الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطف من مخطوطة عنوانها المسار التاريخي للكتاب المقدس الحبري

عيسى بن ضيف الله حداد

2020 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الزمن العربي الإسلامي- لا إكراه في الدين.. وخلقناكم شعوبا قبائل لتعارفوا.. = تلكم هي المرجعية التي تم اعتمادها لأهل الذمة وغيرهم.. أجل لقد تم الخروج عليها أحيانا، لكنها كانت القاعدة أو قل المرجعية في معظم المحطات التاريخية.. وهي التي ستبدو لنا في صميم العرض..
في ظل النظام العربي الإسلامي، لم يُنظر لليهود والمسيحيين كغرباء عن المنطقة والثقافة السائدة بها، وكان هذا النظر بدوره من صميم منظور الإسلام باعتبارهم من اهل كتاب، وآل ذمة بالمعنى الإيجابي لهذا المفهوم عصر ذاك.. ومعترف بهم كديانات سماوية، لها حضور في النص القرآني..
والملاحظ للعيان، انهم قد ازدهروا كدور ونهج حياة في ظل تألق الحضارة العربية الإسلامية، وهم بدورهم قد أسهموا في ابداع هذا التألق، وفي المقابل انحطت احوالهم كأحوال وأفكار مع انحطاط تلك الحضارة وتسلط الأجنبي عليها..
وهم في الواقع كانوا قد تحرروا من الهيمنة الأجنبية، في ظلٍ من تحرر المنطقة على يد المد العربي الإسلامي، الذي أعاد المنطقة لأهلها، بما فيها هم وغيرهم..
على وقع من ذلك، ليس من الغرابة بمكان تحوّل مجموعات هائلة – وربما الأكثرية الساحقة- إلى الإسلام، إذ وجدوا فيه ما كان يتجلّى لهم في يهوديتهم ومسيحيتهم، في حين كانت تلك المعتقدات تعاني العديد من الأزمات وما أغزرها، وها هي الدراسات التاريخية تظهرها بكل جلاء.. وليس من أدل على ذلك- كون اليهودية بحد ذاتها وفي ظل من تأثرها في لإسلام قد حاولت من إصلاح ما أمكن من نصوص توراتها على يد الماسوريين - المصححين – كما رأينا وسنرى..
[ولنا أن نعلم كون اللحظات المأزومة التي قد حطت على الديانات تلك، ما هي سوى ظواهر سلبية أدركتها مع تصاعد الوضع المأزوم في المنطقة بكليتها، ولن تتحرر منها إلا بنهوض المنطقة بكليتها من رقادها التاريخي.. ليس في الأمر من غرابة فالمشترك يحتضن الجميع في بوتقته..]
على وقع من هذا التقديم، ليس من شأننا هنا التداول التفصيلي عن الوضع التاريخي
للذميين في ظل الحضارة العربية الإسلامية، من حيث الكثير من الدراسات والبحوث والكتب قد غطت بكفاية هذا الموضوع، إنما ينحصر اهتمامنا في معالجة الإشكالية التي تحملنا وزرها في هذا العمل- على خط ما ورد.. وأول ما سنتداركه وبإيجاز شديد هو مقولة النظام الملي.. وبما يتسق مع مقولة المستندات الثلاثة - التي قد أشرنا إليها آنفاً.. بيد أني سأجد نفسي ملزماً بإيراد مقتطفات أو قل لقطات، بما يتطلبه البحث من مقومات.. ولكل مقام مقال..
النظام الملي في لقطات: في ظل الإسلام اتخذ النظام الملي صفة مقنونة مقدسة من حيث هم من اهل كتاب وذمة، مما وهب هذا النظام صفة الثبات في ظل التحولات السياسية عبر الأزمنة، بل ومن النادر الخروج عن المأثور الإسلامي بمواصفاته الشرعية والواقعية.. حتى لو ظهر ظواهر خروج ما فهي في مجملها ثانوية وعابرة..
لقد وصل النظام الملي في الزمن العربي الإسلامي الى الأوج في مسار تشكله ونضجه لأسباب عدة واتخذ صيغاً منظمة لم تكن لدى الأزمنة السابقة قطعاً.. وقد أشادت وثائق الجيزة اليهودية بتلك الوقائع، كما أشار إليها كتاب المفهوم المادي للمسألة اليهودية (ص98).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح