الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشيوعيّون قِلّة في مجتمعاتهم؟

ضيا اسكندر

2020 / 12 / 22
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


سألني صديقي: «برأيك كم عدد الشيوعيين في سورية؟»
أجبته: لا أعلم، لكنهم قليلون.
قال لي:
- على حدّ علمي يبلغ عددهم عشرات الآلاف..
- ربما، ولكن لي مقياسي الخاص بتعريف الشيوعي.
- ما هو؟
- برأيي، الشيوعي ليس ذلك الذي يقدّم طلب انتساب ويعلن موافقته على برنامج الحزب، وينخرط في إحدى خلاياه التنظيمية، ويدفع اشتراكاً شهرياً، ويواظب على حضور الاجتماعات وقراءة جريدة الحزب فقط؛ بل هو ذلك المثقف القارئ النّهم للماركسية، والضليع بتاريخ بلاده، والملمّ بالفنون والأدب، والمدافع الشرس عن المظلومين. والذي لا يجامل الفاسدين والانتهازيين أنّى كانت مواقعهم، بل يزدريهم ويحتقرهم وينتقدهم ويشهّر بهم. والذي يحترم المتديّنين ولا يسيء إلى معتقداتهم ومقدّساتهم. ويتقبّل النقد والرأي الآخر دون تسفيه ولا يعاديه والذي يتطابق سلوكه مع فكره ومبادئه؛ كأنْ يرضى أن يزوّج ابنته أو أخته إلى شابّ من طائفة أو قومية أو جنسية أخرى، وعن طيب خاطر وقناعة تامة. ولا يغتصب حقوق أخواته في الميراث، بذريعة النص الشرعي أو الرضوخ للعادات والتقاليد.
الشيوعي يجب أن يكون ديمقراطياً في أسرته وفي حزبه ومحيطه. محبوباً من قبل ذويه وجيرانه وزملائه. ويقوم بكافة واجباته الاجتماعية دون تأخير.
الشيوعي لا يخجل من رفاقه إذا ما عرفوا أنه لا يكتفي بسماع الأغاني الثورية، بل ربما يحب أكثر الأغاني العاطفية والموسيقى الكلاسيكية. وربما يبكي كطفل على مشهد مؤثر لمسلسل تلفزيوني. وأنه يهوى الموضة واقتناء العطور إذا ما استطاع إليها سبيلا.. الشيوعي لا يعبد أقوال كبار الماركسيين، ويغلق عقله عن أيّ اجتهاد لتطوير ماركسيته. الشيوعي يجب أن يواكب تطورات الثورة العلمية - التقنية وثورة الاتصالات والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام والمعلومات، وما أنجزته البشرية من علوم وتقدّم وعمران وجمال وحداثة، خصوصاً ونحن في صميم الطور الخامس من الثورة الصناعية والذكاء الاصطناعي، ويغيّر من أساليبه النضالية وفق تلك التطورات.
الشيوعي إذا تبوّأ موقعاً قيادياً في أيّة مؤسسة أو حكومة، عليه أن يكون مثالاً يذكره التاريخ طويلاً على نزاهته وجرأته وتفانيه. وأن يقدّم استقالته عندما يجد ضرورةً لذلك، ويعلن موجباتها على الملأ دونما خوفٍ من أحد.
الشيوعي يجب أن يتّصف بالمروءة والشجاعة ولا يهاب قول كلمة الحق.
وبعد كل ما ذكرته لك يا صديقي، هل توافقني بأن الشيوعيين قِلّة، ليس في سورية وحسب، وإنما في كثير من دول العالم؟
- طيب لو سمحت لي بهذا السؤال، هل تعتبر نفسك شيوعياً؟
- الحقيقة لم تتوقّف جهودي ومنذ يفاعتي عن محاولة استكمال الصفات التي ينبغي على الشيوعي التحلّي بها. وأعترف أنني لم أرتقِ بعد إليها جميعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصف جميل
هانى شاكر ( 2020 / 12 / 22 - 00:10 )

وصف جميل
____

للانسان السوى الذى ترتقي به الاسرة و الدولة و العالم

....


2 - ادرس اخلاق ماركس لتعرف الشيوعي ! ه
منير كريم ( 2020 / 12 / 22 - 10:11 )
تحية للاستاذ الكاتب والمعلق
لماذا تعتبر الشيوعي ملاكا فهو انسان وله ذات وانانية ويكتسب اخلاقه من تربيته في البيت والمدرسة والمجتمع , فالايديولوجية لاتغير محتوى الانسان مهما تبنى من افكار نبيلة وهناك اناسا مؤدبون وهم غير سياسيين او يحملون افكارا على الضد من الشيوعية
ادرس اخلاق ماركس وهو الشيوعي المثال لتعرف كيف يكون الشيوعي
هل كان ماركس كاذبا ام صادقا امينا ام منتحلا ديمقراطي ام سلطوي انسانيا ام لاانسانيا عنصريا ام لا هل كان من الدارونيين الاجتماعيين ام لا
ثم بعد ذلك احكم على الشيوعيين وقلي
شكرا جزيلا لكما


3 - الإنسان أولاََ
هانى شاكر ( 2020 / 12 / 22 - 18:18 )

الإنسان أولاََ
______

شكرا للأستاذ منير ...

ألوصف هنا للإنسان السوى ... الذى يضع ايديولوجيته تسع درجات تحت انسانيته .. لهذا سيذهب ستالين و هتلر و صدام إلى مزبلة التاريخ

و سيسطع نجم غاندى و مانديلا لأجيال و اجيال

مع وافر الشكر و الاحترام

...


4 - نعم هم قلة
محمد البدري ( 2020 / 12 / 23 - 14:50 )
الفاضل استاذ ضيا اسكندر
بالفعل هم قلة لانهم صفوة يبحثون عن مجتمع خالي من الاستغلال والعنف المباشر والغير مباشر, ان اتصاف المرء بالمروءة والشجاعة ولا يهاب قول كلمة الحق هو من ملكات ماركس حيث كشف نوع علاقات الاستغلال في النظام الرأسمالي لكن مجرد كشفها لا يعني ان كل من فهمها وادركها يصبح شيوعيا. وليس معني ذلك خلو المجتمع من امراضه
ما يعطل مسيرة الانتقال الي مجتمع عادل بقدر الممكن هو تحقير كل منجزات علوم الاجتماع السياسي استحلابا للامراض البشرية الموروثه عبر التاريخ عندما مارس كثيرين العنف عندما ادعي بعضهم الشيوعية واقام المجتمع السوفيتي وو لا يقل اجراما عن ما فعله الكاوبوي الامريكي غرب الاطلنطي لاقامة النظام الرأسمالي.
سقط الاول واستمر الثاني لاسباب كامنة في قدرته علي التطور بعكس المجتمع السوفيتي. لكن يبقي الجشع والاستغلال قائمين فيه وهو ما يتحاشاه منير كريم وربما يؤيده سرا دون بوح به في تعليقاته الكثيرة التي يتتبع بها الشيوعيين تعليقا عليهم في هذا الموقع الفريد. انه شئ مؤسف حقا ان تكون ذيلا وليس رأسا مفكرة.
وشكرا للفاضل الاستاذ هاني شاكر في تعليقه الانساني الراقي رقم 3

اخر الافلام

.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024


.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم




.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد


.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض




.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس