الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 13 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال تتبع المسارين البحري و البري لطريق الحرير الجديد يمكن رسم حدود الرقعة الجيوسياسية التي تخطط الصين للتحرك فيها في هذه المرحلة و في المستقبل القريب .

لا شك أن هنالك علاقة وثيقة بين مسار طريق الحرير الجديد و مسار سياسة الصين و علاقاتها مع الدول الأخرى و خصوصا في القارات الثلاثة اسيا و افريقيا و اوربا المشمولة بهذا الطريق .

اكثر من ستين دولة مشمولة بمسار طريق الحرير الجديد و اكثر من مائة دولة اشتركت في مؤتمرات دولية تخص هذا الطريق مما يشير بشكل قاطع على ادراك الكثير من دول العالم لأهمية هذا الطريق في المسار التنموي لشعوبها .

تركيا و ايران تسعيان بكل جد ليكونا عنصرين مهمين في خارطة طريق الحرير البري لربط شرق اسيا باوربا لذلك نجد أن احد المسارات الرئيسية البرية لطريق الحرير للوصول الى اوربا يمر عبر هذين البلدين .

و لقد سعت الصين لضم الدول المعنية بطريق الحرير الجديد في تنفيذ مشاريع البنى التحتية له من خلال اسلوب الاشتراك او المشاركة بالإضافة الى أن الصين ابدت استعدادها لتمويل الجزء الأكبر من نلك المشاريع التي يتطلب تنفيذها مئات مليارات الدولارات .

في الجانب الأخر نجد أن امريكا قد تحركت و لم تقف مكتوفة الأيدي او متفرجة على سعي الصين لاعتلاء قمة هرم التجارة العالمية من خلال انشاء هذا الطريق الجديد بل سعت الى عرقلة تلك المساعي بشتى الطرق الا انها فشلت فشلا ذريعا رغم استخدامها لكل نفوذها السياسي و الاقتصادي على الدول المعنية به للتأثير على مواقفها تجاه ما تسميه امريكا بالهيمنة الصينية على الاقتصاد العالمي و بناء منظومة عولمة جديدة تفقد امريكا بسببه سلطتها وهيمنتها و نفوذها الاقتصادي و السياسي الدولي .

لقد وظفت امريكا ماكنتها الإعلامية لتشويه الأهداف وراء انشاء هذا الطريق الاستراتيجي و الحيوي للعديد من دول القارات الثلاث اسيا و افريقيا و اوربا و وصفته هذه الماكنة الإعلامية بأنه الطريق نحو هيمنة الصين على اقتصاديات و اسواق الدول المشمولة به بعكس ما تقوله الصين من أن هذا الطريق سيكون الشريان الرئيسي الذي سينعش اقتصاديات جميع دول العالم و خصوصا تلك الواقعة على مساره بشكل مباشر .

لم تستطع امريكا منع حتى اقرب حلفائها من الالتحاق بركب الدول المشاركة بأنشاء طريق الحرير الجديد و من هؤلاء الحلفاء دول الخليج التي لم تخفي انزعاجها من وجود ايران على احد المسارات الرئيسية البرية لطريق الحرير لربط دول اسيا بدول اوربا و كذلك اسرائيل التي اعطت ميناء حيفا لشركة صينية لتوسيعه و استثماره لمدة خمسة و عشرين سنة اذ لم تنصاع اسرائيل لإرادة اليمين المتطرف الأمريكي بل بالعكس سعت اسرائيل و فعلت عكس ما يريده هذا اليمين المتطرف حيث قامت بتطوير و توسيع علاقتها التجارية و تبادل المعرقة و الخبرات مع الصين و لأن تكون الموانئ الإسرائيلية مرتكزات لربط طريق الحرير البحري بموانئ الدول الأوربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط .

و بالإضافة الى ذلك نجد أن الهند و باكستان مع الصين و روسيا و بعض من دول اواسط اسيا يسعون لتشكيل المركز أو المنطلق الأساسي لطريق الحرير الجديد بشقيه البري و البحري و هذا يعني أن هنالك مؤشرات لأن يكون طريق الحرير مكمل لنشاط الكتلة الاقتصادية المتشكلة من هذه الدول تحت مسمى :
(( منظمة شنغهاي للتعاون ))

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟