الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكسوف يكشف فساد الكرنولوجيا في مصادر السيرة النبوية

محمد بن ابراهيم

2020 / 12 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ولد للرسول محمد بن عبدالله ابن اسمه ابراهيم من مارية القبطية، تضاربت الروايات في تحديد وضبط تأريخ ولادته ووفاته، وشكل التأريخ بالحيثيات الزمنية والظروف الموسمية والطبيعية الواردة في متن الروايات عرضا دون أن يكون القصد منها التأريخ أحد المداخل الأساسية التي كشفت عوار الكرنولوجية النبوية في المصادر الروائية الاسلامية، وفي هذه الورقة سنحاول معالجة هذا الفساد البين للتواريخ من خلال اصلاح القوالب الكرنولوجية بما يثبت ذهابها ضحية النسي الجاهلي واعتماد شهوره شهور عدة مستقيمة بإقحام المحرم عليها مطلقا.
نماذج من النصوص الروائية .
وكان من مولده إلى وفاته سنة وعشرة أشهر وعشرة أيام وكسفت الشمس يومئذ. فقال قوم إنما كسفت لموته، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف. ثم قال " أيها الناس " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الله. (التنبيه والإشراف - المسعودي – الصفحة 238).
"ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد من غير خديجة إلا إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مارية القبطية، ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ومات بها وله سنة وستة أشهر وبعض أيام، وقبره بالبقيع. (إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 1 – الصفحة 276)
"وتوفي إبراهيم في سنة 10 وله سنة وعشرة أشهر، وكسفت الشمس ساعتين من النهار، فقال الناس: كسفت لموت إبراهيم. وقال رسول الله: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فافزعوا إلى مساجدكم".( تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 2 – الصفحة87)
"أخبرتنا فاطمة بنت محمد البغدادي قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود الثقفي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد أنبأنا عمي أنبأنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت توفي ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمانية عشر شهرا.... أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا محمد بن سعد حدثني الواقدي أن إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر ودفن بالبقيع " (تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 3 – الصفحة 146)
"وذكر جمهور أهل السير أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة، قيل: في ربيع الأول، وقيل: في رمضان. وقيل: في ذي الحجة، والأكثر على أنها وقعت في عاشر الشهر، وقيل: في رابعه، وقيل: في رابع عشره، ولا يصح شيء منها على قول ذي الحجة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذ ذاك بمكة في الحج، وقد ثبت أنه شهد وفاته وكان بالمدينة بلا خلاف فلعلها كانت في آخر الشهر. فإن قلت: الكسوف في الشمس إنما يكون في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من آخر الشهر العربي، فكيف تكون وفاته في العاشر؟ قلت: هذا التاريخ يحكي عن الواقدي، وهو ذكر ذلك بغير إسناد، فقد تكلموا فيما يسنده الواقدي، فكيف فيما يرسله؟ وقال البيهقي: في باب ما يحول على جواز الاجتماع للعيد وللخسوف لجواز وقوع الخسوف في العاشر، ثم روي عن الواقدي ما ذكرناه عن تاريخ وفاة إبراهيم. وقال الذهبي، في (مختصر السنن): لم يقع ذلك ولن يقع، والله قادر على كل شيء، لكن امتناع وقوع ذلك كامتناع رؤية الهلال ليلة الثامن والعشرين من الشهر، وأم إبراهيم مارية القبطية، ولد في ذي الحجة سنة ثمان، وتوفي وعمره ثمانية عشر شهرا، هذا هو الأشهر. وقيل: ستة عشر شهرا. وقيل: سبعة عشر شهرا وثمانية أيام. وقيل: سنة وعشرة أشهر وستة أيام، ودفن بالبقيع." (عمدة القاري - العيني - ج 7 – الصفحة 69).
السؤال الأول: هو ماذا تقصد المصادر بذي الحجة من سنة ثمان ؟
أثبتت ابحاثنا في الكرنولوجيا النبوية اعتماد المصادر الروائية لقوالب كرنولوجية فاسدة من شهور النسي الجاهلي، أضافوا اليها المحرم مطلقا على أساس المعمول به في أشهر العدة المستقيمة، وانطلقوا من توطين الهجرة مبدأ التأريخ وعد رؤوس الشهور قبل موعدها الفعلي بسبعة أشهر، فكانت الهجرة عندهم في ربيع الاول النسي من الطور 13 المواطئ بشعبان العدة، الموافق مارس 622 م.غ. وكانت وفاة الرسول في المصادر الروائية وفق قوالبها الفاسدة في ربيع الاول النسي من الطور 23 على رأس 116 شهر (+5= 121 فاثبتوا خمسا من شهور المحرم لا وجود لها ) من التوطين الفاسد للهجرة ، المواطئ لشهر ربيع الأول العدة من السنة العاشرة للتاريخ العمري على رأس 109 شهر من الهجرة الفعلية، الموافق يونيو ويوليوز 631م.غ.
وعلى ذلك فان تأريخهم لمولد ابراهيم ابن النبي في سنة ثمان مبني على أخطاء كرنولوجية عصفت بتوطين كامل أحداث السيرة النبوية بما في ذلك غزوة بدر. وبناء على ذلك فان ذا الحجة المقصود عندهم كتاريخ لمولد ابن الرسول هو:
ذو الحجة النسي من الطور 20 على رأس 91 ( + 3 = 94 ) شهرا من التوطين الفاسد للهجرة، المواطئ لشهر صفر العدة المستقيمة من السنة الثامنة للتاريخ العمري على رأس 84 شهرا من الهجرة الفعلية الموافق يونيو 629 م.غ. ( انظر العام 61 من الكلندار)
السؤال الثاني: متى توفي ابن الرسول؟
ذكرت المصادر الروائية حيثية زمنية فاصلة في تحديد تاريخ الوفاة، وبناء على دراسات قام بها عدد من الباحثين وراجعنا مصداقية المعلومات العلمية الواردة فيها من المواقع العلمية المتخصصة في شأن زمن حدوث ظاهرة كسوف الشمس الذي تزامن حسب النصوص الروائية مع وفاة ابن الرسول، تبين أن وفاته كانت في :
شوال العدة من السنة العاشرة للتأريخ العمري، على رأس 116 شهر من الهجرة الفعلية المواطئ بشوال النسي من الطور 23 على رأس 123 (+ 5 = 128 ) شهرا من التوطين الفاسد للهجرة. مع العلم أن الرسول توفي على رأس 121 شهر من الهجرة الفعلية: ربيع الاول 11 من التاريخ العمري.
وحُدد تاريخ حدوث هذا الكسوف في يوم الاثنين 30 يناير 632 م.غ ل ليلة بقيت من شهر شوال المذكور. ( كسوف للشمس حدد اليوم الذي توفي فيه ابن النبي محمد- مقال على موقع العربية نت/ مقال في موقع اهل القرءان).
السؤال الثالث: ماذا يقصد الواقدي من قوله: مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر ودفن بالبقيع؟
ربيع الواقدي، هو ربيع الأول النسي من الطور 22 على رأس 105 (+ 4 = 109 ) شهر من التوطين الفاسد للهجرة، المواطئ لربيع الثاني العدة من السنة التاسعة للتاريخ العمري، على رأس 98 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق يوليوز 630، وكان فيه الثلاثاء التاسع من ربيع الأول النسي لثمان خلون. وهو تاريخ مفارق لحيثية الكسوف الذي لا يكون الا في آخر الشهر. (انظر العام 62 )
السؤال الرابع ما هو فرق الاشهر بين تاريخ المصادر الروائية للولادة و تاريخ الواقدي للوفاة؟
أرخت المصادر تحقيقا و كما تقدم للولادة على رأس 84 شهرا من الهجرة الفعلية، بينما أرخ الواقدي للوفاة تحقيقا على رأس 98 شهرا من الهجرة الفعلية، بفارق 14 شهرا.
ماذا يقصد من قال انه توفي في ذي الحجة سنة عشر؟
حسب القوالب الكرنولوجية الفاسدة للمصادر الروائية فهو: ذو الحجة النسي من الطور 22 على رأس 114 شهر (+ 4 =118) من التوطين الفاسد للهجرة، المواطئ لشهر محرم العدة من السنة العاشرة على رأس 107 شهر من الهجرة الفعلية ،الموافق: ابريل وماي 631. وفيه كانت حجة الوداع عند ابن اسحاق. والفارق بين توطين الولادة على رأس 84 و الوفاة على رأس 107 هو 23 شهرا. ( انظر العام 63)
ماذا يقصد من قال انه توفي في رمضان سنة عشر؟
حسب القوالب الكرنولوجية الفاسدة للمصادر الروائية فهو: رمضان النسي من الطور 22 على رأس 111 شهر (+ 4 = و115 وسيثبتون محرما آخر في مستهل الطور 23) من التوطين الفاسد للهجرة، المواطئ لشهر شوال العدة من السنة التاسعة للتاريخ العمري على رأس 104 شهر من الهجرة الفعلية، الموافق: يناير وفبراير 631م.غ، فيكون الفارق الزمني بين تاريخ الولادة على رأس 84 والوفاة على رأس 104 حسب هذا القول هو: 20 شهرا من شهور العدة المستقيمة. واصلاح هذا القالب الكرنولوجي بإضافة عام كامل له هو الذي يفضي إلى التاريخ العلمي الدقيق للوفاة. ( انظر العام 63)
السؤال الخامس متى ولد ابراهيم ابن النبي؟
بناء على التدقيق العلمي لظاهرة الكسوف الواردة فان وفاته كانت يوم الاثنين في 29 شوال العدة من السنة العاشرة للتاريخ العمري، على رأس 116 شهر من الهجرة الفعلية، المواطئ بشوال النسي من الطور22 على رأس 123 (+ 5 = 128 ) شهر من التوطين الفاسد للهجرة. ( انظر العام 64)
اصلاح التوطين الفاسد لتأريخ ولادته يفضي إلى شهر ذي الحجة العدة من السنة الثامنة للتاريخ العمري على رأس 94 شهرا من الهجرة الفعلية، المواطئ بذي القعدة النسي من الطور 21 على رأس 101 (+ 4 = 105 ) شهر من التوطين الفاسد للهجرة الموافق مارس وأبريل 630 م. غ. فيكون الفارق بين ولادته وتاريخ وفاته 22 شهرا. ويظهر من هذا صحة من قال: "أن عمره سنة وعشرة اشهر." ( انظر العام 62).
السؤال السادس: متى وفدت مارية القطبية الى المدينة؟
بطرح 10 أشهر تقريبا للحمل من تاريخ ولادة ابن الرسول على رأس 94 شهرا. كان قدومها في حدود محرم إلى صفر العدة من السنة الثامنة للتأريخ العمري على رأس 84 شهرا من الهجرة الفعلية المواطئ بذي الحجة النسي من الطور 20 على رأس 91 (+ 3 =94 شهر) من التوطين الفاسد للهجرة، بعد عمرة القضية في ذي الحجة العدة، المواطئ لشوال النسي. ( انظر العام 61) وعلى ذلك نرتب وفق ما يلي:
- قدوم مارية القبطية في صفر العدة من السنة الثامنة للتاريخ العمري. على رأس 84 شهرا من الهجرة الفعلية. ( العام 61)
- ولادة ابراهيم ابن الرسول: في أواخر ذي الحجة العدة من السنة الثامنة للتأريخ العمري على رأس 94 شهرا من الهجرة الفعلية. مباشرة بعد فتح مكة وعودة الرسول الى المدينة ( العام 62)
- وفاة ابراهيم ابن الرسول: في شوال العدة من السنة العاشرة للتاريخ العمري على رأس 116 شهرا من الهجرة الفعلية قبل وفاة الرسول بخمسة أشهر. (العام 64 )
- وبهذا يتبين من جديد فساد كرنولوجيا السيرة النبوية وحاجتها الى الاصلاح، كما أن تاريخ المصادر لوفاة الرسول خارج محلها الفعلي امتدت آثاره إلى تواريخ الاحداث والفتوحات في صدر الاسلام.
المرفقات:
الكلندار النبوي :
https://drive.google.com/drive/folders/1TJFRC-Ve9P67Qn0TTrP-ecS81pdX7COD?usp=sharing
موقع لتتبع الكسوف عبر التاريخ
https://eclipse.gsfc.nasa.gov/SEcat5/SE0601-0700.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون