الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيرمي بنتام (1748 – 1832 )

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 12 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فيلسوف سياسي واجتماعي، ورجل قانون بريطاني، أحد الفلاسفة الجذريين التغييريين الذين ضغطوا طلباً لإصلاحات قانونية في المجتمع البريطاني، وهو أيضاً مؤسس "المذهب النفعي"، الذي يشير إلى "وجهة النظر التي تقول إن الفعل إذا كان صواباً، او خاطئاً فإن ذلك يعتمد على ما إذا كان المرء يعتقد أن نتائجه خَيِّرَة أو شريرة، ويشير "الخير" و"الشر" عند بنتام إلى اللذات، أو الآلام التي تظهر في خبرات الموجودات البشرية الفردية.
اعتقد بنتام، مثل "فلاسفة التنوير"، أن الحالة الإنسانية لابد ان تتطور، لا محالة، عن طريق التزايد المحض للمعرفة بمعنى المعرفة الموسوعية، التي ترتبط بمبادئ مجردة لتصنيف المعلومات، ووضعها لكي تعمل من أجل إصلاح المجتمع"([1]).
لذا، فقد انتقد "بنتام" مظاهر معينة من ذلك المجتمع، غير أن النقد لا بد من أن يكون له مقياس معياري ينطلق منه. وانسجاماً مع التقليد التجريبي – الحسي – النفعي، لم يقبل بنتام فكرة الحقوق الطبيعية ولا نظرية العقد الاجتماعي، واعبتر التسويغ الوحيد للسلطة وللتغيير الاجتماعي يمثل في الحاجات الإنسانية، نعني المنفعة واللذة. وهنا كان بنتام متبعاً هلفيتيوس:
1.    اللذة والألم هما سببا العمل الإنساني، لذا يمكننا أن نؤثر في السلوك الإنساني بتغيير العلاقة بين اللذة والألم.
2.    اللذة هي ما يسوغ التشريع والسلطة السياسية([2]).
وتبع بنتام هلفيتيوس باتخاذه مبدأ المنفعة الذي يقول بأعظم سعادة (منفعة) ممكنة لاوسع عدد من البشر، مقياساً معيارياً أساسياً.
إن الجديد في تفكير بنتام متمثلاً في أنه، وبانسجام منطقي أكبر من سواه، وظف هذا المبدأ دليلاً للإصلاحات القانونية، وأنشأ نظاماً لاحتساب ما يوفر الأكثر من اللذات، وفي الممارسة، كان مذهب المنفعة والمذهب الليبرالي محاولة لتجنب ما هو سلبي أكثر منهما لتحقيق المثال الأعلى.
إن "توصية بنتام بحساب اللذة والألم تذكرنا، وبشكل بارز، بحساب الربح، وفي حين يحسب الربح بوحدات متشابهة، مثل الباوند والبنس أو المارك يصعب معرفة كيفية حساب تجارب لذة وألم، فكيف يمكننا أن نقارن قيمة اللذة في التمتع الهادئ بطعام جيد والابتهاج الغامر الصارخ بعد النجاح في الامتحان؟ لم ينجح بنتام قط في حل هذه المسألة، لذا، فإن حسابه الخاص باللذات يثير إشكالية"([3]).
ومثل أكثر الليبراليين، "افترض بنتام وجود انسجام بين مختلف المصالح المفردة، أي: عندما ينشد الكل زيادة لذتهم إلى أعظم ما يمكن، فإن ذلك يكون لخير جميع الأفراد. غير أن بنتام لم يرَ أن مثل ذلك الانسجام يظهر بصورة أوتوماتيكية، أي: المطلوب هو تشريع فعال قائم على مبدأ المنفعة، ويجب وضع هذا التشريع موضع التنفيذ بمعنى أن الهدف منه هو تغيير مقصود"([4]).
إن المقدمة الموحدة لعمله هي مبدأ المنفعة: أي "ذلك المبدأ الذي يستحسن أو يستهجن كل فعل أياً كان، بناء على الميل الذي يبدو أنه لابد أن يزيد، أو يقلل سعادة الجماعة التي تكون مصلحتها موضع الاهتمام.([5])
 


([1]) تيموت بىفلر- مقال بعنوان: جيرمي بنتام وجيمس مل - تاريخ الفلسفة السياسية (مجموعة مؤلفين) – تحرير: ليو شتراوس وجوزيف كروبسي – ترجمة: محمود سيد أحمد – المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة – الجزء الثاني– 2005 – ص 343
([2]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – تاريخ الفكر الغربي .. من اليونان القديمة إلى القرن العشرين – ترجمة: د.حيدر حاج إسماعيل – مركز دراسات الوحدة العربية – الطبعة الأولى ، بيروت، نيسان (ابريل) 2012 - ص  553
([3]) المرجع نفسه -  ص 554
([4]) المرجع نفسه -  ص 558
([5]) تيموت بىفلر- مرجع سبق ذكره- مقال بعنوان: جيرمى بنتام وجيمس مل- تاريخ الفلسفة السياسية – ص 354








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة