الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا :هل يفي الديمقراطيون بوعودهم

حازم كويي

2020 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


صَوتَ مايقارب 80 مليون أمريكي لجو بايدن،حيث كان تصويتاً ضد نفاق دونالد ترامب الاستبدادي،يمكن فيها للعالم أن يتنفس الصعداء.
ألا ان الانتخابات كشفت أيضاً عن شئ يبعث على القلق حيث حصل ترامب على 11 مليون صوت أكثر مما حصل عليه عام 2016،فقد فاز في اوساط مجتمعات تعاني من مشاكل كبيرة حيث البطالة والفقر ولايكاد ان يوجد فيها رعاية صحية ولارعاية للاطفال.
ترامب يكذب بلا انقطاع، وربما الكذبة الاكثر جنوناً هي بيع نفسه وحكومته كأصدقاء للطبقة العاملة الاميركية .
لقد جلب ترامب المليارديرية الى أدارته اكثر من أي رئيس أميركي آخر في التأريخ.فقد قام بتعيين مناهضين وأعطى إعفاءات ضريبية للشركات وكبار الاثرياء،بينما أقترح تخفيضات هائلة في برامج التعليم والاسكان والتغذية وحاول ترامب أيضاً حرمان مايصل حوالي 32مليون شخص من الرعاية الصحية وخفض عشرات المليارات من الدولارات من أموال برنامج التأمين الصحي والرعاية الطبية والاجتماعية.
مع ذلك يعتقد قسم معين من الطبقة العاملة في أمريكا،أن دونالد ترامب يقف الى جانبهم.
الروائي أيليا تروجانوف يلعب ببراعة أدبية لامثيل لها ممزوجة بالوقائع والخيال في روايته الجديدة، يُظهر فيها الى أي مدى نصبح شركاء في السلطة من خلال الاخبار المزيفة ومالذي يمكن تصديقه وماهو الهدف من نشر الاكاذيب؟حيث يرسم المؤلف صورة بائسة لعصرنا.
في الوقت الذي يعيش فيه الملايين من الاميركيين في خوف وأنعدام الامن وفقدان الوظائف بسبب صفقات تجارية غير عادلة أو لايكسبون أكثر من القيمة الحقيقية منذ حوالي نصف قرن.
وحتى أنصاره أعتبروه في الواقع رجلاً صعباً ويبدو أنه عملياً يقاتل يومياً كل شخص،وهو لايهاجم الديمقراطيين فقط،بل ايضاً الجمهوريين الذين لم يكونوا متعاونين معه بنسبة 100%،حتى أنه وصف اعضاء إدارته بأنهم جزء من (الدولة العميقة) التي يفترض وجودها،وهي جهاز سري متخيل مكون من بيروقراطيين وأجهزة سرية وجيش يريد فرض إرادتهم على الممثلين المنتخبين ديمقراطياً،يهاجم رؤساء الدول التي طالما كانت حليفة لامريكا،كذلك المحافظين ورؤساء البلديات والسلطة القضائية المستقلة،وينتقد وسائل الاعلام بحدة على أنها عدو الشعب،ودون رحمة أظهر نفسه في هجماته المستمرة ضد المهاجرين وبصراحة ضد النساء من المجتمع الامريكي ذوالاصول الافريقية وضد المثليين والمسلمين والمتظاهرين،فهو يستخدم العنصرية وكراهية الاجانب والبارانويا لاقناع جزء كبير من سكان الولايات المتحدة .
وأصبح واضحاً للحزب الديمقراطي أذا أراد تجنب خسارة الملايين من الاصوات في المستقبل،عليه أن يُظهر ثقلهُ ويدافع عن الاسر العاملة في البلاد التي تواجه مصاعب اقتصادية كبيرة أكثر من أي وقت مضى منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي،وعلى الديمقراطيون أن يُظهروا بالقول والفعل مدى أحتيال الحزب الجمهوري في إدعاءه بكونه حزب العوائل العمالية ،وعليهم أن يتحلوا بالشجاعة لمعارضة المصالح القوية لاولئك الذين يشنون حرباً ضد الطبقة العاملة ومنذ عقود،والحديث هنا عن الوول ستريت،مصانع الادوية،التأمين الصحي،صناعة الوقود الاحفوري،المجمع الصناعي العسكري،السجون الخاصة والعديد من الشركات المربحة المستغِلة عمالها باستمرار.
ولضمان مصداقية الحزب الديمقراطي،عليه أن يقف في وجه هذه المؤسسات القوية ويناضل بقوة من أجل الاسر العاملة في أمريكا من السود والبيض واللاتينيين والآسيويين والسكان الاصليين،عدا ذلك وبالعكس منه سيكون الطريق مُمهداً سياسياً لانتخابات أستبدادية يمينية أخرى عام 2024،يمكن فيها أن يكون رئيسها أسوأ من ترامب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا