الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفرات حلاقة صالحة للتدوير -9-

علي دريوسي

2020 / 12 / 19
الادب والفن


الفصل صيف
الوقت ظهيرة
الجو دَّابوق
لزوجةٌ بليدة تجذب الذباب
تلسعك زمامير سيارات وضجيجُ باعة
نعيقُ مضخة الماء قويّ لا يطاق
يُصِمُّ الأذنَ
يسوطك صوتُ التلفاز
الصاخب بأخباره السياسية
وأغانيه الوطنية
يحلِّل لك مذيعُ إحدى القنوات التلفزيونية الأحداث الساسية تَارَةً
ويصيح المُعلِّق الرياضي في وجهك
كووول تارةً أخرى.

بقايا جبس أحمر على الطربيزة مكسورة القدم
متى ستستبدلها؟
كأس شاي أسود ساخن على الطربيزة المقابلة
ينتظر قبلة من شفتيك.

بقايا ورق الكوتشينه
موزعة في كل مكان
رائحة الحمراء الطويلة
منافض وأعقاب سجائر
في كل زاوية.

يتصايح الأولاد
يشوطون الكرة
يموء الرَّضيع
الأم منشغلة بتغيير حِفاضه
تعبُّق رائحةُ بقاياه في جو الغرفة المُعتِم.
آن لك أن تساندها!

يتراقص الذباب والنحل الضار
تُشعلك حرارة طبخ طعام الغداء
في طنجرة ألمنيوم كبيرة على وابور الكاز
يعبسُ ولدك المراهق في وجهك دون سبب
الأزعر يدعوك إلى مغادرة بيتك دون رجعة
تزعق الأم في كل الاتجاهات
دون مُبرِّر
ودون جدوى.

وأنتَ شَاطَ الغضبُ بك حد التعب
حد الانهيار
يتعرَّق بطنك وتحت إبطيك أكثر
تخلع شحاطتك البلاستيكية البنية الرخيصة
ترمي بها المذيع السياسي
والمُعلِّق الرياضي
وولدك العَاقّ.
ينفجر التلفاز
يتناثر الزجاج
تنتشر رائحة البلاستيك في فضاء الغرفة
يعود الهدوء.

تنهض خليفتك المراهقة بغضب
تشتهي قتلك
تقترب من لوحة قواطع/مفاتيح الكهرباء
تسحب الأسلاك بيديها العاريتين انتقاماً
يخرس كل شيء
حتى عنين مضخة الماء البشع.

وتخرسُ أنتَ "الأبُ"
تسترخي على الصوفا الفقيرة المُنهَكة
وتصرخ: آه يا وجعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في


.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة




.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد