الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألة ستالين و - الستالينيّة - - مقتطف من خطاب - نهاية مرحلة و بداية مرحلة جديدة - لبوب أفاكيان

شادي الشماوي

2020 / 12 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 36 / فيفري 2020
تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة و الصينيّة :
" كسب العالم ؟ واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها "
تأليف بوب أفاكيان

مقدّمة الكتاب 36

ما من ظلّ للشكّ في أنّ التاريخ الاجتماعي عامة و تاريخ الحركة الشيوعيّة العالمية خاصة كان و لا يزال محور صراع طبقي و صراع بين الخطّين صلب الشيوعيين و الشيوعيّات . و الدلائل على ذلك لا حصر لها و لا عدّ .
و فضلا عن ما يدلّل عليه واقع الصراع الطبقي و الصراع الإيديولوجي و السياسي يوميّا و عبر العالم ، على سبيل المثال لا الحصر ، أثبتت هذه الحقيقة قراءة ماركس لكمونة باريس ، أوّل دكتاتورية بروليتاريا حسب إنجلس ، و الدروس المستخلصة منها و الفائقة الدلالة بالنسبة للثورة البروليتاريّة العالميّة . و أكّد لينين صحّة إستنتاجات ماركس و ثوريّتها في مقابل إستنتاجات آخرين تصبّ في خانة خدمة البرجوازية ، كما أكّد في مقدّمة كتابه الذى لن يكفّ ، في عصرنا هذا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، عن أن يكون منارة من أعظم المنارات المناهضة للتحريفيّة ، و نقصد كتاب " الدولة و الثورة " ، أنّ تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و رموزها موضوع صراع طبقي لا هوادة فيه . و مثلما كانت كمونة باريس موضوعا خلافيّا كذلك كانت الثورة الروسيّة لسنة 1905 فبينما أدان بليخانوف و أمثاله رفع الجماهير للسلاح ما جعلهم يقفون موقفا برجوازيّا حيال نضالات الجماهير الشعبيّة ، كان لينين و أنصارالبلاشفة يستخلصون الدروس الحيويّة من ما إعتبروه تميرنا جيّدا جدّا على الثورة القادمة ...( و " الباقي تاريخ "... ).
و إثر وفاة ستالين ، جدّ صراع طبقي كبير بحجم أعظم الجبال في العالم ، و صراع خطّين لا يقلّ عنه عظمة صلب الحركة الشيوعية العالمية بشأن تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة في ظلّ قيادة لينين و ستالين و العبر المستشفّة منها . و في الوقت الذى كانت فيه التحريفيّة السوفياتيّة على رأس التحريفيّة المعاصرة الفرنسيّة منها و الإيطاليّة ... تهشّم تهشيما رمز تلك التجربة الإشتراكية ، ستالين ، و من ورائه الماركسيّة – اللينينيّة ، إنبرى ماو تسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني ينافح بما أوتي من جهد نظري و عملي عن هذه التجربة الرائدة و رموزها البروليتاريّة ، و يطبّق عليها المنهج المادي الجدلي و النظرة الشيوعيّة الحقيقيّة لتقييمها تقييما علميّا نقديّا فرزا للصحيح عن الخاطئ فيها و إحقاقا للحقّ و إستشفافا لما أمكن من الدروس لتطوير النظريّة و الممارسة الشيوعيّة الثوريّة و المضيّ قدر الإمكان قدما على الطريق المؤدّية إلى المجتمع الشيوعي العالمي ، كهدف أسمى للشيوعيين و الشيوعيّات . فهزّ هذا الصراع المبدئي من طرف الشيوعيين الثوريّين بقيادة ماو تسى تونغ ضد التحريفيّة المعاصرة العالم قاطبة من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه و صار معروفا بالجدال العظيم الصيني – السوفياتي و وثائقه غاية في الأهمّية التاريخية إذ هي دافعت عن المبادئ الثوريّة للشيوعيّة و نقدت الأخطاء و قدّمت سبلا لتجاوزها ما فتح المجال لمزيد تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية . و بطبيعة الحال ، خلال ستّينات القرن الماضى و سبعيناته و ، بعد ذلك أيضا ، كانت تلك الوثائق بدورها محور صراع طبقي و صراع خطّين محتدمين عالميّا و داخل الحركة الشيوعية و خارجها ما أفرز من ضمن ما أفرز إنشقاقا بين التحريفيين المعاصرين و على رأسهم السوفيات من جهة و الشيوعيين الثوريّين و على رأسهم الماويّون الصينيّون ليشكّل الشيوعيّون الثوريّون المدافعون عن الإرث الثوري للتجربة السوفياتيّة – وهو جانبها الرئيسي- و الخطّ العام الذى رسمه الماويّون للحركة الشيوعية العالميّة ما أطلق عليه حينها الحركة الماركسيّة – اللينينيّة في مقابل التحريفيّة .
و عقب وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي في الصين سنة 1976 و إعادة تركيز الرأسماليّة هناك على أنقاض الصين الإشتراكية الماويّة ، وجد الشيوعيّون الثوريّون لا سيما أولئك صلب الحركة الماركسية – اللينينيّة أنفسهم مجبرين على خوض معارك صراع طبقي و صراع خطّين ، دارسين و محلّلين و ناقدين و مقيّمين تقييما علميّا و نقديّا التجربة الإشتراكية الصينيّة و ما طوّره ماو تسى تونغ في خضمّها و بناء على الدروس المستقاة من التجربة السوفياتيّة ، من مساهمات عظيمة تنكّر لها التحريفيّون الصينيّون بزعامة دنك سياو بينغ و كذلك حزب العمل الألباني بزعامة أنور خوجا الذى صاغ خطّا دغمائيّا – تحريفيّا من أبرز ميزاته أنّه ينسف نسفا التجربة الإشتراكية الماويّة في الصين و من أساسها و يدافع دفاعا أعمى عن ستالين ، و صار هذا الخطّ معروفا عالميّا بالخوجيّة ؛ فيما أضحى أنصار التجربة الإشتراكية الماويّة في الصين و مساهمات ماو تسى تونغ في تطوير علم الشيوعية يعرفون بالماويين الذين تجمّع معظم أحزابهم و منظّماتهم ضمن الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى 2006 لتنهار بفعل خيانة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) للشيوعيّة و الثورة الديمقراطية الجديدة و حرب الشعب في النيبال و الخلافات المنجرّة عن ذلك . و مرّة أخرى ، كان تقييم تلك التجربة التاريخيّة موضوع صراع طبقي و صراع خطّين و تطوّرت الجدالات النظريّة في صفوف الماويّين أنفسهم بشأن عدّة مسائل ما أفرز إنقساما للماويّة أمسى جليّا على النطاق العالمي منذ أكثر من عقد الآن ، بين أصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التي طوّرها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة ، أحزابا و منظّمات و أشخاصا من جهة ، و أحزاب و منظّمات و أشخاص يناصرون في الأساس مضمون مقال " ضد الأفاكيانيّة "...
كلّ هذا ، و غيره كثير ، أوردناه بصورة شديدة الإقتضاب لنشدّد بدورنا على أنّ التجارب التاريخيّة للصراع الطبقي و لصراع الخطّين تشكّل لا محالة محور صراع طبقي و محور صراع خطّين أيضا .
و ننصح من ترنو / يرنو إلى التعمّق في مدى إنسحاب هذه الحقيقة على كمونة باريس و الثورتين الروسيّتين بالعودة إلى ماركس فلينين و أمّا من ترنو/ يرنو إلى تفحّص ما بعد ذلك ممّا ألمحنا له بعجالة ، فعلها / عليه بكتبنا السابقة المتوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن . ففي الكتاب الأوّل من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " تلفون بيان الحركة الأمميّة الثوريّة لسنة 1984 وهو يتضمن ملخّصا لتقييم شيوعي ماوي لتاريخ الحركة الشيوعية العالميّة . و في الكتاب 4 ، و عنوانه " الثورة الماوية في الصين : حقائق و مكاسب و دروس " ، بوسعكم العثور على نصوص تقييميّة قصيرة و طويلة تسلّط الضوء على عدّة أوجه من تلك التجربة الإشتراكية . و في الكتاب 20 ، تعثرون على نصوص من الجدال الكبير الصيني – السوفياتي في منتهى الأهمّية . و في الكتاب 22 ، " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " ، ( فصول من كتاب لبوب أفاكيان يحمل العنوان نفسه ) ، تجدون عرضا نقديّا لمساهمات ماو تسى تونغ في الفلسفة و الاقتصاد السياسي و الإشتراكية بما هي المكوّنات و الأقسام الثلاثة للماركسيّة . و في الكتاب 23 ، الحامل لعنوان " لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون " ... الثورة الشيوعيّة و الطريق الحقيقيّ للتحرير : تاريخها و مستقبلنا " ، يقدّم ريموند لوتا تلخيصا اما نقديّا لتاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة إلى حدّ اليوم ، إنطلاقا من الخلاصة الجديدة للشيوعيّة. و في كتاب بوب أفاكيان " ماتت الشيوعيّة الزائفة ... عاشت الشيوعيّة الحقيقيّة ! " ( الكتاب 28 )، ثمّة تناول نقدي لمحطّات معيّنة من التجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة و الصينيّة و حتّى لكمونة باريس . و بالكتب المفردة للماويّة في النيبال و في الهند و في الفليبين ، هناك نصوص و فقرات تلمس بقليل أو كثير من العمق مسائل متعلّقة بتاريخ التجارب الإشتراكيّة العالميّة ...
و لسائل أن يسأل ، و كلّ هذا الكمّ الذى لا بأس به من الوثائق القيّمة متوفّر باللغة العربيّة ، لماذا إذن هذا الكتاب الجديد عن تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة ؟
و نجيب في الحال و مباشرة ، بلا لفّ و لا دوران ، بأنّنا قمنا بترجمة مضامين هذا الكتاب إلى العربيّة لعدّة أسباب تراكمت و تداخلت ففرضت علينا هذا الواجب فرضا . ذلك أنّنا ، و الحقّ يقال ، لمسنا مدى أهمّية هذه المضامين مذ إطّلعنا عليها قبل سنوات و أعدنا قراءتها لمّا عقدنا العزم على خوض تجربة ترجمة و نشر الأدب الشيوعي الماوي ضمن مجلّة إصطفينا لها من العناوين عنوان " الماوية : نظريّة و ممارسة " و كدنا نشرع في ترجمتها لولا أنّنا قدّرنا في وقت ما ، بعد إصدارنا للعدد الأوّل من تلك المجلّة / الكتاب الأوّل " علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " ، أنّ النضال على الجبهتين النظريّة و السياسيّة عربيّا في حاجة ماسّة إلى وثائق أخرى تتناول مواضيع أخرى أكثر ممّا هو في حاجة إلى الوثائق التي تشكّل مضمون كتابنا الجديد هذا ، خاصة و أنّ ما ورد في بيان الحركة الأمميّة الثوريّة ، بيان مارس 1984 ، بالكتاب الأوّل ، يمكن إعتباره مدخلا كافيا حينها . و بالتالى تأجّل الإشتغال و ظلّ إنجاز المشروع إيّاه على أنّ قرار الترجمة لاحقا ينتظر الظرف المناسب للتنفيذ .
و في إعتقادنا اليوم أنّه آن أوان المرور لمرحلة التنفيذ ، بعد المشوار الذى قطعناه ، و للأسباب الآتى ذكرها :
- لاحظنا و نحن نتصفّح مواقع الأنترنت الشيوعيّة الثوريّة أن " كسب العالم : واجب البروليتاريا العالمية و رغبتها " لبوب أفاكيان أخذ يحتلّ مكانة مرموقة كأحد أهمّ الوثائق المرجعيّة المتّصلة بتقييم تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة .
- و لمسنا لمس اليد ، أثناء إنكبابنا على تعريب مقال " ضد الأفاكيانيّة " لآجيث ( الكتاب 15 ) و " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانيّة لآجيث " ( الكتاب 18 ) أنّ " كسب العالم ..." من أهمّ الوثائق المعتمدة في الصراع حول تقييم عدد من القضايا التاريخيّة الشائكة الإيديولوجية منها و السياسيّة بوجه خاص ، ذات الصلة بصراع الخطّين صلب الحركة الشيوعية العالمية و صلب الماويين أيضا.
- و منذ بضعة سنوات ، عربيّا ، تابعنا على صفحات الحوار المتمدّن صراع الخطّين بين مناهضي الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها الذى جُمّعت وثائقه في كتاب ناظم الماوي المتوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن و عنوانه " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و قد كان " كسب العالم ..." مصدرا و مرجعا من أهمّ المصادر و المراجع المعتمدة .
- و في المدّة الأخيرة ، حينما كنّا منكبّين على ترجمة كتاب بوب أفاكيان " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة "، قفز إلى نظرنا و إدراكنا مجدّدا أنّ مهندس الشيوعيّة الجديدة ذاته كما يسمّيه أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، قد أولى عناية خاصة لمؤلّفه ذاك ، " كسب العالم ..." ، فقد كتب يقول في شأنه بالصفحة 18 من كتابنا عدد 35 على وجه الضبط :
" قبل عدّة سنوات من الآن ، في " كسب العالم ؟... " ، في بدايات ثمانينات القرن العشرين ، و في غيره من الأعمال الأخرى مذّاك ، تعمّقت كثيرا في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و المجتمع الإشتراكي ، منذ زمن ماركس ( و إنجلز ) ، و تحدّثت عن واقع أنّ ماركس و إنجلز كانا يملكان نظرة ثاقبة إلى أقصى حدّ ، و في عديد الطرق و بالمعنى الجوهري ، كانا ، في الآن نفسه ، و ليس هذا مفاجئا ، محدودين و حتّى بأشكال معيّنة ساذجين ، في بعض الجوانب الثانوية على دلالتها - و هذا إن أعملتم فيه الفكر ، صحيح بشأن جميع المقاربات و المناهج العلميّة ، في تعارض مع النظرات الميتافيزيقيّة كالدين . و متحدّثا عن النظرات الميتافيزيقيّة و الدينيّة ، عندما نُشر أوّل ما نُشر " كسب العالم ؟... " ، وُجد البعض داخل الحركة الشيوعية العالمية الذين قالوا إنّ هذا يقدّم الشيوعيّة كراية ممزّقة ؛ و وُجد حتّى موقف أنّ الحديث ليس عن الأخطاء فحسب التي إقترفت و إنّما أيضا عن بعض المشاكل في جزء من مفاهيم و مقاربات القادة العظام الحقيقيين للحركة الشيوعية بمن فيهم مؤسّساها ، ماركس و إنجلز ، نوعا من الممنوعات - كان يتمّ التعاطى معه كأنّه كفر . حسنا ، هذا الصنف من المواقف و المقاربات يمضى تماما ضد ، و كان سيلقى الإشمئزاز من ماركس و إنجلز أنفسهما ، قبل أي شخص آخر . و على أيّة حال ، وُجدت الموجة الأولى من الثورة الشيوعية و أدّت إلى التجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي ( من 1917 إلى أواسط خمسينات القرن العشرين ) ثمّ في الصين ( من 1949 إلى 1976 ) و التي وقع الإنقلاب عليها مع صعود القوى البرجوازية إلى السلطة و إعادة تركيز الرأسماليّة ، أوّلا في الإتّحاد السوفياتي و تاليا في الصين عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 . و تحتاج هذه الموجة الأولى من الثورة الشيوعية و التجربة الإشتراكية إلى التعلّم منها بعمق ، بيد أنّنا نحتاج التعلّم منها بتوجّه علمي و منهج و مقاربة نقديّين ، في تعارض مع التوجّه و المنهج و المقاربة الدينيّين . وهذا بالذات ما شرعت في القيام به في " كسب العالم ؟... " و واصلت القيام به في أعمال متنوّعة مذّاك . فكان هذا هو المكوّن الأكبر و قوّة الدفع الأكبر في تطوير الشيوعية الجديدة .
و التعبير المكثّف للكثير من الجديد في الشيوعية الجديدة متوفّر في " الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة "... "
و بكلمات مقتضبة لبوب أفاكيان ذاته :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 )
و من يتطلّع لدراسة هذه الشيوعية الجديدة و الإلمام بالسيرة الذاتيّة لبوب أفاكيان ، لا مناص له من إعمال الفكر و التعمّق في كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " ، متنا و ملاحقا و هو متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن ، أمّا من يتطلّع لتكوين فكرة أوّليّة و تلخيص للأعمدة التي تقوم عليها هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، فنوفّر له نصّا لبوب أفاكيان ذاته في الغرض ، و ذلك بملاحق هذا الكتاب و عنوانه " الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة " ف " التعبير المكثّف للكثير من الجديد في الشيوعية الجديدة متوفّر" فيه ، حسب ما صرّح به أعلاه صاحب الشيوعيّة الجديدة .
و إذا أضفنا إلى هذه الأسباب التي مرّ بنا ذكرها و التي رأيناها غاية في الوجاهة في حثّها على الإسراع في إنجاز العمل الذى ظلّ ينتظر على الرفوف منذ سنوات ، ملاحظتنا أنّ جماعات تعدّ نفسها شيوعيّة، إلى جانب أعداء الشيوعية المفضوحين، أخذت تنشر هنا و هناك نصوص تقييمات للحركة الشيوعية العالميّة ماضيا و حاضرا فيها ما فيها من تشويه متعمّد للوقائع و تزوير للأحداث التاريخيّة و قلب للحقائق رأسا على عقب و تلاعب صبياني بالمعطيات الماديّة الموضوعيّة و بالمنهج المادي الجدلي الواجب إعتماده في هكذا أعمال – مجمل القول نصوص تحريفيّة و دغمائيّة - ، ندرك لماذا كان لا بدّ لنا من النهوض بالمهمّة الملقاة على عاتقنا و دون تأخير .
و إنّنا لعلى وعي تام أنّنا لا نزال محتاجين إلى المزيد من الترجمات بهذا المضمار و طبعا إلى مزيد التصدّى لمشوّهى تاريخ الحركة الشيوعية الثوريّة خدمة أساسا لإعلاء راية الحقيقة التي دونها لن نستوعب حقّ الإستيعاب علم الشيوعيّة و لن نطبّقه و نطوّره فلن نفسّر العالم تفسيرا علميّا و لن نتمكّن من تغييره تغييرا ثوريّا من منظور شيوعي . وعليه ، من موقع المسؤوليّة الشيوعيّة الثوريّة ، نتعهّد ، دون تحديد تواريخ و لا سقف زمني فكثير من الأمور قد تتجاوزنا ، بأن نثابر على الإضطلاع بالمهام التي آلينا على أنفسها النهوض بها و بأن نبذل من الجهد طاقتنا كي نوفّر المزيد من الوثائق باللغة العربيّة تساهم في الإرتقاء بمستوى التسليح الإيديولوجي و السياسي لمن يبحثون عن الحقيقة و يسعون بدأب و تصميم إلى تحرير الإنسانيّة والكوكب من سطوة النظام الإمبريالي العالمي و تشييد عالم آخر، أفضل ، ضروري و ممكن ، عالم شيوعي .
و قد أثمر جهدنا المبذول هنا عددا جديدا من " الماوية : نظريّة و ممارسة " / الكتاب عدد 36 الذى نضع بين أيدى القرّاء آملين أن يدرسوا محتوياته دراسة نقديّة و يعتمدوا الحقائق التي تنطوى عليها في قادم تنظيراتهم و ممارساتهم الثوريّة .
و محتويات الكتاب ، فضلا عن مقدّمة المترجم هي :
الجزء الأوّل :

" كسب العالم : واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها "
لبوب أفاكيان / العدد 50 من مجلّة " الثورة "

1- المزيد عن الآفاق التاريخيّة للخطوات المتقدّمة الأولى في إفتكاك السلطة و ممارستها – دكتاتوريّة البروليتاريا - و الإبحار على طريق الإشتراكية .
2- المزيد عن الثورة البروليتاريّة كسيرورة عالميّة .
3- اللينينيّة كجسر .
4- بعض التلخيص للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي نشأت في ستّينات القرن العشرين و العامل الذاتي في ضوء الوضع الراهن و المتطوّر و الظرف التاريخي الآخذ فى التشكّل .
5- بعض المسائل المتعلّقة بخطّ حزبنا و نشاطه و مهامنا الأمميّة الخاصة .

الجزء الثاني :

( 1 ) عرض موجز لوجهات نظر حول التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعيّة العالمية و دروسها اليوم
( مجلّة " الثورة " عدد 49 / 1981 )
( 2 ) مسألة ستالين و " الستالينيّة " - مقتطف من خطاب " نهاية مرحلة و بداية مرحلة جديدة " لبوب أفاكيان
( مجلّة " الثورة " عدد 60 ، سنة 1990 )
الملاحق - 4 – ( من إقتراح المترجم )

1- الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة
( وثيقة نشرت سابقا في كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة-
خلاصة أساسيّة " )
2- ستّة قرارات صادرة عن اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية
( وثيقة نشرت سابقا في كتاب " عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية
تحدّث قادة من الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " )
3- إطلالة على موقع أنترنت مذهل يديره ريموند لوتا : " هذه هي الشيوعية " - إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
أ- مجاعة 1933 في الإتّحاد السوفياتي : ما الذى حصل فعلا و لماذا لم تكن " مجاعة متعمّدة "
ب- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة
ت- إطلالة على صفحات / مداخل من موقع " هذه هي الشيوعيّة " - إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
4- فهارس كتب شادي الشماوي
---------------------------------------------------------------------------
مسألة ستالين و " الستالينيّة "
مقتطف من خطاب " نهاية مرحلة و بداية مرحلة جديدة " لبوب أفاكيان
مجلّة " الثورة " عدد 60 ، سنة 1990
https://www.marxists.org/history/erol/periodicals/revolution/rev-60.pdf

من الضروري و نحن نلخّص المرحلة التي إنتهت و التجربة التاريخيّة للإشتراكية إلى حدّ الآن ، أن نتحدّث مجدّدا عن هذه المسألة . و قد أجريت بالأحرى تحليلا مطوّلا للمساهمات الإيجابيّة و كذلك للأخطاء الجدّة لستالين في " كسب العالم ...". و الآن و بشكل خاص مع التغيّرات الجارية في البلدان التحريفيّة و النكران و الهجمات المتصاعدة هناك على ستالين و " الستالينيّة " من عدّة جهات ، من الضروري العودة إلى هذا الموضوع و توضيح ما نرفع رايته و لن نفرّط فيه و ما نستطيع رفع رايته و يجب أن ننقده في ما يتّصل بدور ستالين كقائد للاتحاد السوفياتي و للحركة الشيوعيّة العالميّة خلال فترة حيويّة من ثلاثين سنة ، من بدايات عشرينات القرن العشرين إلى وفاه سنة 1953 .
و قد إستخدم ماو صيغة أنّ مكاسب ستالين 70 بالمائة و أخطاؤه 30 بالمائة من مجمل دوره . و الجوهريّ هنا ليس التحليل الكمّي – ليس النسب المائويّة ، 70 بالمائة إيجابي و 30 بالمائة سلبي – و إنّما التقييم العام الذى يقترحه : يجب في الأساس رفع راية ستالين لكن يجب أيضا الإقرار بالأخطاء التي قام بها ، بما فيها أخطاء جدّية .
أوّلا ، الجانب الإيجابي – أسباب لماذا من الصحيح رفع راية ستالين بصفة عامة – مساهماته في الحركة الشيوعيّة العالميّة وهي تفوق جانبه السلبيّ :
عقب وفاة لينين سنة 1924 ، قاد ستالي الإتّحاد السوفياتي في إنتهاج الطريق الإشتراكي في مواجهة مع المعارضين اليمينيّين و " اليساريين " الذين كانت خطوطهم ستؤدّى إلى التخلّى المفضوح عن هدف التحويل الإشتراكي أو على أيّ حال كانت ستؤدّى إلى إشتراكيّة تتغلّب عليها و تهزمها القوى الرأسماليّة ، داخل الإتّحاد السوفياتي و عالميّا .
قاد ستالين الصراعات المعقّدة و الحادة لإنجاز مشركة الفلاحة و مشركة الملكيّة في الصناعة ، واضعا الاقتصاد على أساس جديد تماما . و كان هذا شيا لم ينجز قبل أبدا . و في حين تمّ إقتراف أخطاء ذات دلالة ، الواقع هو أنّه على عكس تشويهات المدافعين عن النظام القديم و مدّاحيه ، تميّز هذا النهوض العظيم بحماس و مبادرة الملايين و الملايين من الناس في الرياف ن خاصة الفلاّحين الفقراء ن الذين كانوا يغيّرون راديكاليّا علاقات إضطهاد عمرها مئات السنوات و يتخلّصون من آلاف السنوات من التقاليد الإستعباديّة و المبلّدة للذهن .
و قد شدّد ستالين على النضال الثوري و تشكيل و تطوير أحزاب شيوعيّة في الشرق – أي في العالم المستعمَر – و قد كان ذلك تطويرا هاما بالنسبة إلى الحركة الشيوعية العالميّة . و إلى جانب هذا ن قام ستالين بمساهمات قيّمة في تطوير النظريّة الماركسيّة في ما يتّصل بالمسالة القوميّة و المسألة الإستعماريّة و نضالات تحرّر الأمم المضطهَدة .
و قاد ستالين الشعب السوفياتي في النضال القاسي و بالبطولي لإلحاق الهزيمة بالإمبرياليّة الألمانيّة و على رأسها هتلر ، في خضمّ الحرب العالميّة الثأنية.
و في السنوات الأخيرة من حياته ، لم رفض ستالين الخضوع للإمبرياليّين الذين كانوا يهدّدون الإتّحاد السوفياتي بالسلحة النوويّة ، و واصل الخوض في مشاكل كيفيّة المضيّ قدما في التغيير الإشتراكي للمجتمع و ما سيكون عليه الإنتقال من النظام الاقتصادي الإشتراكي إلى نظام إقتصادي شيوعي .
و كلّ هذا أكثر من سبب كافى لمواصلة رفع راية الدور التاريخي لستالين كقائد للاتحاد السوفياتي و للحركة الشيوعية العالميّة .
و مثلما كتبت في " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " عند الحديث عن بعض أهمّ المكاسب التاريخيّة لستالين و وضع اخطائه في سياقها التاريخي :
" تحقيق المشركة الإشتراكية إلى جانب التصنيع الإشتراكي و تحويل الإتحاد السوفياتي من بلد متخلّف نسبيّا إلى بلد متقدّم إقتصاديّا – و كلّ هذا تحقّق فى عقدين بين نهاية الحرب الأهلية فى روسيا والحرب العالمية الثانية – مثّلا مكسبا عظيما للطبقة العاملة و الشعب السوفياتيين فى ظلّ قيادة ستالين ؛ و لهذا علاقة وطيدة بقدرة الإتحاد السوفياتي على إلحاق الهزيمة بالغزاة النازيين فى الحرب العالمية الثانية ، و هذا أيضا مكسب عظيم للشعب السوفياتي فى ظلّ قيادة ستالين .
و فى نفس الوقت ، وهو يقدّم القيادة لمهمّة غير مسبوقة بمثل هذه الأبعاد الهائلة – المشركة و التغيير و التطوير الإقتصاديين السريعين لمثل هذا البلد الشاسع و المعقّد ، الإتحاد السوفياتي ، فى ظروف كانت فيها الدولة الإشتراكية الوحيدة موجودة فى عالم لا تزال تسيطر عليه الإمبريالية – قام ستالين ببعض الأخطاء . و إلى درجة معبّرة يمكن تفسير ذلك بواقع أنّه لم يكن يوجد مثال سابق تاريخي لهذه المهمّة ، لا تجربة سابقة ( و أخطاء سابقة ) للتعلّم منها . هذا من جهة و من جهة أخرى ، كما لخّص ماو ، بعض أخطاء ستالين و منها أخطاء فى مجال الإقتصاد السياسي و السياسة الإقتصادية والبناء الإشتراكي، كانت إفرازا وتعود بدرجة كبيرة إلى إخفاق ستالين فى التطبيق الشامل للمادية الجدلية لمعالجة المشاكل ومنها عديد المشاكل الجديدة حقّا . "
( " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " ، ص 89-90 بالأنجليزيّة / بمكتبة الحوار المتمدّن منشورة فصول من هذا الكتاب بالعربية ، ترجمة شادي الشماوي ).
و سيكون خطأ فادحا للغاية أن ننكر الجانب الإيجابي لستالين و نرفض رفع راية دوره التاريخي ككلّ . و سيكون كذلك خطأ فادحا للغاية أن نستهين بأخطائه أو نرفض نقدها نقدا صريحا . و كما نعلم ، تحدّث ماو عن أخطاء ستالين على أنّها تمثّل " 30 بالمائة " من الدور الكلّي لستالين . لكن عندما تكلّم ماو عن المضمون الفعلي لهذه " 30 بالمائة " من الجلي أنّه لم يكن يتكلّم عن أخطاء هيّنة بإنعكاسات طفيفة . و من الأشياء التي صرّح بها بشأن الجانب السلبي لستالين :
أنجزت الثورة الصينيّة بالسير ضد إرادة ستالين ! " لو إتّبعنا مناهج وانغ مينغ ، أو بكلمات أخرى مناهج ستالين ، ما كانت الثورة الصينيّة لتحقّق الظفر . و لمّا حقّقت ثورتنا الظفر ، قال ستالين إنّها خدعة . و لم ندخل معه في جدال نو حينما خضنا غمار حرب مقاومة أمريكا و دعم كوريا ، سرعان ما غدت ثورتنا ثورة حقيقيّة ( في رأيه ) ". ( ستوارد شرام ، " ماو تسى تونغ يتحدّث على الشعب " ، " أحاديث تشانغتو " ، ص 102-103 ).
" لقد شعُر ستالين أنّه إقترف أخطاء في التعاطى مع المشاكل الصينيّة ، و لم تكن أخطاء بسيطة . إنّنا بلد كبير يعدّ سكّانه عدّة مئات الملايين ، و قد عارض ثورتنا و إفتكاكنا للسلطة ". ( شرام ، ماو ، " أحاديث حول مسائل فلسفيّة " ، ص 217).
و بينا أقرّ بالمكاسب العظيمة لستالين في قيادة مشركة الفلاحة السوفياتيّة ، كان ماو في الوقت نفسه ينقد بصرامة المظاهر الهامة لسياسة ستالين تجاه الفلاّحين و تأثير ذلك على العلاقات ( التناقضات ) بين العمّال و الفلاّحين نو بين الصناعة و الفلاحة ، و بين المدينة و الريف . و إليكم كيف وصفت ذلك النقد في " كسب العالم ..." :
" مثلما وضع ذلك ماو ، تريدون من الدجاجة أن تعطيكم بضا لكنّكم لا تغذّونها ؛ تريدون من الحصان أن يعدو لكنّكم لا تقدّمون لها العلف و هكذا . في الأساس ، اخذوا قدرا كبيرا من الفلاحّين كقاعدة لبرنامج التصنيع الخطير جدّا و في الوقت نفسه كانوا ينجزون مشركة الفلاحة بسرعة و على نطاق واسع ؛ لقد كان هذا حزمة برنامجيّة للتحويل الإشتراكي . و مرّة أخرى ، النقطة هنا ليست المضيّ عميقا و بصفة شاملة في تحليل هذا ، و إنّما هي هنا الإشارة إلى الحاجة إلى المزيد من التحليل عمقا و شمولا لكلّ هذا . في التعليقات و النقد اللذين صاغهما ماو في مواقع مثل " العشر علاقات الكبرى " و بصفة متّسقة عبر المؤلّف الخامس الرسمي ( الآن ) من مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة و كذلك في النصوص المجمّعة من قبل السي آي آي " " منوّعات من فكر ماو تسى تونغ " و في مجموعة نصوص " الرئيس ماو يتحدّث إلى الشعب " ، هناك نسيج متّسق من النقد للسياسة السوفياتيّة تجاه الفلاّحين. إذا أردنا أن نضع ذلك بطريقة قاسية ، على درجة ذات دلالة، أنجزوا التصنيع على كاهل الفلاّحين و في الوقت نفسه قاموا بمشركة الفلاحة . "
( " كسب العالم ..." ، مجلّة " الثورة " ، عدد 50 ، ص 19 ).
و كذلك نقد ماو ستالين لتشديده المبالغ فيه على التقنية و التدريب على التقنية و عدم التشديد بما فيه الكفاية على التعويل على إطلاق مبادرة الجماهير في إنجاز البناء و التحويل الإشتراكيين للإقتصاد . مثلا ، عند التعليق على كتاب ستالين " القضايا الإقتصاديّة للإشتراكية في الإتّحاد السوفياتي " ، قال ماو : " يركّز ستالين على التكنولوجيا و الكوادرالتقنيّين . إنّه يهتمّ بالتقنية و الكوادر فحسب و يتجاهل السياسة والجماهير ."
( ماو ، " نقد للإقتصاد السوفياتي ، " حول " " القضايا الإقتصاديّة للإشتراكية في الإتّحاد السوفياتي " ، ص 129 بالأنجليزية / بمكتبة موقع الحوار المتمدّن تجدون نقد ماو لكتاب ستالين ضمن كتاب ترجمه و قدّم له شادي الشماوي وعنوان " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية ( نقد لكتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي" و لكتاب الاقتصاد السياسي، السوفياتي ").
و يرتبط هذا بتوجّه أعمّ لخّصه ماو : نزعة ستالين على التعويل على الإجراءات الإداريّة بدلا من التعويل على و تعبأة الجماهير . و أكّدت هذه النزعة نفسها و صارت بارزة أكثر بقدر ما تعزّزت قيادة ستالين و بقدر ما حقّق الإتّحاد السوفياتي مكاسبا في البناء الإشتراكي . و كما وضع ذلك ماو : " حينذاك [عشرينات القرن العشرين ] لم يكن لستالين شئ آخر يعوّل عليه سوى الجماهير لذلك طلب إستنهاض الحزب و الجماهير . ثمّ لما حقّقوا بعض الإنتصارات ، أصبحوا أقلّ إستنادا إلى الجماهير " ( أنظروا كتاب " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " ، ص 147 ) .
و اعتقد أنّه علينا لفت الإنتباه إلى واقع أنّ نزعة ستالين نحو " أعلى أسفل " غدت بازة جدّا ى طريقة محاولته جلب الإشتراكيّة إلى شرق أوروبا عقب الحرب العالميّة الثانية .
أثناء مسار تلخيص إنتصار التحريفيين و إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي عقب وفاة ستالين ، أنجز ماو تحليلا رياديّا بانّ في المجتمع الإشتراكي ، حتّى بعد أن تكون ملكيّة وسائل الإنتاج وقعت مشركتها في الأساس ، تظلّ هناك طبقات و يظلّ هناك صراع طبقي و أكثر محوريّة يظلّ هناك التناقض العدائي و الصراع العدائيّ بين البروليتاريا في السلطة و البرجوازيّة التي لا تزال موجودة و بإستمرار يعاد إنتاجها جرّاء التناقضات العامة للمجتمع الإشتراكي . و كان هذا في تضارب مباشر مع ستالين الذى صرّح أواسط ثلاثينات القرن العشرين بأنّ التناقضات الطبقيّة العدائيّة قد إضمحلّت في الإتّحاد السوفياتي . ( أنظروا مثلا ن تقرير ستالين " حول مشروع دستور الإتّحاد السوفياتي " ، سنة 1936 و تقريره للمؤتمر 18 للحزب الشيوعي للإتّحاد السوفياتي سنة 1939 ). و قد كان هذا خطأ جدّيّا للغاية من قبل ستالين و كان ينحو نحو إلحاق الضرر بالبروليتاريا في خوض الصراع الطبقي ضد البرجوازيّة في المجتمع السوفياتي – البرجوازية الموجودة موضوعيّا .
و لهذا صلة بنزعة ستالين نحو خلط ما أحال عليه ماو من نوعين مختلفين من التناقضات في المجتمع الطبقي- التناقضات بين الشعب و العدوّ و تلك في صفوف الشعب ذاته . و التناقضات الأولى ، قال ماو ، عدائيّة و يجب التعاطى معها بطرق دكتاتوريّة . و التناقضات الثانية ، تناقضات في صفوف الشعب ، ليست عدائيّة و يجب التعاطى معها بوسائل ديمقراطية – عبر الصراع الإيديولوجي و النقد و النقد الذاتي و ما إلى ذلك .
إنّ نزعة ستالين نحو الخلط بين هذين النوعين المختلفين جوهريّا من التناقضات كانت تعنى أنّ طرق القمع و الدكتاتوريّة كانت مستعملة ضد الذين لم يكونوا أعداءا بل كانوا ببساطة أخطؤوا أو كانوا ببساطة يعبّرون عن إختلاف مع سياسة الحكومة السوفياتيّة . و في الوقت نفسه ، و بالعودة إلى العلاقة بواقع أنّ ستالين أخفق في الإقرار بتواصل وجود ( و إعادة إنتاجها المستمرّة ) للبرجوازيّة داخل المجتمع الإشتراكي ، كان ستالين ينزع بصورة مبالغ فيها نحو رؤية المعارضة على انّها في الساس خارجيّة – على أنّها مسألة عملاء إمبرياليّة ينشطون داخل الإتّحاد السوفياتي . و قد ساهم كلّ هذا في إيجاد وضع حيث ، من جهة ، هدف القمع و الدكتاتوريّة كان ينزع إلى أن يكون أوسع من اللازم – بما في ذلك ليس الأعداء الفعليّين فحسب ، الذين كان ينبغي قمعهم ، و إنّما أيضا أشخاص و مجموعات من صفوف الشعب و كان من الخطأ قمعهم – و من الجهة الأخرى ، الصراع الطبقي الحيوي ضد القوى البرجوازيّة الفعليّة الموجودة و التي يعاد إنتاجها بإستمرار داخل المجتمع الإشتراكي ذاته لم يتمّ خوضه بالطريقة الصحيحة و القويّة التي كان يجب أن يخاض بها . و مرّة أخرى ، هناك نزعة نامية لعدم التعويل تماما على الجماهير – في كلّ من التعرّف على و قمع الأعداء الفعليّين و خوض الصراع لمعالجة التناقضات في صفوف الشعب نفسه .
و في إرتباط بكافة هذه الأخطاء ، ثمّة بعض نزعات نحو التخشّب و المقاربة الميكانيكيّة للمشاكل في نظرة ستالين ومنهجه. و قد وضع ماو ذلك بالأحرى بقوّة . " كان لدي ستالين قدر هام من الميتافيزيقا و قد علّم عديد الناس إتّباع الميتافيزيقا " ( ماو ، " محادثات في ندوة الكتّاب العامّين للمقاطعات و البلديّات و لجان الحزب لمناطق الحكم الذاتي " ، أعمال ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الخامس ، ص 367 ) .
ولهذا صلة بنزعة ستالين نحو التأكيد الإحادي الجانب على" الوحدة الصمّاء ". وقد حاجج ماو ضد هذا النوع من النظرة : " الحديث طول الوقت عن الوحدة الصمّاء و عدم الحديث عن الصراع ، ليس ماركيّة – لينينيّة ". ( ستوارد شرام ، " ماو تسى تونغ يتحدّث على الشعب " ، " أحاديث تشانغتو " ، ص107). و في حين أنّ ماو لا يحيل بصفة خاصة في هذا الموقف الخاص ، من الواضح أنّ هذا النقد ينطبق على نظرة ستالين و منهجه – و بالأخصّ في سنواته الأخيرة عندما كان الإتّحاد السوفياتي قد " حقّق بعض المكاسب " و " أصبحوا أقلّ تعويلا على الجماهير " كما وضع ذلك ماو . و يرتبط هذا بواقع أنّه أثناء السنوات الأخيرة لستالين خاصة، أضحت الأمور بالأحرى " باردة " في الإتّحاد السوفياتي و قد وقع جدّيا حنق المبادرة . و لنقارن هذا بكامل روح ماو الذى يقول " كلّما أمسى الذهن متصلّبا ، صار الأمر خطيرا "، و " إن لم تملك روحا إنتصاريّة من الخطير جدّا أن تدرس الماركسيّة – اللينينيّة ". و يمكن أن نقول إنّ ستالين كان يملك هذه الروح إلاّ أنّها تلوّثت نوعا ما " . و كما قال ماو: " إنّ كنت واقعيّا بشكل مبالغ فيه ، ليس بوسعك كتاب الشعر ".( ستوارد شرام ، " ماو تسى تونغ يتحدّث على الشعب " ، " أحاديث تشانغتو "، ص 110، 115 ، 123 ). و أودّ إضافة ، في ذات السياق، إنّه إن كنت لا تملك روحا شعريّة – أو على ألقلّ جانبا شعريّا – من الخطير جدّا بالنسبة لك أن تقود حركة ماركسيّة أو أن تكون قائد دولة إشتراكيّة .
وإلى نقد ماو هذا لستالين ، أضاف حزبنا نقدا صارما للجبهة المتحدة ضد الفاشيّة التي تبنّتها الأمميّة الشيوعية ( الكومنترن) سنة 1935 و الخطوط و السياسات ذات الصلة لستالين في تكريس جبهة متّحدة مع الإمبرياليين " الديمقراطيّين " ضد الكتلة الإمبرياليّة الفاشيّة المتكوّنة من ألمانيا و إيطاليا و اليابان في الحرب العالميّة الثانية . و بعض أخطاء ستالين زمنها كانت حقّا بالأحرى فادحة و يمكن أن توصف بصفة الإنتهازيّة – و من ذلك الدعوة إلى الشوفينيّة الروسيّة الكبرى و للوطنيّة المرتبطة بعدد من الأشياء الرجعيّة ، كالنظام البطرياركي / الأبوي و " العلاقات التقليديّة " بين الرجال و النساء ( و كان ذلك خلال الفترة المؤدّية إلى الحرب العالميّة الثانية حيث وقع الإنقلاب على القانون السوفياتي حول الإجهاض الذى أضحى غير قانوني ، لذكر مثال له دلالته ). إنّ هذه الإنحرافات الجدّية عن مبدأ الماركسيّة – اللينينيّة تقفز من صفحات خطابات ستالين " حول الحرب الوطنيّة الكبرى " ، و قد قمت بتحليل تفصيلي مطوّل نوعا ما في " كسب العالم ..." ، و في غيره من المواضع ، للأخطاء الجدّية التي تطال المبدأ في خطّ الجبهة المتّحدة ضد الفاشيّة ، لذا من غير الضروري التوغّل في هذا بشكل مطوّل اكثر هنا .
من الضروري ، طبعا ، عند القيام بمثل هذا النقد الصارم ، أن نبقى في ذهننا الوضع الموضوعي و الضرورة القصوى و الرهيبة جدّا التي كان يواجهها الإتّحاد السوفياتي – حينها الدولة الإشتراكية الوحيدة في العالم و كان محاصرا من كافة الجوانب بدول إمبرياليّة عدوانيّة و حلفائهم و كان مضطرّا إلى التعاطى مع غزو كثيف من ما كانت ، في بداية الحرب العالميّة الثانية ، أعتى قوّة و على ما يبدو حينها قوّة لا تقهر ، قوّة مسلّحة إمبريالية – ألمانيا النازيّة . و هنا ليس بوسعى إلاّ أن أضيف أنّ عند قراءة قصص عن الحرب العالميّة الثانية ، لا سيما المعارك على الجبهة الروسيّة مع الجيوش النازيّة ، نعثر على قصص لا تصدّق لكيف أنّ جنودا من الجانبين ماتوا جراء أشياء مثل الخروج في الشتاء الروسي القاتل لقضاء حاجياتهم الطبيعيّة و تجمّدت تماما أجسادهم حدّ الموت ز و يمكننا أيضا أن نذكّر بقصص وروايات مثيرة للغاية للجماهير الشعبية التي لقيت الموت جوعا و بالآلاف و بمئات الآلاف من المدنيّين السوفيات الذين لقوا حتفهم في الحرب نتيجة مباشرة للقصف بالقنابل و ما إلى ذلك. و عنما نطالع هذه الروايات نحصل على شعور مثير جدّا عن الضرورة الرهيبة هنا و عن انّ ستالين و الإتّحاد السوفياتي كانا يواجهانها ، نغدو في منتهى الغضب تجاه الذين ينقدون بلا خجل ستالين دون أن يأخذوا بعين الإعتبار بأي نوع من الطريقة الجدّية الصعوبات الهائلة التي كان عليه التعاطى معها و التي كان يرتئيها في الأفق حتّى قبل إندلاع الحرب العالميّة الثانية .
لكن حتّى متذكّرين كلّ هذا و مسلّمين بواقع أنّ ستالين و الإتّحاد السوفياتي لم تكن لديهما دول إشتراكيّة سابقة من تجربتها بإمكانهم التعلّم – حتّى مسلّمين بتلك الضرورة – لا بدّ من نقد ستالين لأخطائه الجدّية للغاية وفق الخطوط التي أشرت إليها هنا .
و بطبيعة الحال ، اكثر ضرورة الحفاظ على التمييز الجوهري بين نقدنا لستالين و الحالات غير المبدئيّة و العديدة التي لا أساس لها تماما من تشويهات الرجعيين لستالين و " الستالينيّة ". إنّ نقدنا مختلف جوهريّا عن نقدهم – نقدنا نقد ثوريّ ، قائم على وجهة نظر البروليتاريا و ليس على وجهة نظر البرجوازيّة و الإمبرياليين و الرجعيين . إنّنا نقوم بنقد لأخطاء ستالين و نقائصه لأنّ هذا ينسجم مع الواقع وهو ضروري لأجل خدمة الثورة البروليتاريّة العالميّة ؛ و نواصل رفع راية الدور التاريخي العام لستالين للسبب نفه تحديدا . إنّه لأمر يستحق التأمّل بجدّية أنّ الذين يتعاملون مع ستالين ، على أنه ،في ميزانهم ، وجه سلبي – أو كشيء قد يكون في البداية أكثر إيجابيّة ثمّ يصبح سلبيّا في ألساس – هم أنفسهم من البداية إمّا يعارضون المصالح الثوريّة للبروليتاريا العالميّة ، أو إرتدّوا إلى مثل هذا الوضع . و بوجه خاص أكثر ، أولئك الذين يحاولون مقاربة الأشياء كماركسيّين لكنّهم ينكرون دور ستالين العام ، ينتهون إلى إشتراكيّين – ديمقراطيّين ( إشتراكيّين في الإسم و ديمقراطيّين برجوازيّين في الواقع ) و ببساطة على ديمقراطيّين برجوازيّين أو بشكل مفضوح أكثر مدافعين رجعيّين عن النظام الإستغلالي . و مثلما أشار ماو بنظرة ثاقبة للغاية في الردّ على الهجمات المشوّهة لستالين و التي تعود إلى 1956 ، عندما يقع الإستغناء عن سيف ستالين ، كما كانوا يفعلون بصورة مفضوحة في الإتذحاد السوفياتي – لن يمرّ وقت طويل قبل الإستغناء عن سيف لينين ( و بإمكاننا أن نضيف ، سيف ماو كذلك ).
أمّا بالنسبة ل " الستالينيّة " ، هنا أيضا يجب أن تكون لدينا مقاربة نقديّة جدّا للنقد . و نقصد أنّه يجب أن نميّز بين مظاهر مناهج و سياسات ستالين التي إنحرفت عن مبادئ الماركسية – اللينينيّة و كانت ضارة لمصالح البروليتاريا العالميّة ، من جهة ، و تلك المظاهر من " الستالينيّة " التي تنسجم مع و تعمّق المصالح الجوهريّة للبروليتاريا . و في الواقع ، لا وجود لشيء إسمه " الستالينيّة " علميّا ، فستالين قد دافع عن وفي الأساس قد رفع راية الماركسيّة - اللينينيّة و ليس " الستالينيّة ". لقد إستخدمت هذا المصطلح هنا – و وضعته بين ظفرين للإشارة إلى كي أنّ البرجوازيّة و الرجعيّين يستعلمون عادة هذا المصطلح ، " الستالينيّة " ، لوصف أي شخص أو أي شيء يتماثل بصفة صحيحة أم خاطئة مع قيادة و تأثير ، مع الإرث التاريخي لستالين في بناء الإشتراكيّة و بناء الأحزاب الشيوعيّة و عموما في تجربة الحركة الشيوعيّة العالميّة . حينما يهاجم افمبرياليّون و التحريفيّون و مجانين رجعيّون آخرون " الستالينيّة " ، فإنّهم يدمجون في هذا الهجوم ممارسة سلطة الدولة من قبل البروليتاريا و الدور المركزي و الحيويّ لدولة البروليتاريا في بناء نظام إقتصادي إشتراكي و يدمجون الدور القيادي للحزب الشيوعي ن الحزب الطليعي للبروليتاريا . و عندما نشاهد الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين و الخطّ الأساسي لماو و منهجه يتعرّضون للهجوم على أنذهم " ستالينيّون " كذلك ، ندرك أنّ هناك نهائيّا أشياء هامة جدّا حول " الستالينيّة " يجب أن نرفع رايتها !
في خاتمة هذه النقطة ، من الصحيح و الضروري ، من وجهة نظر تاريخيّة ن أن نرفع راية الدور العام لستالين و أن نتصدّى للهجمات المشوّهة له و أن نردّ بحيويّة على هجماتهم على الشيوعيّة تحت غطاء هجمات على " الستالينيّة ". لكن، في الآن نفسه ، من الصحيح و الضروري أيضا التعلّم من ليس من المكاسب فقط بل أيضا من الأخطاء الجدّية جدّا لستالين – و أكثر من ذلك ، أن نبذل قصارى الجهد حقّا لتفادى تكرار مثل هذه الأخطاء .
تكرار " تجربة ستالين " ليس ما تحتاجه البروليتاريا العالميّة – ليس إرتقاء كافيا بالأهداف . تتقدّم الأشياء بشكل لولبي . و التجربة التاريخيّة للإتّحاد السوفياتي و الحركة الشيوعيّة العالميّة في ظلّ قيادة ستالين ، بمظاهرها الإيجابيّة و السلبيّة ، جزء من الخلاصة التي توصّلنا لها ، هي جزء من الخلاصة المكثّفة لتلك التجربة المندمجة في إيديولوجيّتنا ، الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة .
و مثلما أكّدنا في التبنّى الرسميّ للماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة بإعتبارها إيديولوجيّتنا و في تلخيص مظاهرها الأاسسيّة ، هذه الإيديولوجيا " ليست جمعا كمّيا لأفكار ماركس و لينين و ماو (و أيضا ليس المقصود أن كل فكرة أو سياسة أو تكتيك خاص إتخذوه أو دافعوا عنه خالية أو خال من الخطإ )" بالأحرى الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " توليف التطوّر ، و بصورة خاصة الإختراق النوعي الذى توصلت إليه النظرية الشيوعية من تأسيسها على أيدى ماركس إلى يومنا هذا . لهذا السبب و بهذا المعنى ، مثلما قال لينين عن الماركسية ، هي كلّية الجبروت لأنها صحيحة ." ( تقرير اللجنة المركزيّة لسنة 1988 ، وثيقة " الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " المنشورة في جريدة " العامل الثوري " عدد 470 ، بتاريخ 29 أوت 1988 / هذه الوثيقة بأكملها أوردها شادي الشماوي في كتاب " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينيّة – الماويّة " ، مكتبة الحوار المتمدّن على الأنترنت – المترجم ).
يجب أن نمضي قدما على هذا الأساس و بهذه الروح ، و نستهدف ليس فقط تكرار الماضي و إنّما البناء على أساسه كي نبلغ قمما أعلى حتّى .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رؤية نقدية لن ينام بسببها فؤاد النمري الليلة
محمد البدري ( 2020 / 12 / 26 - 20:48 )
يركّز ستالين على التكنولوجيا و الكوادرالتقنيّين . إنّه يهتمّ بالتقنية و الكوادر فحسب و يتجاهل السياسة والجماهير
نزعة ستالين على التعويل على الإجراءات الإداريّة بدلا من التعويل على و تعبأة الجماهير
وإلى نقد ماو هذا لستالين ، أضاف حزبنا نقدا صارما للجبهة المتحدة ضد الفاشيّة التي تبنّتها الأمميّة الشيوعية ( الكومنترن) سنة 1935 و الخطوط و السياسات ذات الصلة لستالين في تكريس جبهة متّحدة مع الإمبرياليين - الديمقراطيّين - ضد الكتلة الإمبرياليّة الفاشيّة المتكوّنة من ألمانيا و إيطاليا و اليابان في الحرب العالميّة الثانية . و بعض أخطاء ستالين زمنها كانت حقّا بالأحرى فادحة و يمكن أن توصف بصفة الإنتهازيّة
مظاهر مناهج و سياسات ستالين التي إنحرفت عن مبادئ الماركسية – اللينينيّة و كانت ضارة لمصالح البروليتاريا العالميّة
ثمّة بعض نزعات نحو التخشّب و المقاربة الميكانيكيّة للمشاكل في نظرة ستالين ومنهجه
و قد كان هذا خطأ جدّيّا للغاية من قبل ستالين و كان ينحو نحو إلحاق الضرر بالبروليتاريا في خوض الصراع الطبقي ضد البرجوازيّة في المجتمع السوفياتي – البرجوازية الموجودة موضوعيّا

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي