الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملة وتبعات تغيير أسعار الصرف

محمد باني أل فالح

2020 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يحصل أنخفاض العملة بسبب عدة عوامل أهمها قلة الواردات المالية مع زيادة النفقات أو حصول حرب سواء كانت خارجية أم حرب أهلية داخلية أو عقوبات أقتصادية أممية أو أنخفاض مستوى الإحتياط السيادي للدولة أو بسبب أرتفاع مستوى الدين أو الإقتراض الخارجي .
ومن الملاحظ أن جميع تلك الأسباب بعيدة عن واقع الإقتصاد العراقي الحالي فما هو سبب صعود أسعار صرف الدولار برغم أرتفاع أسعار النفط فهل هناك تخبط لدى وزارة المالية في إدارة السياسة المالية العامة وتنظيم ميزانية قادرة على معادلة النفقات مع الواردات أم فشل الحكومة في تطبيق سياسة مالية تنعش أقتصاد الدولة عبر تفعيل مشاريعها من خلال أموال الموازنة الأستثمارية أم عدم قدرة البنك المركزي في أدارة السياسة النقدية والحفاظ على أستقرار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وكبح جماع الأحزاب في التدخل بأسعار الصرف والحقيقة هي تخلي الحكومات المتعاقبة على مدى سنوات عن تعظيم موارد الدولة في المجالات الأخرى كالصناعة والزراعة والسياحة الدينية وتفعيل صناعة البتروكيمياويات والمشتقات النفطية واستخراج الغاز والأعتماد على الأستيراد الخارجي مما أدى الى زيادة النفقات أمام قلة الواردات النفطية وذهاب الحكومة الى الإقتراض عند كل أزمة مالية مما أضاف أعباء ثقيلة على كاهل الموازنة السنوية وتقييدها بتسديد دين الأقتراض الخارجي الذي تعددت مصادره وتنوعت صور الفائدة عنه أضافة الى مضاربات العملة في نافذة سوق الأوراق النقدية التي أطلق البنك المركزي يد التجار وأصحاب المصارف في تحديد أسعار الصرف بعد تعويم العملة حيث عملت غالبية الأحزاب وعبر لجانها الإقتصادية في دخول ميدان سوق العملة من خلال مصارفها الأهلية في مسعى حثيث لتأمين أكبر قدر ممكن من الأموال لشراء الأصوات بغية الوصول الى منصب رئيس الوزراء خلال الإنتخابات القادمة والملاحظ أن تلك الأحزاب لا يعنيها إنحدار البلد الى الهاوية بسبب تلك الأزمة وإرتفاع الأسعار وغلاء المواد الغذائية بقدر سعيها الحثيث لتحقيق مصالحها الحزبية أذ لا يشكل ذلك أي عائق في حساباتها السياسية بقدر حرصها على المناصب والمغانم دون حساب شأن عامة الشعب حيث ضربتان في أن واحد موجعة تقليل رواتب الموظفين وأنخفاض قيمة الدينار العراقي وما يمكن أن يحصل لطبقة الموظفين التي ستعاني الأمرين جراء أرتفاع أسعار المواد الغذائية وحالة الركود التي ستصيب الأسواق بسبب إرتفاع سعر الصرف نأهيك عن تردي المستوى المعيشي للفقراء والمعوزين .
وبرغم كل ذلك تعمل الحكومة العراقية على تقديم الدعم للحكومة الأردنية وتزويدها بالنفط بأسعار مخفضة تؤمن للأردن 17 مليار دولار سنوياً مع ترك الحبل على الغارب للأحزاب السياسية في العبث بالمنافذ الحدودية والسيطرة عليها ونهب وأرداتها التي تصل الى أكثر من 200 مليون دولار سنوياً لا يصل للحكومة سوى ثلث وارداتها السنوية ناهيك عن واردات المنافذ الحدودية لكردستان التي تذهب للحكومة الكردية بالإضافة الى واردات 250 ألف برميل من النفط التي تصدرها حكومة كردستان عبر تركيا مع مطالبتها برواتب موظفي الإقليم التي تضم قوائم موظفيها أكثر من 300 موظف فضائي كما تعاني من ذلك وزارات حكومة بغداد مع دفع رواتب بالغة التكاليف لبعض الشرائح من عامة الشعب تسبب إستنزاف غير مبرر لموازنة الدولة التي غفلت في موازنتها السنوية لعام 2021 تخفيض رواتب المناصب العليا والدرجات الخاصة وفرض ضرائب على التجار وأصحاب المصالح ناهيك عن تجاهل الفاسدين من الساسة والذين أثروا على حساب الصالح العام ومن الممكن أن تكون هناك مبررات مقنعة لقيام ثورة على غرار ثورة تشرين في حال لم يحدث حراك سياسي يؤدي الى إسقاط حكومة الكاظمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟