الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا واليوم الآخر: لا مودة ولا موالاة للكافر المعتدى

أحمد صبحى منصور

2020 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة : نذكّر بما رددناه من قبل لأهميته هنا :
1 ـ الإسلام السلوكى هو السلام ، والايمان السلوكى من الأمن والأمان أي يكون الشخص مأمون الجانب . وهذا في التعامل بين البشر . وفى تعامل العرب دخلوا في الإسلام السلوكى بمعنى السلام ، ورآهم النبى محمد قد دخلوا في دين الله جل وعلا أفواجا كما جاء في سورة النصر ، وكان عليه السلام لا يعلم سرائر القلوب ، إنما كان يرى الظاهر فقط . كل شخص مسالم هو مسلم ، أما عقيدته فالمرجع فيها هو لرب العزة جل وعلا . في المقابل فهناك كافر بقلبه مسالم في سلوكه ، ولهذا لا يؤذى المخالف له في الدين ، وهناك كافر بقلبه وبسلوكه يعتمد الاكراه واضطهاد المخالف في الدين والمذهب . هذا هو الأشد كفرا ، هذا هو الذى يحادّ أو يحارب الله جل وعلا ورسوله .
2 ـ الدولة الإسلامية قائمة على السلام أو الإسلام السلوكى ، وهو أساس المواطنة ، ويتفرع منه الحرية المطلقة في الدين للجميع أفرادا وجماعات ، لذا ليس من مسئولية الدولة الإسلامية إدخال الناس الجنة ، لأن الهداية مسئولية شخصية ، ومن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعلى نفسه ، وهذه هي العلمانية الإسلامية في الدين وفى الدولة حيث لا وجود لمؤسسات دينية رسمية ولا وجود لاضطهاد دينى من أي نوع . تقدّم الغرب بعد أن تخلص من سيطرة الكنيسة وحصر دورها في الحياة الاجتماعية حسب رغبات الناس ، أي أصبحت الكنيسة هي التي تستجدى الناس الذهاب اليها ، هذا بينما لا يزال كوكب المحمديين خاضعا لسيطرة أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . المستبد الشرقى يتكىء على مؤسسة دينية يركب بها ظهور شعبه ، والطامح الى منازعته سلطانه يلجأ الى دين أرضى ليصل به الى الحكم .
3 ـ هنا يكون موضوعنا في موضوع النصر الالهى ، في صراع دينى بين مؤمنين مسالمين سلوكيا وقلبيا ، وقوة مستبدة تحترف الإكراه في الدين ، سواء على الدُّعاة المسالمين أو على الدولة الإسلامية المسالمة ، ولنتذكر قوله جل وعلا عن الهجمات المتكررة لقريش على المؤمنين في المدينة في بداية إقامتهم فيها ، قال جل وعلا : ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا ) (217) البقرة) . ليس موضوعنا ــ كما قلنا من قبل ـ عن الحروب بين البشر صراعا على حُطام الدنيا من أرض وثروات وموارد . موضوعنا هو النصر في صراعات وحرب دينية بين مؤمنين وكافرين معتدين بُغاة . الشرط في نصر المؤمنين أن يكونوا مؤمنين حقيقة بالله جل وعلا وباليوم الآخر .
4 ـ الملمح الأول في هذا الايمان هو عدم مودة وموالاة الكافر المعتدى .
5 ـ ونتوقف بالتدبر في الآيات الكريمة التالية :
أولا :
قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة ).
نلاحظ :
1 : الآية ( 20 ) عن كافرين معتدين يحادُّون أو يحاربون الله جل وعلا ورسوله ، أي جمعوا بين الكفر القلبى والكفر السلوكى .
2 : الآية ( 21 ) هو الرد عليهم بالنصر الإلهى عليهم .
3 : الآية ( 22 ) توضح أنه لكى يحدث هذا النصر للمؤمنين لا بد أن يؤمنوا حقا وصدقا بالله جل وعلا واليوم الآخر ، ومن معالم هذا الايمان ألّا تكون هناك مودة بين المؤمنين وأولئك الكافرين المعتدين حتى لو كان أولئك الكافرون أقرب الناس اليهم . مكافأة المؤمنين ليس فقط النصر في الدنيا والذى كتبه الله جل وعلا للرسل ومن يسير على طريقهم في الجهاد بل أيضا النصر في الآخرة ، حيث يدخلهم الجنة ، فقد حازوا الشرف بكونهم عندئذ من ( حزب الله ) جل وعلا ، المفلحين .
4 ـ مصطلح ( حزب الله ) جاء في سياق آخر عن المجاهدين في سبيل الرحمن والذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم ولا عتب عاتب ، بل يوالون الله جل وعلا ورسوله والمؤمنين ، وجزاؤهم عند الله جل وعلا أن يجعلهم من حزب الله الغالبين . قال جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) المائدة ).
5 : مفهوم من الآية (22 ) أن ( حزب الله ) هو الفائز بالجنة ، وهذا يؤكّد أنّ من يزعم في الدنيا أنه ( حزب الله ) فقد إفترى على الله جل وعلا كذبا ، خصوصا إذا إفترى هذا في سبيل السُّلطة والصراع حول حُطام الدنيا . هنا يكون الأولى به أن يحمل لافتة ( حزب الشيطان ) طبقا لما يفعله ، هذا إن لم يتُب ، ويكُفّ عن التلاعب بالدين في سبيل الصراع الدنيوى . ولقد ذكر رب العزة جل وعلا ( حزب الشيطان ) في قوله جل وعلا :( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر ). أي يجهزهم ليكونوا يوم القيامة من أصحاب السعير . وهذا تحذير ما بعده .. تحذير .!!
6 : منطقى أن يمتنع المؤمن الحقيقى عن مودة وموالاة الذى يحارب ويحادّ الله ورسوله ، فلا يجتمع إيمانه بالله جل وعلا مع مودته وموالاته لمن يحارب الله جل وعلا ورسوله .
ثانيا :
قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة ) . نلاحظ :
1 : مصطلح المودة يعنى الموالاة لعدو الله جل وعلا وعدو المؤمنين : ( لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ َأوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ )
2 : تكرار مصطلح ( المودة ) مرتين في نفس الآية، الأولى عن المودة القولية ( تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) والأخرى عن المودة القلبية : ( تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) .
3 : وجاء مصطلح ( المودة ) مرتين في نفس السورة . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) الممتحنة ) . أولئك الصحابة المهاجرون يوادُّون أعداء الله جل وعلا الذين أخرجوهم من ديارهم ، وهؤلاء الأعداء سيعبّرون عن كراهيتهم للمؤمنين بالاعتداء القولى والاعتداء الحربى ، بغرض إرجاعهم للكفر ( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ). هنا تناقض هائل بين ( مودة ) المؤمنين للكافرين وما ( يودُّه ) أولئك الكافرون للمؤمنين .
3 / 2 : ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) الممتحنة ) . هنا وعد مُستقبلى تحقق ، وجاءت به سورة النصر حين دخلوا في الإسلام السلوكى بمعنى السلام وتوقفت الحروب وسادت المودة.
4 : وجاء مصطلح ( المودة ) في قوله جل وعلا :
4 / 1 :( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) العنكبوت) .
هنا ملمح إجتماعى يحدث بين رُوّاد الموالد والأعياد الدينية عند القبور المقدسة ، يتعارفون ويعودون بذكريات وصداقات وتبادل منافع ، كلها تندرج تحت مصطلح ( المودة ) . وهذا في الدنيا . في الآخرة تنقلب تلك المودة الى خصومة وتلاعن بين من كانوا متوادّين من قبل .
4 / 2 : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) النمل ) . الأصل في الحياة الزوجية هي ( السكن ) المعنوى بمعنى أن تسكن اليها وتسكن اليك ، بهذا تتحقق المودة والتي تعنى ليس مجرد الحب ولكن أيضا الرحمة والعطف والمشاركة الوجدانية .
5 : المودة مشاعر قلبية في الأساس يعلمها رب العزة جل وعلا ، وجاء التعبير عنها في الآية الأولى من سورة الممتحنة : ( إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ). الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور أنبأهم بما في قلوبهم ، وجعلهم يحكمون بأنفسهم على أنفسهم ، إن كانوا فعلا قد خرجوا في سبيل الله جل وعلا وإبتغاء مرضاته فكيف يحتفظون في قلوبهم بالمودة لأولئك الكافرين المعتدين ؟ لا يجتمع الإخلاص لله جل وعلا مع مودة الكافرين المعتدين ، ولا يجتمع الايمان بالله جل وعلا واليوم الآخر مع موالاة الكافرين المعتدين .
6 : وجاء التحذير للصحابة المهاجرين صريحا في قوله جل وعلا لهم : ( وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ). يعنى من يرتكب تلك المودة القلبية مع الكافرين المعتدين يكون من الضالين أصحاب الجحيم .
7 : نزل هذا التحذير في سورة الممتحنة ، وهى من أوائل ما نزل في المدينة قبل أن يدخل الصحابة في صراع عسكرى دفاعى عبّرت عنه سُورُّ مدنية لاحقة ( آل عمران / النساء / البقرة / الأنفال / الحشر / الأحزاب / المائدة والتوبة ) . ومع هذا التحذير المُبكّر فقد عصاه بعض الصحابة المهاجرين ، بل تعدى العصيان الى ( موالاة ) الكافرين المعتدين وقت الحروب ، فالموالاة تكون في حالة الحرب بأن توالى وتحالف معسكرا ضد الآخر ، وهذا يحدث في الصراعات ، وقد يكون مقبولا سياسيا حسب المصلحة ، ولكنه جُرم عظيم حين تتحالف مع عدو لبلدك ضد قومك. هذه خيانة عُظمى في القوانين الوضعية . وقد وقع فيها بعض الصحابة ممّا إستدعى نزول آيات في سور لاحقة تمنع موالاة الكافرين المترتبة على مودتهم لهم . قال جل وعلا في خطاب مباشر شديد الوقع :
7 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً (144) النساء )
7 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة ).
أخيرا :
هذا لا ينطبق على :
1 ـ الكافر بعقيدته المُسالم بسلوكه داخل الدولة الإسلامية وخارجها . قال جل وعلا في نفس سورة الممتحنة : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8). أي يجب البرُّ بهم والتعامل معهم بالقسط . ولكن النهى هو عن موالاة الكافر المعتدى بسلوكه وبغيه وإجرامه ، هذا تحرُمُ موالاته ، قال جل وعلا في الآية التالية : ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9 )).
2 ـ المؤمن الواقع تحت نير الإضطهاد . عند الاضطرار :
2 / 1 : يجوز له أن يتلفّظ بالكفر ، قال جل وعلا : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) النحل ). الله جل وعلا هو وحده الذى يعلم حاله وما في سريرته .
2 / 2 : التقية : قال جل وعلا : ( لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) آل عمران ) . حين يعيش في دار عدو يعتدى على دولة إسلامية يجوز له أن يتظاهر بالموالاة للمعتدين خوف الانتقام . وفى هذا لا بد أن يتذكر التحذير بأن الله جل وعلا يعلم ما في قلبه .
وهذه التقية الإسلامية تتناقض مع التقية الشيعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش


.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى




.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة