الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة من المانيا...!

غالب العاني

2020 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


(
(العراق والمجهول المنتظر...) (الانتخابات في العالم الثالث خدعة مبرمجة..).

الجميع يقر بان - ما يسمى - بالعملية السياسية في العراق عقب الغزو الانكلو- امريكي عام ٢٠٠٣ قد فشلت فشلا ذريعا ووصلت الى مستنقعات الخيانة الوطنية والعمالة للدول الاقليمية العدوانية التوسعية.
ان الثورة التشرينية الباسلة هي بحق ثورة تحرر وطني ضد الاستعمار الايراني وعملائه من المليشيات الولائية الغارقة بدماء الثوار والنشطاء العراقيين الذين يريدون العيش في وطن حر ومستقل .. ..
وان ما يجري الان في العراق هو صراع من اجل الحرية والتحرر والكرامة الوطنية.... ضد الاستبداد والفساد والطائفية السياسية وحكم المليشيات الولائية....
واقولها بكل صراحة:
رغم اني منذ اكثر من ربع قرن ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان اينما كانت، ومن اجل المبادئالديمقراطية وتداول السلطة سلميا، الا أني وصلت الى قناعة بأن من واجبي الوقوف ضد إجراء -ما يسمى- بالانتخابات البرلمانية في العالم الثالث (الزاحف)، وبالخصوص في العراق، لإنها، في الغالب الأعم، انتخابات مبرمجة ومخادعة وموجهة ضد مصالح تلك الشعوب ودولها.... مستغلين اسباب ضعف الوعي الفردي والمجتمعي نتيجة سيادة العلاقات الانتاجيةالمتخلفة.. (عدم وجود دور للثورة الصناعية والثقافية بذلك).

إن الديمقراطية، كمبادئ ونظام حكم، تحتاج الى البيئة المنتجة للأحزاب والتنظيمات الديمقراطية، وهذا حاليا غير موجود في العراق، اذ هناك احزاب عائلات ومراجع دينية وتجمعات عشائرية ومناطقية تنقصها الثقافة والممارسة الديمقراطية، وهو نموذج سائد في العالم الثالث أيضا...
واتحدى أيا كان، يستطيع ان يذكر لي نموذجا لنظام ديمقراطي واحد سجل نجاحا في العالم ...
وهذا يتماثل تماما مع كل الانقلابات العسكرية التي حصلت على مدى التأريخ الحديث في العالم الثالث وادت الى انتكاسات وتجويع وتأخر تلك الشعوب والدول ...
اذن، دعونا من - قشمرة ومهزلة - هذه الانتخابات المزيفة واهدافها المعروفة المناهضة والمعرقلة لتطور وتقدم هذه الدول والشعوب...
انا ارى بان العراق في هذه المرحلة المعقدة والحرجة في تأريخه، بحاجة الى حكومة انقاذ وطنية من عراقيات وعراقيين وطنيين مخلصين، يؤمنون بالمواطنة المتساوية، تقوم بتقديم الخدمات الحياتية الاساسية الضرورية لعموم الشعب العراقي في حياة آمنة، من ماء صالح للشرب وكهرباء وتعليم مجاني وخدمات صحية مناسبة ووظائف عمل كافية وبيئة صحية وسكن صحي ومعالجة قضايا النازحين وتسكينهم وتعويضهم وحل قضايا السجناء الابرياء وكل القضايا والخلافات العالقة مع الاقليم بالطرق الديمقراطية الحضارية.
وكل هذا لا يمكن حصوله إلا بوجود حكومة غير حزبية قوية وقضاء مستقل وقوي أولا، وقرار ملزم من مجلس الامن الدولي تحت البند السابع، يعلن احترام سيادة العراق وعدم التدخل بشؤونه الداخلية وحل جميع المليشيات العسكرية فيه ثانياً .. وتطبيق القانون واحترامه ثالثاً.. هذا هو الطريق الامثل في الظرف الراهن لإعادة العراق الى العائلة الدولية....
وخلال الفترة الانتقالية هذه يسمح بتكوين احزاب وطنية التوجه (ديمقراطية...لبرالية. الخ) ذات برامج وطنية هدفها خدمة المجتمع وتطوره ...
وهكذا يتم وضع الحجر الأساسي للانتخابات الديمقراطية الهادفة، لبناء دولة المؤسسات، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان....
د. غالب العاني...
٢١ /١٢ /٢٠٢٠








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد