الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان الغربية وما بعد الانتخابات الأمريكية

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

2020 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ان الأحداث التي تمر بها المنطقة بشكل عام والمنطقة الكوردية أو ما تسمى ب " كوردستان الغربية "بشكل خاص والتي تعود أسبابها إلى الدول الاستعمارية آنذاك ، لو رجعنا مئة سنة للخلف ، و القينا نظرة على أس المشكلة وهذه الأحداث التي تمر بها المنطقة بشكل عام والمنطقة الكوردية بشكل خاص والنتائج التي أفرزت الكوارث والويلات بل زادت تعقيداً. سببها الأساسي هي أطماع الدول الاستعمارية وتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط وما خلفه التحالفات الدولية و تركة " الرجل المريض " بخصوص المنطقة من اتفاقات هشة ومؤقتة ،
حيث تركت المنطقة بدون حل جذري , فاتفاقيات الناجمة والتي عقدت مع تركيا خير دليل على عدم جدية ومتابعة تنفيذها من قبل الدول المتحكمة بمصير الشعوب في المنطقة،لهذا فالانتفاضات الكوردية لم تتوقف ولن تتوقف حتى تنال كامل حقوقها وحريتها كباقي شعوب المنطقة و العالم.
ولهذا نرى الحركات الكوردية وأحزابها تسعى جاهدة لتعريف وطرح قضيتها عبر بوابات ووسائل النضالية قدر المستطاع .وتؤمن بالعمل المشترك ، ونتجت عن ذلك في الفترة الأخيرة بين كورد سوريا "المجلس الوطني الكردي في سوريا ". ويعتبر غالبية الكورد بأحزابها وقاعدتها الجماهيرية جزء لا يتجزأ من الENKS وقناعاته ، وهناك بعض الأحزاب الرئيسية المساهمة في تأسيسه والداعمة له وشاركت في جميع هيئاته ومجالسه وكانوا حريصين على تطوير المجلس وتوسيعه بشكل مستمر ودعم مواقفه والوقوف إلى جانب خطه السياسي والدفاع عنه في جميع الفترات، ، وتبنت على الدوام جميع المواقف السياسية والوطنية والقومية للمجلس، لذا رحبت وباركت تأسيس الجبهة (السلام والحرية) ، فكل خطوة تقرب شعوب المنطقة وتخدمها وتوسع قاعدتها لا شك هي خطوة مباركة لدى الكورد ، في حال كانت جادة وتعمل لمصلحة المنطقة ولا تخدم أجندات خارجية أو لصالح أطراف معادية لشعوب المنطقة والشعب الكوردي خاصةً
وكلنا أملين أن تكون جبهة الحرية والسلام لمصلحة الجميع بما فيها الحوار الكوردي - الكوردي ، كما نتمنى أن تخدم ما اتفقوا عليه من خلال برنامجهم ونظامهم الداخلي ، لا شك أي جولة للدول الإقليمية والدولية هناك مصالح وغايات للطرفين ، حيث يحاول كل طرف الاستفادة من الطرف الآخر ، لهذا يتمنى الكورد أن لا تغلب مصالح الأطراف الخارجية على مصلحة شعوب المنطقة ، كما تتمنى أن تكون بل من واجب الجبهة طرح القضية الكوردية على طاولة الحوارات والحث على استرجاع الحقوق الكوردية كشعب يعيش على أرضه التاريخية وتناصر قضيتهم وتجاهد معهم لرفع الغبن عن الشعب الكوردي ، حقيقة وبدون مجاملة ورتوش فالشعب الكوردي ضحى بالغالي والنفيس لأجل حماية المنطقة من التهديدات و سطر بدماء شبابه أروع الملاحم والبطولة و بشهادة واعتراف الدول العظمى وعلى لسان قادتها ، لذا يأمل الكورد من الأخوة الشركاء الدفاع عن خصوصية وهوية القومية الكوردية في المحافل الدولية . لكن في الضفة الثانية و الغريب في الأمر هو موقف الأحزاب الوحدة الوطنية والتي تدعي القومية أن تعلن استعدادها للمشاركة في الانتخابات في كافة المناطق التي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد". أما ما نراه من موقف ال pyd من الانتخابات ليست غريبة أو مفاجئة بالنسبة للأحزاب الكوردية التي تتظلل بالمجلس الوطني الكوردي وأصبحت مكشوفة لدى الجميع ، أما رؤية الموقف المجلس الوطني الكوردي ومشاركته في الانتخابات في المنطقة الكوردية يراه جماهيره موقف صائب لخدمة المنطقة و مصلحتها.ويؤكد على ذلك أحزاب وشرائح خارج المجلس أيضا و موقفهم داعم لموقف المجلس الوطني الكوردي


لكن هناك سؤال يتوجسه الشعب الكوردي وسياسييه , اتجاه السياسة الأمريكية وتغييرها في المناطق الكوردية بعد نجاح جو باين.
حيث ورد في حوار مع روبرت فورد يقول : " ترامب وبايدن لا يختلا فان كثيراً في الملف السوري "..لكننا ككورد لدينا جرعة تفاؤل بنجاح جو بايدن بسبب علاقته المميزة مع الرئيس مسعود البارزاني ،أيضاً حسب معرفته وجولاته العديدة للمنطقة ، نأمل أن يكون هناك تغيير جدي وتستقر الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط عموماً ، وأن يلجم الدول الإقليمية و اذرعها من العبث بمصائر الشعوب . رغم أنه معروف للجميع سلوك السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام هي مصلحة أمريكا فوق كل القيم والمبادئ والأخلاق , تحكمها "ثوابت " أو أولويات أهمها , أمنها القومي والمصالح الاقتصادية ، فتبادل الأدوار في الحكم بين الديمقراطيين والجمهوريين لن تغير من سياستها الخارجية ولن تقلبها رأساً على عقب ، وربما تغير قواعد اللعبة بلمسات طفيفة للاستثمار أكثر, لكن يرى بعض المتفائلين , أن شخصية الرؤساء تلعب دوراً بارزاً ومؤثراً ومهماً في حياة دولهم ومجتمعهم والعالم ، فبالنسبة لرؤساء أمريكا هناك من ترك بصمات قوية وهناك من غادر كرسيه دون أثر إيجابي يذكر. ويرجح البعض بان آلية خطة الولايات المتحدة في فترة بايدن هي محاولة تخفيف التوتر والصراعات (وعبّر عن ذلك صراحة ضمن بيانه الانتخابي كتأكيده على إنهاء الحرب في اليمن) ورسم الخطوط العريضة بدقة للدول الفاعلة بالإقليم .

لذا فالتوقعات والاحتمالات والآمال نراه لمستقبل الكورد في سوريا تنحصر وترتبط كل الارتباط بالتفاهمات الدولية , ولنكن واقعيين مستقبل الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً على فوهة بركان أو مثلما يقال على شفا حفرة تتحكم بمصير المنطقة وشعوبها دول ومخططات أو مشاريع استعمارية بأساليب جديدة ، . ورغم ما لحق بالإنسان الكوردي من قتل وتدمير للممتلكات ونهب وتهجير وتشرد و لاقى شتى أنواع العذاب ، إلا أن هناك جرعة تفاؤل لمستقبل الأجيال القادمة. لابد أن يزول هذا الكابوس المخيف وتسطع شمس كوردستان ، لا بد أن تضاء شعلة نوروز على سماء كوردستان.
* ماهين شيخاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح