الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغاربة بين الصحراء وفلسطين

أحمد عصيد

2020 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ومساندتها لمقترح الحكم الذاتي، وإعلان المغرب عن تطبيعه للعلاقات مع إسرائيل حدث مزلزل بكل المقاييس، ليس فقط لأنه لم يكن متوقعا بهذه السرعة، لكن أيضا لأنه قلب رأسا على عقب منطق التعامل مع هذا الملف من جانب مختلف الأطراف، ونقله دفعة واحدة من مستوى المشكل الإقليمي إلى التسوية الدولية.
أمام هذا الحدث يبدو المغاربة منقسمين بين من اعتبر هذا الحدث "يوما أسود في تاريخ المغرب" وخيانة للقضية الفلسطينية، ومن اعتبره "يوما أبيض" ومناسبة سعيدة تنهي عقودا من التوتر وتبشر بانجلاء وضع مرّ فيه المغاربة بأزمات اقتصادية خانقة بسبب مشكل الصحراء.
الذين اعتبروا القضية الفلسطينية "قضية وطنية أولى" قبل كل القضايا الأخرى اعتبروا هذه التسوية صاعقة وانتكاسة حقيقية، أما الذين اعتمدوا منطق "تازة قبل غزة" فوجدوا هذا الحلّ مريحا للمغرب الذي عانى الأمرين بسبب تعنت القيادة العسكرية بالجارة الجزائر، التي يحفزها الانتقام أكثر مما تحركها نوايا حسن الجوار.
المؤشرات التي توالت خلال الشهرين الأخيرين كانت تشير بوضوح إلى وجود شيء ما يُطبخ على نار هادئة، فتزايد حلفاء المغرب ضدّ الأطروحة الانفصالية، بمن فيهم الأكثر وفاء للجزائر وللبوليساريو مثل جنوب إفريقيا، والتحرك العسكري للمغرب بمنطقة "الكركرات"، والارتباك الكبير للقيادة الجزائرية بسبب عودة الحراك وإدانة المنتظم الدولي للنظام لخرق حقوق الإنسان بالجزائر، ومرض الرئيس تبون واختفائه عن الأنظار وانقطاع أخباره، وانعطاف البوليساريو نحو محاولة التقرب إلى الخطاب الإرهابي الداعشي بمنطقة الساحل، وتحرك اللوبي الخليجي واللوبي اليهودي بكل من إسرائيل وأمريكا، وإمعان بعض القيادات الفلسطينية في الميل إلى الأطروحة الانفصالية، كلها كانت عوامل تنبئ بانفتاح الوضع على كل الممكنات.
لا شك أن للقرار الأمريكي مخرجات وتداعيات كثيرة ستتوالى في الأيام القادمة، وأهمها تصفية الأطروحة الانفصالية وإلزام الجزائر بتغيير خططها تجاه المغرب لتدارك وضعها الداخلي، لكن بالمقابل سيُطرح على الأنظمة المُطبّعة مع إسرائيل التفكير في حلول بديلة لمعاجلة القضية الفلسطينية بمنطق سياسي جديد لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، وإحقاق حلّ الدولتين طبقا للشرعية الدولية.
في تعبيرات المغاربة والجزائريين وجبهة البوليساريو تبدو غلبة الجانب العاطفي وفورة المشاعر الجياشة، التي يختلط فيها الدين بالقومية والوطنية، مع ندرة الخطاب التحليلي الهادئ والموضوعي، لكن للتاريخ منطقه الخاص الذي لا تحكمه الأهواء والتمنيات، بقدر ما تسنده الوقائع وموازين القوى والرهانات المتواجهة على الساحة الإقليمية والدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاااااااااثقة في القرار الأمريكي
عبد الله اغونان ( 2020 / 12 / 11 - 17:21 )
لوكان القرار الامريكي مناصرا للقضية المغربية دون ربطه بالتطبيع مع اسرائيل لرحبنا به
لكنه مجرد مناورة في الوقت الميت مع نهاية ولاية ترامب وفوز بيدن وربما براغماتية لأجل عمالة تجارية لترامب وليس هناك ضمانات ألا يعاد فيه النظر
جل من سبقونا للتطبيعان تطبيعهم رسميا وفشل شعبيا
ولم تربح منه القضية الفلسطينية الا الخيبات ونقض العهود


2 - 1919 اتفاق الفيصل وايزمن
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 12 / 11 - 20:08 )
الموضوع قديم جديد
ان علاقة اليهود مع الاستعمار وقبله القرصنة الاوروبية لثروات شعوب الارض بدات من ايام محاكم التفتيش المسيحية بعد هزيمة حكام الاندلس
طورد المسلمين واليهود معا ومن اموالهم تم تجهيز الاسطول الاستعماري الاول ويظهر ان اليهود عملوا صفقة مع اباطرة اوروبا بطريقة الدفع الطوعي بدون محاكم بل والمشاركة بالمجهود الاستعماري بالمال مقابل حصة وهكذا كان الحال في استعمار امريكا الذين هم اليوم اسيادها والاستعمار الحديث للعالم العربي جاؤوا مع المستعمر الانجليزي والفرنسي على استحياء وفضلوا ان يكون دورهم بالباطن لان شعوب المغرب العربي من احتضن اليهود يوم فروا من تلك المحاكم
والحقيقة التي لا يحب ان يعترف بها الحركات الثورية والشعبية بان الاستعمار لم يهزم ولم يرحل بعد وانما تمت الاستعانة بعائلات غير وطنية لادارة شؤون الاستعمار والاحتلال من الباطن اما بعناوين دينية زائفة ودعاية دونكشواطية للبعض الاخر من طراز بورقيبة وما شابه ذلك
اهم حدث كان اجتماع واتفاق الامير فيصل بن الحسين مع حاييم وايزمن وخرج بوثيقة باسمهما ملك للعرب في صحرائهم وجغرافيتهم مقابل ترك فلسطين لليهود وتشجيع هجرتهم اليها


3 - إلى إبراهيم الثلجي
حميد فكري ( 2020 / 12 / 23 - 00:17 )
عليك أن تصحح مفاهيمك المغلوطة أولا قبل أن تقول أي شيئ .
فالمنطقة التي تسميها شعوب المغرب العربي ,ليست كذلك ابدا بل هي أمازيغية بالأصل ,وفي أسوأ الأحوال كان يجب عليك أن تستعمل عبارة شعوب شمال إفريقية ,على الأقل فهي عبارة تختزن في جوفها التعدد والإختلاف .

اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس