الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إِسْرَائِيل تُراقب المُعارضين السِّيَاسِيِّين في العالم العربي

عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)

2020 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


البرامج الإلكترونية الإسرائيلية المُسَمَّاة «سَانْدْفِين» وَ «بِيغَاسُوسْ» وَ «سِيرْكَلْزْ» تُسَاعِدُ الأنظمة السياسية القَائِمَة على قَمْع المُعارضين، والمُناضلين، في البلدان الناطقة بالعربية.
البَرَامِج الإلكترونية «Sandvine»، و «Pegasus»، المُنتسبة إلى مَجموعة "NSO Group"، تدخل سوق المنتجات الرَّقْمِيَة الإسرائيلية للأمن السِّيبِيرَانِي (cybersécurité). وَتَنْضَمُّ «سِيرْكَلْزْ» (Circles) أيضًا إلى هذين المُوَرِّدَيْن الإسرائيليين. وقد تَبَنَّت العديد من الدول الناطقة بالعربية الحلول التكنولوجية التي تبيعها إِسْرَائِيل، بهدف التَجَسُّـس على المعارضين، والصحفيين، والمُناضِلِين النقابيّين، والسياسيّين، والحُقُوقِيِّين، وغيرهم.
و «سَانِدْفِينْ» ("Sandvine") هي شركة تعمل في مجال تطوير وتصنيع وتشغيل مُعِدَّات إلكترونية، تشتريها أكثر من دولة نَاطقة بالعربية، لمراقبة الإنترنت والتجسّــس على مستخدميها.
كشف موقع "المَيَادِين نِتْ" (Mayadeen Net) عن النشاطات السِرِّيَة لهذه الشركة عندما كشفت قبل أشهر عن نشاطاتها التَجَسُّــسِيَّة على الحدود التركية السورية، وعلى الكُرْد (Kurdes)، في عدة مناطق من العالم.
تعمل شركة «سَانْدْفِينْ» ("Sandvine") في أكثر من 50 دولة، وفقًا للتقارير الكندية. وهي نَشِطَة بشكل مَلْحُوظ في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. وَقَدْ تَمَّ استخدام منتجات هذه الشركة لِحَجْب مواقع إلكترونية مُحددة في الأردن ، وفقًا لتقرير "قِيرْيُومْ" (Querium). كما تَمَّ استخدامها في مصر خلال الأشهر القليلة الماضية لِاسْتِغْلَال عُمُلَات رقمية على نطاق واسع لا تستطيع سوى الحكومات تحملها.
وتَتَطَلَّب مَعرفة تاريخ وجنسية هذه الشركة الرائدة تحقيقًا دقيقًا: فقد تم تسجيل الشركة عند تأسيسها في كندا عام 2001 ، ثُمَّ وَقَعَ دَمْجُها مع شركة أمريكية مسجّلة في كاليفورنيا في أمريكا تحت اسم "بْرُوسِيرَا" (Procera). ثُمّ اندمجت هذه الشركة الأخيرة بدورها مع شركة يُوجد مقرها في السويد (Suède).
ومن المثير للاهتمام أن شركة "ساندفين" استخدمت الهند وإسرائيل كمقر رئيسي، قبل إعلان إغلاق مقرها في فلسطين المحتلة. لكن تحقيقًا أجرته المنصة المصرية "مسار" (Masar)، يكشف أن عنوان الشركة الكندية يؤدي إلى شركة إسرائيلية تبيع أنظمة المُراقبة والتَجَسّــس لِصَالح الأنظمة السياسية القائمة في البلدان الناطقة بالعربية.
وَيقود التحقيق أيضًا إلى عملاق تقني يمتلك في الوقت نفسه حصصًا في شركتي Sandvine وGroupe NSO، جنبًا إلى جنب مع شركة التكنولوجيا الإسرائيلية الشهيرة «بِيغَاسُوسْ» (Pegasus). بالإضافة إلى ذلك ، فإن شركة Procera التي اندمجت مع شركة Sandvine تعمل أيضًا بنشاط لِصَالح تركيا.
لذلك نحن أمام تكنولوجيا يُوجد فيها تعاون فيما بين إسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن، لِتَمْوِيل أنشطتها، بغض النظر عن العقول التي تقف وراءها.
وتجدر الإشارة إلى أن أنشطة هذه التكنولوجيا، كما هو الحال مع Pegasus، لها أيضًا بَصَمَاتُها في لبنان وسوريا والعراق وإيران ، وفقًا لتقارير كندية متخصصة. حاليًا، تُوجد لَدَى شركة Sandvine مكاتب عُمُومية تُمَثِّلُها في الإمارات العربية المتحدة، وقطر ، ولديها اتفاقيات تمثيل مع شركات في المملكة العربية السعودية.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن مختبر الأبحاث الكندي Citizen Lab قد نشر قائمة الزُبَنَاء المحتملين لشركة Circles، وهي شركة إسرائيلية تُزَوِّدُ الحكومات بأدوات لاعتراض المُكَالَمَات الهاتفية، والرسائل النصية. ومن بينها تُوجد بلجيكا، والدنمارك، وإستونيا، وَصِرْبْيَا.
وتعتمد تقنيتهم ​​على مَنْظُومَة SS7، وهو بْرُوتُوكُول يستخدمه المُشَغِّلُون لتبادل المعلومات حول الاتصالات الهاتفية. وَيَتِمُّ استخدامه بشكل خاص على شبكات 2G و 3G، و تستغل هذه الشركة الإسرائيلية العديدَ من العُيُوب الموجودة في هذا البْرُوتُوكُول SS7.
وبالتالي، قام Citizen Lab "بمسح" (scan) مُجمل شَبَكَة الأنترنيت الموجودة في العالم بأسره لتحديد مَا هي البلدان التي تستخدم هذا البروتوكول SS7، والتي تُوجد فيها نُقط ضُعف، ونشر قائمة الزُبَـنَاء المُحتملين، واكتشف بلدان أخرى إِضَافية، غير البلدان الأربعة الموجودة في أوروبا، وهي أستراليا، والمكسيك، والمغرب، و الإمارات العربية المتحدة، وأيضا إندونيسيا ...
ويقول هذا المختبر "Citizen Lab" إن إساءة استخدام نظام المراقبة هذا منتشر على نطاق واسع، لكنه من الصعب فحصه. حيث أنه، «عندما يكون حَاسُوب، أو هَاتِف، مُتَجَسَّـسًا عليه، وأن رَسَائِلَه مُلْتَـقَطَة أو مَخْطُوفَة، فَإنه لَا تُوجد عَلَامَات، ولَا حُجَج، تَدُلُّ على وجود هذا التَجَسُّــس. بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الصعب بَل مِن المُكَلِّف، لِمُشَغِّلِي الاتصالات (Opérateurs de Télécom) التمييز بين حركة تَبَادُل مَعْلُومات ضَارَّة، وحركة تبادل معلومات عادية، الشيء الذي يجعل منع هذه الهجمات أمرًا صعبًا».
تَرجم رحمان النوضة هذا المقال من الفرنسية إلى العربية، عن مَقال للصحفية لمياء محفوظ، عن المَوْقِع الإخباري المغربي: " https://www.perspectivesmed.com/"، وقد نُشِرَ في يوم 4 ديسمبر 2020.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم