الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مام جلال ودوره في القضية الكوردية

حيدر خليل محمد

2020 / 12 / 16
القضية الكردية


كل حضارة وكل أمة تتعرض بين حين وآخر الى انتكاسة أو انهيار ، لكن هناك أمم تستطيع أن تقف بوجه هذه الانهيارات والانتكاسات وتعيد بناء نفسها من جديد بل وتعود أقوى بكثير مما كان عليه قبل الانهيار ، وستصمد اذا تعرض من جديد لانتكاسة أخرى، لانهم وضعوا أسس قوية لمقاومة أي انهيار يحدث لهم مستقبلا .
علينا أن نقف اليوم جميعا في مواجهة محنتنا وأزمتنا والانتكاسة التي نتعرض لها نحن كأمة كوردية ، خصوصا أنها ليست المرة الاولى التي نتعرض فيها لانتكاسة ، وقادة الكورد على دراية كاملة بذلك ، لذا عليهم ان يعوا خطورة المرحلة جيدا وفهمها وأعتقد أنها الاخطر التي تمر على كوردستان وإلا سينهار كل ما بناه ورسمه دماء الشهداء والمناضلين.

في تاريخنا ككورد هناك محطات يُحتذى به وقادةٌ يُحتذى بهم وعلى رأسهم الراحل مام جلال لما كان له دور بارز وكبير في تاريخ الكورد وكوردستان .

الراحل مام جلال كان فاعلا كبيرا ومؤثرا في بغداد والاقليم خصوصا بعد سقوط نظام صدام حسين، لاعتبارات عديدة منها خبرته السياسية الطويلة وحنكته في ادارة الازمات والخروج منها بأقل الخسائر .
كان يسعى الراحل لتذويب الجليد بين المتخاصمين والمتصارعين ، كان همه نشر الامن والسلم وأن يحصل المواطن على حقوقه المشروعة وتوزيع الثروات بشكل عادل بين المواطنين ، رغم أن رئاسة الجمهورية لا تملك صلاحيات تشريعية وتنفيذية ، لكن شخصيته المؤثرة كان لها دور كبير في تقريب وجهات النظر والحيلولة دون أن تصل الخلافات الى تقاطعات ومن ثم الى أزمات وبالتالي هذه الازمات ستؤثر على سير العملية السياسية والامنية وسيكون المواطن هو ضحية الخلافات والتقاطعات ، لذلك كان الراحل مام جلال يعرف هذه السلسلة والتي يكون ضحيتها المواطن البسيط لذلك كان يسعى لايجاد الحلول قبل أن تصل لأزمة .
لكن للأسف اليوم المواطن يُحارب في قوت يومه ويتم قطع الراتب عنه وهو المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه في حياته ، فعلا الامة الكوردية خصوصا اليوم وهو يمر بأسوء مراحل حياته ، حيث تشير بعض التقارير والتحليلات الى ان الأمن والرخاء والاستقرار في الاقليم قد وصل الى مراحله النهائية والانهيار على الابواب ، ستبدأ المشكلة والازمة تلو الاخرى حتى تصل للانهيار وهذا ما لا نتمناه ، لأن هذا الرخاء بُني بدماء الشهداء والمناضلين لأجل بناء أمة كوردية قوية متماسكة ، حقا اليوم نحتاج لحنكة ودراية وحكيمٍ وقائد كمام جلال ، لكن هل سنندب حظنا لأن مام جلال ليس موجودا ؟ ، مام جلال خلّف لنا إرثاً ثقافيا وسياسيا ، يجب أن نتبعه قبل أن نصل للانهيار ، وعلى قادة الكورد أن يتوحدوا لمواجهة المشاكل والتحديات وتحّمل المسؤولية ، والوقوف بقوة مع الشعب الكوردي لاعادة الثقة ، لا أتهام الشعب الكوردي بأتهاماتٍ لا مبرر لها سوى أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة! .

أيها القادة والسياسيين الكورد تنازلوا ولو بشيء قليل عن مرتباتكم وامتيازاتكم وسجّلوا اسماءكم في التاريخ كما فعل المناضلين الكورد ، لحين ايجاد حل جذري وحقيقي لأزمة الرواتب وللازمة الاقتصادية برمتها .
ضعوا امامكم تاريخكم الذي خطه دماء الشهداء ، وتذكّروا دائماً أن لو لا دماء المناضلين لما وصلتم الى ما وصلتم إليه اليوم من رفاهٍ ورخاء ، لا تضيعوا دماء الشهداء ونضالهم الذين رسموا لنا الطريق ، لكننا اليوم للأسف ضللنا الطريق .
الراحل مام جلال رحل شخصه فقط ولازال فكره موجود ، نستطيع أن نراجع تاريخ مام جلال فأحداث اليوم ليست مختلفةً كثيراً عن الأمس، ماذا كان يفعل مام جلال عند الازمات ؟ هل يوزع الاتهامات للناس وللشعب !؟ هل كان يضع مصلحته الشخصية امامه ؟ أم مصلحة الامة الكوردية ؟ كان همه القضية الكوردية التي للاسف اليوم تتعرض القضية لانتكاسة كبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا