العالم بباطن الأمور و ظاهرها و لربما هنالك قطط خلف افق العولمة الجديدة هي اخطر من هذه الشاكلة , قطط لم نسمع حتى باسمها بعد ... !!

كيف سيعيش انسان تلك العولمة الجديدة و هو يقبع تحت هيمنة قوة اقتصادية تكنولوجية علمية هائلة لا تمنحه حق الاعتراض على تحوله الى روبوت ... ؟
و هل سيكون لذلك الأنسان الحق بالقول :
لون القطط مهم جدا .... !!

لكن من الضروري ايضا أن لا نهمل ما طرحه القادة الإصلاحيون في الحزب الشيوعي الصيني بقيادة زعيمهم الراحل تنغ سياو بنغ من أن هنالك طريق للوصول للقمة بأتباع الاستبداد الإيجابي الموجه و الذي يتم الانعتاق منه بشكل تدريجي و دون اتباع سياسة الصدمة أو سياسة الانتقال السريع نحو الليبرالية و سموا هذا الطريق بالطريق الثالث المختلف عن الليبرالية في الدول الرأسمالية و مختلف ايضا عن نظام ديكتاتورية البروليتارية .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل