الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


# أخطر من وزارة للإعلام!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


!
إشادة، إرشاد، توجيه، نفي وتصفيق وتطبيل وملايين تُصرف على هذه المهمة...هذا ما تقوم به اليوم وزارات الإعلام العربية.. فهل يستحق الأمر ميزانيات مكلفة؟
هل هناك جدوى اليوم من وجود وزارات للإعلام في بلادنا العربية؟ ما نفع هذه الوزارات؟ أي دور تقوم به مقابل وسائل التواصل الاجتماعي؟ كم هي ميزانية هذه الوزارات؟ مناصب من وزير ووكلاء وإدارات إلى قنوات تلفزيونية ميتة، إلى إذاعات انتهت صلاحياتها... إلى اجتماعات ومؤتمرات ومصروفات توازي وزارات الدفاع والداخلية في بعض الدول والنتيجة، إشاعة أو خبر بتوتير أو فيسبوك لا تستطيع هذه الوزارة بكل قامتها وهيبتها وما وهبت من أجهزة وكاميرات وأموال التصدي لمثل هذه الإشاعة... أو الخبر لو صح...
أي دور تقوم به هذه الوزارات بعصر، أصبحت فيه حتى الصحف والمجلات الورقية مهددة بالتوقف؟ أي دور لهذه الوزارات في وقت شهد العالم ثورة معلوماتية غير مسبوقة ينتقل فيها الخبر وينتشر خلال ثانية زمن بينما يستدعي نفي الخبر من قبل وزارة إعلامية أسبوع أو ربما شهر من التداول قبل نفي أو تصحيح هذا الخبر...بالمقابل تسعى وسائل التواصل الاجتماعي إلى القفز على المعلومات والأخبار وحرقها بنشرها خلال ثواني من حدوثها فيما يستغرق إعداد نشرة أخبار من إذاعة أو تلفزيون ساعات...يكون خلالها عشرات الموظفين ينتظرون التعليمات من المدير العام والمدير بصدد الإشارة من وكيل الوزارة والوكيل بانتظار الأمر من الوزير...وإذا كان الوزير ذو صلاحية فسوف يصدر الأمر خلال ساعات، أما إذا كان مجرد موظف يتلقى التعليمات من القمة فسوف يستغرق الأمر أيام وليالي.
باختصار سباق المعلومات اليوم ليس في صالح وزارات وهيئات رسمية عربية، فإذا كانت هيئات عالمية غربية بكل هيبتها التقنية الهائلة وتراثها الذكي وخبراتها المتأصلة جذورها في الزمن قد خرجت من السباق مهزومة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي، فماذا تتوقع من وزارات عربية ركيكة ما فتأت تعيش على الارشاد والتوجيه وكل خبرتها نفي الأخبار...لن تستطيع بملايينها مجاراة ما ينتشر على توتير ويعمل له #...خذ على سبيل المثال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الملياردير...رغم سجله المالي وسيطرته على البيت الأبيض لكنه لا يخوض معاركه ويكسبها إلا على توتير...فاز على هيلاري كلنتون على توتير وحكم البيت الأبيض من خلال توتير وخاض معاركه مع الإعلام الأمريكي على توتير...وخسر معركته الانتخابية مؤخرًا لأنه فقد السيطرة على توتير...وما زال يناضل على توتير...
أعود للسؤال ثانية: ما جدوى وجود وزارة للإعلام؟
العالم الخارجي تحرر من هذالإرث البالي منذ عقود وتخلى عن هذهالسياسة وما زلنا نحتفظ بوزارة للإعلام والإرشاد والتوجيه والإشادة والنفي...هذه هي اليوم وظائف وزارات الإعلام العربية؟ هل يستحق الأمر هذه التكلفة المالية وثمة ذباب الكتروني يجتاح العالم؟! حان الوقت للتخلص من هذا العبء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية