الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 12 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ما المقصود ب البداية من القمة ... ؟ قد يفرض هذا السؤال نفسه بقوة لكثرة وروده في طروحات الجناح الإصلاحي في الحزب الشيوعي الصيني .

البداية من القمة ليس شعارا سياسيا او اعلاميا و انما هو نهجا عمليا و خارطة طريق تحدد الأسلوب الواجب اتباعه للحاق الصين بالأمم التي سبقتها الصعود في سلم التطور المعرفي و العلمي و التكنولوجي .

ليس من الحكمة و لا من الضرورة اختراع العجلة من جديد ... مقولة اولية طورها الصينيون للقول بأن على الأمة الصينة معرفة آخر ما وصلت اليه الأمم الأخرى من معرفة في كافة مجالات العلوم و التكنولوجية و للاستفادة منها و البناء عليها و اعتبارها القمة التي يجب البدء و الانطلاق منها .

و لكي تكون الصورة اوضح يمكن تناول مثالا بسيطا على ذلك :
في مجال البرمجيات للكومبيوترات الرقمية هنالك عدد من اللغات البرمجية و لمستويات متعددة و قد تطلب تطويرها و تطوير تطبيقاتها في الدول المتقدمة و خصوصا في امريكا عشرات السنين و هنا وجد الصينيون انه ليس من الحكمة و لا من الضرورة انفاق المال و الجهد و الوقت لابتكار لغة برمجية جديدة ما دام أن العجلة قد تم اختراعها و ما دام أن الهدف هو الوصول للقمة لذلك اعتمدوا على كل نلك اللغات البرمجية المتوفرة في الساحة العلمية و تمكنوا من البناء عليها و الاقتراب من القمة في هدا المجال و هذا هو السبب وراء انزعاج و غضب امريكا مما وصلت اليه الشركات الصينية في مجال الاتصالات عبر الهواتف الخليوية المحمولة و خدمات الأنترنيت و تكنولوجية الألياف الضوئية و غيرها .

و لأن اعداد القمم التي وصلت اليها الدول المتقدمة في مجالات العلوم و التكنولوجية المختلفة هي بالآلاف و كل فرغ من فروع العلوم و التكنولوجية يتشعب الى فروع ادق لقمم جديدة و لأن هذه القمم هي في ارتقاء مستمر و سريع و ارتقائها لا يتوقف لذا اصبحت مهمة الوصول الى اعلى القمم في كل المجالات امرا اكثر تعقيدا و اصعب منالا و مع ذلك نجحت الصين في تسلق الكثير من تلك القمم و الانطلاق منها .

البداية من القمة اثارت غضب بعض الدول التي سبقت الصين في التطور و منها امريكا حيث أن محاولات الصين للوصول لهذه القمم و البدء منها اعتبرت من قبل هذه الدول محاولات لسرقة الملكية الفكرية و شكل من اشكال التجسس الصناعي الواسع النطاق .

الدول التي تتهم الصين بالتجسس الصناعي و سرقة الملكية الفكرية تتناسى أو تريد من الآخرين نسيان أن سبب تخلف الصين و غيرها من الدول التي لازالت تعاني من التخلف و الفقر هو أن الدول الاستعمارية قد سرقت ليس فقط الملكية الفكرية للدول التي هيمنت عليها و استعمرتها لعقود طويلة بل سرقت ايضا ثرواتها الكامنة تحت الأرض او فوقها و استعبدت شعوبها .

البداية من القمة بالنسبة للصين هي للتعويض عن ما خسروه في (( قرن الذل )) , تلك المئة سنة من الهيمنة الاستعمارية للصين قبل انتصار ثورتهم في 1949 .


(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة