الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل رؤية الاحزاب السياسية

حيدر خليل محمد

2020 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الاحزاب في العراق الشرق الأوسط بكل توجهاتها الاسلامية والعلمانية والشيوعية واليسارية والقومية ، لاتزال بعقلية الخمسينيات وستينيات القرن الماضي ، لأنهم يعتقدون أن الناس ستقتنع بخطاباتهم الدينية واليسارية والقومية التي خاطبوا بها جماهيرهم في القرن الماضي ، حتى الاحزاب التي تأسست حديثا ، فهي بنفس الفكر والعقلية القديمة لأن هذه الاحزاب خرجت من رحم الاحزاب القديمة ، لكن الشيء الوحيد الذي اختلفوا عليه هو اختلافهم حول تقاسم المغانم ! .

وبسبب عقليتهم هذه لا تملك هذه الاحزاب أي اهداف تسعى إليها مثلا في مجال حقوق الإنسان أو في تغيير قوانين مجحفة بحق جماهيرها أو أهداف لاصلاح الوضع العام في البلاد .

بل تنحصر اهداف هذه الاحزاب في كسب المزيد من المؤيدين والانصار بأي طريقة ولو كانت غير مشروعة فهذا لا يهمها لأن عندهم ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، لأن جل غايتهم الوصول للسلطة فقط لاجل السلطة، لا لاجل تقديم الخدمات أو ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية أو اصلاح الوضع العام أو تغيير قوانين .
وبسبب تشبث هذه الاحزاب بعقليتها القديمة وبأعتمادها على ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، فقدت العنصر الشبابي الذي هو الداينمو والمحرك الرئيسي في المجتمع، للأسف لم تستوعب الاحزاب الى الان تأثير الانترنت الكبير على الشباب ، وكيف غير الانترنت رؤى وأفكار المجتمع، حتى تنظيم داعش الارهابي رغم راديكاليتها الا أنها جندت الالاف من خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي .
وبفضل الانترنت والذي جعل العالم كقرية صغيرة والمطالعة ، عرف حقيقة هذه الاحزاب وحقيقة غاياتها واهدافها ، لذلك فقدت الاحزاب بكل توجهاتها غالبية جماهيرها ، وكذلك اطلع المجتمع على مواردها التي يمتلكها بلده ، وبسبب الوعي علم إن هذه الموارد هي حق وملك لجميع الشعب وليس لاحزاب السلطة ، لذلك انطلقت تظاهرات واحتجاجات في أكثر مناطق الشرق الأوسط، وهذه الاحتجاجات والتظاهرات كانت شعبية وعفوية لا حزبية أو جهوية .

الاحزاب العراقية انموذجا

لا تختلف كثيرا الاحزاب العراقية عن نظيراتها في الشرق الأوسط بكل توجهاتها ، لأن الاحزاب الدينية والقومية واليسارية تقريبا تاسست جميعها في أوقات متقاربة في منتصف القرن الماضي في الشرق الأوسط.
الاحزاب الاسلامية والقومية عندما تشتد عليها بعض الامور ولا يمكن الخلاص منها أو يسعون لتحقيق أهداف ما ولا يمكن تحقيقها إلا بضغطٍ جماهيري ، هنا تغازل مشاعر الجماهير لتحقيق مآربها الخاصة .

كذلك الاحزاب اليسارية والشيوعية والعلمانية رغم قلة جماهيرها إلا انها تمتلك ادوات تستطيع الضغط بها على الشارع وتحركها ، كتحذيراتهم من أن حقوق الإنسان منتهكة وان الثروات تتحكم بها احزاب السلطة، فقط لأجل التأثير على الشارع وتحريكه .

رسالتي الى الاحزاب بجميع توجهاتها، واكبوا العصر وعليكم بإعادة النظر في رؤاكم وافكاركم واهدافكم بما يناسب وضعنا ، ورسم اهداف فيها خدمة للمجتمع ، وتغيير طريقة تعاطيكم مع المختلف معكم ، لا أن يكيل لهم الاتهامات أو تعاطيكم مع المعارضة خصوصا اذا كنتم في السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار