الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية اللعبة وثورة تشرين

عبد الستار الخفاجي

2020 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


نظرية اللعبة:Game Theory ارتبطت أساساٌ الرياضيات والاقتصاد منذ مولدها على يد العالم الامريكي جون فون. وطورها بعد ذلك عالم الرياضيات جون ناش(John Nash) الذي أوجد مايعرف توازن او متزنة ناش (Nash Equilibrium )، أساس النظرية ان هناك عاملان او شخصان (لاعبان)يؤثر احدهما على الاخر او ما يسمى بالتأثير المتبادل بين الطرفين. وأنها وسيلة من وسائل التحليل الرياضي لحالات تضارب المصالح للوصول الى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ القرار في ظل الظروف المعطاة لأجل الحصول على النتائج المرغوبة.
أثناء أزمة الصواريخ الكوبية لعب خروشوف وكندي لعبة كان بالإمكان ان تبيد البشرية ان تمت اللعبة بشكل خاطئ مع هذا التطبيق تكون نظرية اللعبة علاجا شاملا.
بعد ان تم تطبيق السلوك الأفضل الذي نحصل عليه بالفائدة للجانبين . الحل الأمثل افضل لي وله لنستفيد كلانا.
كما ان من أولى التطبيقات لنظرية اللعبة في العلاقات الدولية وخلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية من جهة والولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية من جهة اخرى. كان كسينجر يحضر النشاطات والمؤتمرات فيما يخص نظرية اللعبة او الألعاب واستفاد منها كثيرا محاولا تطبيق بعض اولياتها في المفاوضات بين أمريكا وفيتنام ، لقد كان المعسكرين يمتلكون ترسانة نووية وان حدث اَي نزاع فكل جهة تدمر الجهة الأخرى وهو ما يسمى بـ نظرية التدمير المتبادل المؤكد ( Mutually Assured Destraction).
عند تطبيق نظرية اللعبة على العلاقات الدولية تنقسم الى نوعين :
العاب ذات نتيجة صفرية.
ألعاب ذات نتيجة غير صفرية.
ومثال النتيجة الصفرية الوضع الذي نتج عن الحرب العالمية الثانية وأسفر عن هزيمة دول المحور امام الحلفاء .
في حين غير الصفرية ما ينتج عنها ان الطرفين أما يخسران معا او يكتسبان معا ومثال ذلك ينطبق على الحرب العراقية الإيرانية حيث كان الطرفين خاسرين بكثرة عدد القتلى والجرحى وتدمير البنى التحتية للدولتين .
مارتن سوبيك (Martin Shubik)عرٌف نظرية اللعبة في العلاقات الدولية "طريقة لدراسة صناع القرار في حالات الصراع".
في حين أضاف اليها توماس شيلينج(Thomas Schilling
“ انها نظرية معنية بمواقف يكون أفضل سلوك او حركة يقوم بها اللاعب معتمدا على قدرته على توقع سلوك او حركة الطرف الاخر.”
توماس شيلينج ركز في بداياته على أهم قضايا الستينات وهي منع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة من التحول إلى “حرب ساخنة”. وِفي كتابه الرائع “استراتيجية الصراع The strategy of conflict”، قام شيلينج بتطبيق نظريات اللعبة على موضوع الحرب النووية، وناقش في أحد فقرات هذا الكتاب الصراع الأمريكي السوفييتي في صورة مباراة مبارزة بين طرفين. وكتب أنه إذا كان طرفا هذه المباراة متأكدين أن كليهما سيبقى حيا لفترة تكفي لرد ضربة الآخر بقوة مماثلة مهما كانت مميتة وإصابته دون وجود ما يمنع للوصول إلى هدفك، فما هي الميزة التي ستعود عليك إذا و ّجهت الضربة الأولى إذا كنت على يقين أن الآخر سيردها لك بنفس القدر المميت. ربما يكون في هذه الحالة من الأفضل أن تدمر سلاح الخصم إذا استطعت، ويعد ذلك تضربه دون أن تخشى شيًئا، وربما أيظا تكون أفضل استراتيجيةن لدى الخصم هي حماية سلاحه الذي يتيح له الرد في حالة تلقى هو الضربة الأولى. وتطبيًقا لهذا على الواقع، فإن الهدف من أي نظام لتجنب أي هجوم مفاجئ يجب أن يضع في مقدمة أهدافه حماية السلاح ثم الناس. ويعني هذا أنه لبناء استراتيجية ردع قوية وفاعلة ضد الضربة الأولى التي يمكن أن تؤدي إلى مصرع الملايين من البشر، فإن الحكومة الأمريكية تحتاج إلى الدفاع عن أسلحتها أوًلا ثم يأتي مواطنوها في المرتبة الثانية ولا يعني هذا أنك تتبنى سياسة تعتبر السلاح أهم من أرواح البشر، وحجتهم أنت في الواقع توفر أفضل حماية لهم.
وجود مجموعة من اللاعبين قد يكونوا طرفين أو أكثر تدور بينهم لعبة تسود فيها مجموعة من القواعد يتبعها جميع الأطراف من اجل الفوز وطبعا يمكن أن يكون جميع الأطراف فائزين في بعض المباريات، لذا فان هناك من يربح وهناك من يخسر، ويحاول اللاعب الذي يدرك أن حظوظه في اللعب ليست جيدة أن يختار استراتيجية تحقق له اقل قدر من الخسائر .
عندما دخل السوفيات الى أفغانستان استدعى كارتر مستشار الأمن القومي بريجنسكي وسأله عن السياسة الواجب اتباعها في ذلك الظرف فأجابه اخراج السوفيات من أفغانستان ، واتخذت امريكا سياسة إنهاك السوفيات ،وبعد عشر سنوات انسحب السوفيات من أفغانستان بعد ان استنفذت مصادرهم وإرادتهم بسبب الخسائر . لم يكن هناك نصر او هزيمة لأحد الطرفين وإنما انسحب احد اللاعبين.
بعد سقوط جدار برلين ، أعلنت امريكا نهاية الحرب الباردة معلنة النصر على السوفيت! وحسب قواعد اللعبة هذا لم يكن صحيحا وإنما كان هو انسحاب احد اللاعبين من تلك اللعبة ، وثم ظهور لاعبين جدد.
في حالة حدوث نزاعات او خلافات داخل الدولة يمكن اللجوء الى السلطات الحاكمة في هذه الدولة او من تعوضه (الشرطة، الجيش او الأمن) لحل الخلافات ولرد الحقوق والحفاظ على النظام . طرفي اللعبة اثناء ثورة تشرين. هي الحكومة وادواتها من الجيش والأمن والشرطة وقد يضاف اليها ماسمي بالطرف الثالث الذي ساعد في اغتيال عدد كبير من المتظاهرين واللاعب الثاني هم المتظاهرين.
في مثالنا هذا استخدمت السلطة اول الامر القوة المفرطة مما أدى الى وقوع اكثر من 600 شهيد وجرح الألوف من المواطنين ، وأدى ذلك الى سقوط حكومة عادل عبد المهدي ، وبما ان هذه الاجرائات لم تجبر الثوار على الانسحاب بدأت الحكومة البديلة بتطبيق بنصيحة بريجنسكي لكارتر باستخدام استراتيجية استنزاف المصادر والارادة لثوار تشرين، وأخيرا دخل على الخط لتنفيذ هذه الاستراتيجية مقتدى الصدر مستخدما تياره للانقضاض على الثورة. انها كانت نهاية شوط ولَم ينسحب اللاعب الآخر ثوار تشرين بل بدا شوط اخر وتكتيك جديد كما أضاف لقوة اللاعب المظاهرات والاحتجاجات في كردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ