الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد و حوار الذات..2

اكرم هواس

2020 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الكورد و حوار الذات ... 2

ردود الفعل ازاء المقالة السابقة كانت مؤثرة... ربما بسبب تزامنها مع المظاهرات في واحدة من اهم مدن عالم الكورد و هي السليمانية و غيرها من المناطق المتاخمة في اقليم كوردستان .. حيث وصلني في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين من نشر المقالة بيان من احد الاطراف الرئيسية يؤكد الالتزام بمبدأ الحوار.. و قد شكرتهم ذلك .. بينما وصلتني رسائل ذات طبيعة مختلفة و قاسية بعض الشيء من اطراف اخرى ... كما انقطع الاتصال مع بعض الصحفيين الذين يعملون في قنوات تلفزيونية و صحف مهمة جدا في كوردستان.. !!..

مع الاحترام للجميع اعتقد ان هذه و تلك من الرسائل المختلفة كانت تعبيرا عن اشكالية الحوار التي تناقشها هذه المقالات ..

رغم اني لا اريد مناقشة موضوع المظاهرات ليس فقط لاني كما ذكرت في المقالة اود تجاوز النفق السياسي... لكن ايضا لان الاشكالية الاساسية في عدم الاستقرار في المجتمع الكوردي و تجربة اقليم كورستان ترتبط بشكل جدي في علاقة الدولة "الادارة السياسية" في الاقليم و داخل الاحزاب و التنظيمات مع الانتلجنسيا الكوردية ( باحثون كثيرون كتبوا عن هذه الاشكالية و شخصيا كتبت ايضا كتابين و مجموعة كبيرة من المقالات منذ سنوات طويلة و مازلت )...

اعتقد ان المؤسسات السياسية الكوردية عموما وضعت المثقفين في اطار عمل ثقافي لم يتجاوز ابدا قضية اثبات البعد التاريخي ل " امة الكورد" و حقها في تقرير المصير ... و لذلك لم يستطع المثقف الكوردي التفاعل مع التطور الثقافي في العالم كما لم تسنح له الفرصة كي يهتم و يتفاعل مع التغييرات الجذرية في التطور الاجتماعي في المجتمع الكوردي ذاته...

لعل من اهم مؤشرات هذا التناقض الصارخ انه بينما وصلت الابعاد المادية للحداثة و ما بعد الحداثة الى المجتمع الكوردي و خلقت طبقية مجتمعية رهيبة (سنناقشها لاحقا) نجد ان الكثير من المثقفين ( مع جل الاحترام للجميع) ما زالوا يبحثون عن اصولهم و يتحدثون عن "انتماء الكورد الى هذه او تلك من الحضارات و الامبراطوريات القديمة ... بل ما يزال يتغني "باصالة هذه الشريحة او تلك... بينما يعزز "المستعمرون" من قوتهم و يرسخوا مصالحهم و يبنون "مستقبل" اجيالهم القادمة وفق رؤى و استراتيجيات قد تكون فعالة او لا.. لكنهم يخططون و لا يبحثون عن الجذور انما عن الحاضر و الآتي..

مع كل الاحترام مرة اخرى لمشاعر و جهود هؤلاء الاعزاء لكن لا ادري عن اية جذور و اصالة يبحثون ... و ماذا ينفع اذا كنّا من ابن فلان ... او ابن فلان من اولاد آدم... او ربما كنّا من بكتريا XI او XXIIIXXII..وفق نظريات التطور و تصورات داروين و غيره..؟؟.. هل يجرؤ مثلا احد من الامريكان الذين يسيطرون على العالم ان يبحث عن جذوره... ام هل اهتم احد مراكز الدراسات الانثروبولوجية في امريكا الدول الاوروبية بالبحث عن اصول المجتمعات الغربية غير قضايا White Supremacy هيمنة الرجل الابيض .. و Eurocentrism المركزية الاوروبية التي رسخت ثقافة الاستعمار..؟؟

رغم اهتمام الاف البحثين في العالم بقضية الكورد تاريخيا و انثروبولوجيا الا انه لم يستطع اي باحث محلي او دولي ان يثبت ميل الكورد للهيمنة على الشعوب الاخرى ... و عليه فالاشكالية تبدو و كان الاستعمار (باشكاله المختلفة) اخرج للكورد (ضمن شعوب مثيرة اخرى خاصة في الشرق الاوسط) دودة الارض" او فكرة البحث عن الجذور القومية و الاثنية و الطائفية ووو.. و بذلك دفع الناس للبحث عن "كنز" لا ينفع ... بينما استولى هو (الاستعمار) على الكنوز و المياه و الهواء ... و ترك الشعوب تتغذى على الاساطير... اي ان الكورد تعرضوا الى هيكلية معقدة من الاستعمارات التي تتوالد ليس على الارض فقط انما ايضا و بشكل اخطر في ذاكرة الشعوب و منها و تداخلت في ذاتهم التي يفتخرون بها فخلقت قوقعة في الذاكرة الكوردية يدور فيها الكورد مثل حلقات الرقص و القتال التي يعتبرها البعض هوية الكورد دون مشاكل الارض و الانسان ... ( ساعود الى هذه الاشكالية لاحقاً)..

في المحصلة فان دور الانتلجنسيا الكوردية اختزلت في فرضية تجاوزتها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و هي البحث عن الجذور التي لا احد يعرف اين حدودها التاريخية و الانثروبولوجية .. بينما تاهت النخبة السياسية الكوردية بين بنيتها الثورية ( اشكالية الثورة و الدولة ) و عجزها في ادارة المجتمع فتحول اهتمامها الى البحث عن عدو جديد لكي تعطي ديمومة لدورها التاريخي... لكن هذا العدو الجديد لم يكن من البساطة ايجادها في ظل التواجد الامريكي و تمدد المشروع الديمقراطي .. و هكذا كانت اولى محطات البحث عن العدو الجديد هي "العودة الى الذات الشريرة" فكانت حرب "الاخوة" التي لم تنتهي ابد انما حصلت فيها هدنة ممتدة بفعل التاثير الاميركي لكن بجدول مفتوح للتجاوزات و اعادة تشغيل ماكينات الدمار بين الحين و الاخر..

و على هذا الاساس يبدو ان جوهر الحوار تتمثل في الواقع كأنه "استراحة مقاتل" اكثر مما هو محطة لاعادة التقييم و الاهتمام بالتطور الاجتماعي و البحث عن مشروع بديل للادارة و التواصل مع الجوعى و المهمشين... نتابع ... حبي للجميع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو