الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 15 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يشهد النظام النقدي العالمي تغيرات كبيرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية و لحد الان و مسيرة التغيير في هذا النظام النقدي مستمرة و سوف لن تتوقف الا بعد ظهور نظام نقدي عادل يتوافق مع مصالح جميع شعوب العالم .

من بين المهام التي تسعى اليها منظمة شانغهاي للتعاون و التي تلعب الصين دورا محوريا فيها هي ايجاد نظام نقدي عالمي جديد ينهي هيمنة الرأس المال المالي الذي تقوده امريكا و الذي يقوم بأكبر عملية نهب منظم شهده التاريخ البشري لقيمة قوة عمل الشعوب و ثرواتها .

رغم ان منظمة شانغهاي للتعاون هي منظمة اسيوية تضم دول من قارة اسيا حصرا الا انها تدعو الى ايجاد نظام نقدي عالمي جديد يساهم في بناء عولمة جديدة , يعتمد هذا النظام النقدي الجديد في مراحله الأولى على اجراء التبادلات التجارية و بشكل تدريجي بالنقد المحلي للدولة الأعضاء في هذه المنظمة او بين دولة من دول المنظمة و دولة اخرى من خارج المنظمة ضمن اتفاقيات ثنائية بينهما كما ورد ذلك في الاتفاق الثنائي بين الصين و اليابان او بين الصين و تركيا .

اهم محطات التغيير في النظام النقدي العالمي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية و لحد الان هي :

اولا : فك ارتباط الدولار بالذهب في اوائل سبعينيات القرن الماضي و بذلك انفصل الذهب تماما عن قيمة كافة العملات في سوق النقد العالمي و تحوله الى سلعة يتحرك سعرها وفق قانون العرض و الطلب الا ان المنحنى البياني لسعر الذهب امام جميع العملات بشكل عام و من خلال نظرة اجمالية لنصف القرن الماضي هو في اتجاه الصعود .

ثانيا : صعود عملات اوربية متعددة الى واجهة سوق النقد العالمي كالمارك الألماني و الفرنك الفرنس الجديدين و الذي انتهي بهما المطاف الى الاندماج في عملة اوربية موحدة ( اليورو ) .

ثالثا : ظهور الين الياباني كعملة صعبة في سوق النقد العالمي و استناد هذا الين على اقتصاد يتعافى من مخلفات الحرب العالمية الثانية بشكل سريع , اقتصاد يتصاعد نموه بوتائر عالية مما ادى الى تواصل ارتفاع قيمة الين الياباني امام الدولار الأمريكي و باقي العملات .

رابعا : قيام مصممو سياسة الصين الصاعدة الى القمة بتقييد قيمة العملة الوطنية للصين ( الإيوان ) بمستويات منخفضة تعطي للسلع الصينية قدرة كبيرة في المنافسة في السوق العالمي حيث رفضت الصين طلبات متكررة من امريكا و دول اخرى برفع القيود التي تفرضها الحكومة الصينية على قيمة الأيوان الصيني اذ طالبتها بتحريره من تلك القيود ليأخذ سعرا تحدده عملية التعويم في سوق النقد العالمي المسيطر عليه الى درجة كبيرة من قبل امريكا .

من بين اهم أسباب غضب امريكا و تخوفها من الصين هي خشية امريكا بانهيار النظام النقدي العالمي السائد حاليا و ظهور نظام نقدي عالمي جديد خارج سيطرتها و قد أدى انضمام الهند و باكستان الى منظمة شانغهاي للتعاون الى تصاعد هذا الغضب و الخوف الأمريكي و ما زاد الطين بلة بالنسية لأمريكا هو استعداد دول عديدة من خارج هذه المنظمة لأجراء تبادلاتها التجارية البينية بالنقد المحلي و الابتعاد عن الدولار الأمريكي و من هذه الدول اليابان و تركيا .

بعد دخول اليابان على خط التعاون مع منظمة شانغهاي و خصوص ما يخص استعدادها لاعتماد النقد المحلي في التبادل التجاري البيني مع دول هذه المنظمة و التي بدأتها بالاتفاق الثنائي مع الصين اصبح تصور حال الاقتصاد الأمريكي و معه دولاره امرا واضحا اذا ما انخرطت دول من الألحاد الأوربي في اتفاقيات مع دول من منظمة شانغهاي لغرض اعتماد النقد المحلي لدولهم في التبادل التجاري البيني بينهم .... !!

المرحلة الفاصلة في انظمة اقتصاد السوق العالمية و ظهور اقتصاد سوق عالمي جديد ضمن عولمة جديدة هي حين تدخل هذه المتغيرات مرحلة التغيير النوعي بعد انجاز التراكم الكمي المطلوب عندها سيقول العالم للنظام النقدي العالمي الحالي و العولمة السائدة حاليا الى الوراء در فقد اصبحتما من الماضي و من اختصاص المؤرخين .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح