الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات ايدولوجية للمدافعين عن حقوق الإنسان

خالد الخالدي

2020 / 12 / 13
المجتمع المدني


على عكس الاعتقاد السائد لدى المتصلين بالعمل النشط بالدفاع عن حقوق الإنسان والذي يقضي بفكرة مفادها أن المدافعين عن حقوق الإنسان كلما زادت مستويات المعرفة والخبرة و المهارة لديهم سيقل لديهم مستوى الضغط لكونهم سيكونون بمنطقة الراحة بسبب ما يمتلكونه من أدوات واسعة بالعمل وهذا تصور يجافي حقيقة الحالة التي يعيشها المدافعين عن حقوق الإنسان.
قد يكون لهذا التصور أسبابه المنطقية العقلانية فالجمهور بشكل عام ينظر إلى جدليات تتصل بالعمل النشط ضمن الحركة الحقوقية حول العالم ويستمع لآراء المدافعين بقضايا تأخذ حيزا واسعا من الحوار والنقاش والجدال و المشكلة الحقيقية تبرز مع تقدم فهم المدافعين عن حقوق الإنسان لجوهر الحق والحرية ليصطدموا بمسائل مثل تساؤلات عن ماهو الحد الفاصل بين حرية التعبير عن الرأي و خطاب الكراهية كيف يمكن ضمانة الأول ومناهضة الثاني؟ كيف نميز بين العنف الأسري و ما يتصل بالسادية والمازوشية وما ينتج عنها من ارتكاب الانتهاكات تحت وطأة الثمالة الجنسية وكيف نفصل بالدفاع عن الحق بالحياة و نبحث بالموت الرحيم وكيف ندعو إلى إنفاذ القانون وعدم الافلات من العقاب و نقوم بمناهضة أحكام الإعدام وهذه قضايا حقوقية ذات طبيعة جدلية بسبب نسبية ثقافة المجتمعات غالبا وتتغير مسألة تبنيها من قبل المدافعين أنفسهم إلا أن التعامل معها بالنهاية لربما يكون بسيط لأولئك المدافعين الباحثين عن صناعة ايدولوجياتهم الخاصة حول ( القضايا التي يعملون عليها) بالتالي يعد خيار التحفظ والحياد خيار مقبول منطقي وعقلاني أمامهم و أمام الكثيرين لسبب بسيط هو ضمانة عدم إمكانية الوقوع بفخ الخطأ حين ابداء رأي أو العمل به.
المشكلة الحقيقية بالصراع الايدولوجي لدى المدافعين تبدأ عندما يكون المدافع على المحك الحقيقي باختبارات ثوابت العمل بالدفاع عن حقوق الإنسان وتبدأ أيضا بشكل تدريجي سرعان ما تتجه إلى أعماق مخيفة ومرعبة خصوصا مع عدم توفر خيارات التحفظ أو الحياد أولاها صراع الهوية الفردية لشخصه كمدافع اوالجماعية فالانسلاخ عنها يشبه انتزاع الجلد عن اللحم وهذه بالمقارنة مع جدلية أخرى تعد مقبولة وهي جدلية بعمق فهم ايدولوجيا المدافعين عن حقوق الإنسان لثوابتهم وهي البحث عن الإجابة لتساؤل "هل اعمل لأجل ذاتي ام اعمل بذاتي؟ "..
باتصال مطول مع احد المدافعين الإقليميين وبخلط عصارة اتجاهين لايتفقان الا بالاقناع انتجنا رؤية مفادها أن العمل لأجل ذات أو بذات المدافع يكمل أحدهم الآخر لا كمال لأحدهم على الآخر ولعل العمل بالاتجاهين بشكل منفرد لن ياتي بنتيجة، فالعمل لأجل الذات سيخلق هذه الذات وخلق الذات من لاشيء سيذهب بالمدافع نهاية المطاف إلى العمل لأجل ذاته.
قد يكون التصور لهذا السرد فلسفيا بظاهره الا ان الحقيقة المجردة تتحدث عن أن هذا السرد ليس إلا وصفا لحقيقة الصراعات الأيديولوجية التي يعيشها المدافعين عن حقوق الإنسان والا لو كان فلسفيا لوجدنا بحثا بالكينونة والمصير و الوجود.
مباركون في كل مكان أولئك العابرون لهوياتهم الفردية والجماعية
سعداء أولئك العاملون على ذواتهم وفائزون أولئك العاملون لأجل ذواتهم
و مساكين أولئك الذين يعيشون صراعات الانسلاخ وأنصهار ايديولوجياتهم وقولبتها
تائهون أولئك الذين لم يصلوا بعد للضفة الأمنة التي لن يصلوا إليها
ومظلومون أولئك الذين يعيشون عزلتهم بسبب اختلاف هويتهم و عملهم وايديولوجياتهم الذين لن يصلوا للضفة الآمنة ابدا...
*** لايوجد هناك ما يتم تفسيره على أنه موجه للذكور دون الإناث أو العكس الا بما يتصل بضرورة باستقامة النص لغويا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟