الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً أيقونة الإبداع -سماء الأمير-

حيدر ماضي
صحفي، وروائي

(Hadier Madi)

2020 / 12 / 17
سيرة ذاتية


وداعاً أيقونة الإبداع " سماء الأمير"

رحلت سماء الأمير بعد أن أنتهت رحلتها الشاقة من الكفاح والتحدي والتي أثبتت خلالها قوة الإرادة من أجل البقاء رغم عوقها الولادي ( دون عمود فقري) الذي فرض عليها أن تكون جليسة البيت غير قادرة على الحركة.

لكنها اتخذت من عوقها هذا علامة فارقة عن البشر في مجتمعها، لتمزيها في الواقع، فقد تحدت واقعها الأليم برسومها ولم تندب حظها كما يفعل الآخرين اقرانها في المعناة .

لقد كانت سماء تردد مقولتها الشهيرة " سأعيد تدويرَ نفسي"، لتكون بذلك الفتاة التي تخلق لنفسها عالمها الخاص، وبالفعل عملت جاهداً على أن تكون فتاة الإرادة وايقونة الإبداع ورمز الأمل.

قد تبين حقيقة ماسمعناه سابقاً بأن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليس الجسد، واتضح ذلك جلياً في مسيرة سماء الحافلة بالإبداع والتميز التي تركت من خلالها إثر بالغ الأهمية في مجتمعها ، والذي يعجز الكثير من الأصحاء في تحقيقهِ على أرض الواقع.

ما وصلت إليه أسماء هو نتاج الأهتمام الذي حظت به من والديها ( أسماء محمد مصطفى - وعبد الأمير المجر) ، فقد كرسا حياتهما لتعليمها القراءة والكتابة لأنها لم تقبل في المدراس الخاصة بأصحاب الهمم بسبب حالتها الحرجة، فضلا عن حرصهما على تطوير موهبتها في الرسم الرقمي بالحاسوب بعد اكتشافها لايقونة جذبت اهتمامها على شاشة الحاسوب.

لقد جسد والديها أسمى صور الأبوة خلال الفترة التي قضياها مع أسماء لم يخجلا من حالة ابنتهم الوحيدة بل على العكس لم يشعروها قط بالنقص الذي كانت تعاني منه.

ما أريد قوله أن أسماء هي واحدة من المئات الذين يعانون من تشوه خلقي أو مشاكل نفسية أثرت على حياتهم بشكل كبير وهم بحاجة فذة إلى الرعاية التي لم يحفظوا بها من قبل الحكومة ولم يفسح لهم المجال لإثبات أنفسهم وقدراتهم المكنونة في داخلهم التي قيدها في الغالب الفكر المعاق لمجتمعهم.

لقد سمح القدر لسماء أن تثبت نفسها فقد اقامت أحد عشر معرضاً خلال السنوات من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٠، منها ثمانية معارض شخصية في كل من دار الكتب والوثائق ومكتبة الأجيال ودار ثقافة الأطفال ونقابة الصحفيين ومهرجان الثقافة الذي إقامة مجلس الوزراء في حديقة الزوراء.

هذا وقد مثلت العراق في مسابقات وفعاليات دولية عديدة والتي كانت تقطف الجوائز من بلد لآخر نتيجة إبداعها وتميزها.

وآخر ما يمكن قوله إن المعناة التي يعيشها الفرد والذي يصل إليها من خلال إرادة التميز لابد أن تتحول إلى حكاية نجاح تقرأها الأجيال ، ولهذا فإن أعظم القصص الخالدة والمؤثرة يولد أبطالها من رحم المعاناة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا