الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كميل أبو حنيش الحلقة السابعة -خبر عاجل

رائد الحواري

2020 / 12 / 17
أوراق كتبت في وعن السجن


كميل أبو حنيش الحلقة السابعة
"خبر عاجل"
يقدمنا الأديب كميل أبو حنيش من أول رواية كتبها "خبر عاجل" والظروف التي لازمتها، مبينا أنه (تسرع) في كتابتها، منتقدا الشكل الذي ظهرت فيه، وهذا الأمر (النقد الذاتي) فقدناه في منطقتنا تماما، فما بالنا عندما يأتي من أسير؟.
سنحاول الولوج إلى ما جاء في الرسالة السابعة، لتبيان أهم المفاصل في الرسالة: "يتعيّن علي الاعتراف بأنّني قد تعجّلت في كتابة رواية "خبر عاجل"، كما سأتعجّل في إنجاز معظم أعمالي الكتابية – كما سنرى في سلسلة هذه الحلقات- من دون أن أتيح الوقت الزّمني اللازم لإنجازها لتنضج" فموضوع الرواية بحد ذاته دفع بالأديب إلى إزالة الحمل الثقيل الذي القي عليه بعد أن استشهد "أسامة بشكار"، فبعد لقاءه بدعاء الجيوسي، وحديثها عن "أسامة" قبيل استشهاده، أثر في الأديب بحيث شعر أنه (حُمل) أمانة وعليه إيصالها، "...كنتُ أصغي لدعاء بكل حواسي وجوارحي. بيد أن أكثر ما هزّ أعماقي هو ذلك الخاتم الذي أرتني إياه دعاء في أصبعها وكان قد ألبسها إيّاه أسامة قبل أن يدير ظهره ويفجّر نفسه بعد دقائق قليلة، وبمكان ليس بعيداً عنها، اعتقلت دعاء بعدها بأيام، وحكم عليها بعد مدة بالسّجن المؤبد ثلاث مرات متراكمة، فيما بقيت أنا ملاحقاً لعام إضافي إلى أن تمكّن العدو من اعتقالي في ربيع العام 2003. لقد تلبستني حكاية أسامة ودعاء، وبقيت هذه الصّورة تلاحقني لسنوات، فالعملية إنسانيّة بامتياز وتستحق أن تروى.
عاهدت نفسي أن أكتب هذه الحكاية في حال بقائي على قيد الحياة. ورويت الحكاية لأحد الأصدقاء كعهدة أضعها بين يديه ليكتبها ويرويها للناس في حال استشهادي." إذن الدافع وراء كتابة "خبر عاجل" كان اعتقال "دعاء" والخوف من فقدان/ضياع الخبر/الحدث، فالاندفاع وراء (العجلة/التسرع) إنساني ونبيل، وليس الشهرة أو للحصول على (الصيط) العالي، "كما أن الانتماء والإيمان بقضية "أسامة" كإنسان وكفلسطيني أسهم في اخراج الرواية بالشكل الذي ظهرت فيه.
"باشرتُ في عملية تنقيحها وتجهيزها لتكون صالحة للطّباعة والنشر، وبعد أيام أبلغتني الإدارة بنيتهم نقلي إلى سجن هدريم. لم أجد أمامي سوى إخراج المسودة الثانية أبقيتها لمروان الكعبي ليأخذها معه عند تحرّره في أواخر العام. فيما أبقيت المسودة الأولى لأنتهي من إنجازها في هدريم، وقلت في نفسي: أن تخرج مكسورة خيرٌ من بقائها في حوزتي عرضة للتّفتيش وربما للمصادرة.
، فغامرت بإخراجها كما هي"
هذا (الاعتراف) النقد الذاتي له أسبابه، ولا أقول مبررات، في رسائل سابقة، الأسير كان قد وضح لنا طبيعة المعيقات التي تحد من الاحتفاظ بالمادة المكتوبة، وها هو يؤكد عليها من جديد، فالكتابة يمكن أن تُعدم على يد السجان، الذي يعمل جاهدا على عدم إظهار أي جوانب إنسانية/إبداعية للأسرى.
بعد طباعة الرواية بثلاث سنوات كاملة يتم إدخالها للأديب في السجن فيجد فيها: " ومرّت السّنوات واستمر المخاض العسير لولادة روايتي الأولى إلى أن رأت النّور في العام 2008 بعد ثلاث سنوات من كتابتها وتسريبها خارج الأسوار.
وبقدر ما سرّني رؤيتها بين يدي بقدر ما شعرت بعدم الرّضا الكامل عن إنجازها بهذا الشكل، لا سيما وقد نضجتُ ثلاث سنوات وصار بوسعي الكتابة على نحو أفضل " اللافت أن الأسير يتحدث عن أسباب خارجية تتعلق بالطباعة، بمعنى أنه كان يمكن أن تكون الرواية أفضل لو تم معالجة الأخطاء من قبل الناشر/المحرر الأدبي، وهناك أسباب شخصية/ذاته متعلقة بالكاتب نفسه الذي يرى أنه أصبح أكثر نضوجا وقدرة على التعبير الأدبي، وهذا ما يجعل النقد موضوعي ومحايد، فالأديب لا يحاول (التبرير) كحال غالبية المجتمع، بل كان موضوعيا ومحايدا في تقيم أول (مولود) روائي له.
من هنا تأتي أهمية الرسالة، النقد الذاتي والموضوعي وليس التبرير، وهذا ما نحتاجه الآن.
الرسالة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟