الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السليمانية ..

مروان صباح

2020 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


/ التطورات الأخيرة خير كاشف للمنابت هذا الاحتشاد المبهم ، وأن الصراعات الراهنة توفر مأذونية غزيرة لمعرفة ما تفكر به القوى الكبرى ، في مقابل ، هناك عالم بأسره يقف متفرجاً على معاناة مفتوحة ، تتعاظم من يوم النكبة إلى يومنا هذا ويستمر صانعها بالسير نحو تحقيق أهدافه بإرادة جبارة ، ولقد بدأ التنقيب اليهودي في فلسطين بهدف البحث عن بقايا الهيكل أواخر القرن التاسع عشر واستمر بشكل متقطع حتى إحتلت إسرائيل القدس والضفة الغربية في عام 67 من القرن المنصرم ، وبفضل ذلك إرتفعت وتيرة الحفريات والتى سمحت للحكومة الإسرائيلية بناء مدينة كاملة تحت الأقصى تحديداً وايضاً على إمتداد حدود مدينة القدس القديمة ، لكن السؤال الذي ظل يهتز في رأسي ردحاً من الدهر إلى أن تبين لي أن الحفريات صحيح تبحث عن الهيكل ، لكن مقاصد اليهودي ومفهوم الهيكل لديه تختلف عن ما يعتقدونه الآخرين من البشرية ، فالحكاية ليست أحجار أو آثار كما جرت العادة في العالم ، بل في الواقع ، تشير المعلومات أنهم يبحثون عن خزائن النبي والملك سليمان وتلك القوة الفذة والوحيدة التى كان يمتلكها ، فدولة الملك سليمان بن داوود تحولت إلى قوة علمية وعسكرية واقتصادية لا مثيل لها على مرّ العصور ، بالطبع ، بفضل التركيبة النادرة التى اجتمعت فيها عناصر مثل الجن والطيور والحشرات والحيوانات بصفة عامة والرياح والماء والشجر عموماً كجزء من حكمه ، وبالتالي سخر اليهود نفوذهم المعرفي بالسحر لإخضاع القوى الكبرى في العالم أو بالأحرى تطويعها لإرادتهم ، كما أشار الدكتور فراس السواح المختص بعلم الأديان والتاريخ في كتابه تاريخ الأديان من السحر ، فالسحر ينقسم إلى أبيض وأسود ، والأسود يصنع للأذى والقتل والسرقة ، أما الأبيض للمنافع والتطبيب والتنبؤ ، وهذا كله له بُعد ضارب في عمق التاريخ وايضاً مرتبط بالتلمود والفرقة التى أسسها اليهود كمذهب وفلسفة اختصت بالسحر الأسود ، يُطلق عليها مدرسة القبلانية في كل من إيطاليا وفرنسا ، وبالتالي تسعى المدرستين منذ ذاك اليوم إلى فكفكت الشيفرات الخاصة لمملكة سليمان والتى مكنته بالتحكم بالجن والشمس والقمر والعلم ، والاحتفاظ بهم بخزائن مجهولة المكان حتى الآن .

خلاصة أخرى تصيب الأصول العقائدية للصهيونية ، المدهش هنا التداخل بين الماضي والحاضر ، فأن شعار من النيل للفرات هو المعنى الحقيقي للمملكة السليمانية السابقة ، ولأن الفارق بين الجنتي اليهودية والسومرية كبير ، عكس ذلك على ديمومة الأولى التى تتمثل بالراعي اليهودي واندثار الأخرى التى تمثلت بالمزارع ، فالثانية أقرب إلى الجنة الإلهية الأبدية التى لا شيخوخة فيها ولا أمراض وخالية من الحيوانات المفترسة وبالتالي طردت من أدبياتها الخلود الأرضي ، أما الأولى قد صاغوها على رغباتهم ، وهذه الصياغة تحولت إلى أدبيات ممنوع المساس بها وتحولت الأرض إلى الخلود ، لهذا ينصب البحث اليهودي بين ثلاثة دول أساسية لمُلّك سليمان ، القدس ودمشق وصرواح ( مآرب ) عاصمة مملكة سبأ في اليمن ، وهذا البحث يعتمد على المعرفية التى تنتجها مدرسة القبلانية من عالم الجن ، لكنهم مازالوا يواجهون صعوبات مختلفة ، ولأن عالم الجن واسع ومهما غاص به الإنسان تبقى معرفته محدودة ومرتهن للمعلومات التى تقدمها هذه المجتمعات ، بل هناك سباق محتدم بين اليهود والفرق الأخرى التى تشرعن التعامل مع الجن ، لأن الجهتان على يقين تام ، بأن من يصل الأول للمملكة السليمانية سيتحكم في العالم .

نَفذت ساعة الرمل منذ هزيمة 67 ، لقد انتقلت إسرائيل من موقع المُحّاصر إلى أن باتت تحاصر المنطقة مائياً ، استطاعت تفكيك الطوق العربي بعد وجودها القوي في القارة الأفريقية ، المجال الاستراتيجي الحيوي، ففي عام 1960م كانت لديها 22 سفارة ، أما اليوم أصبحت تمتلك علاقات دبلوماسية مع 42 دولة بإستثناء البعض ، وبالمساعدة أمريكية وإنزواء العربي عن التمدد في أفريقيا ، سيطرت إسرائيل على بعض المشاريع الري المهمة في منطقة البحيرات وقدمت دراسات تفصيلية ومتطورة لكل من الدولتين زائير ورواندا لبناء ثلاثة سدود ، بل نشطة منذ فترة طويلة على تقديم برامج شاملة لأحكام السيطرة على مياه البحيرات الكبرى ، بالإضافة إلى كل ذلك ، باتت إسرائيل الشريك الاقتصادي الأهم لدول أفريقيا ، هناك تبادل تجاري كبير ، وهذا التسلل يندرج ضمن تحقيق ما يعرف بالأمن المطلق مقابل اللا أمن للدول العربية ، وفي معلومات من طراز آخر يخص ذات الملف ، وكما هو معروف وباختصار يستدعي المقام هنا الإشارة عنه ، قدمت تل ابيب نفسها كنموذج فريد في المنطقة ، الشعب المختار الذي لا سبيل للأفارقة التطور إلا من خلالهم ، وهذا بالطبع عبر مساعدتهم بالتقنية والتنمية والزراعة والصحة والتعليم والاقتصاد ، في المقابل ، ايضاً باتت تقطع بغواصاتها النووية من أدنى البحر الأحمر إلى أقصها وبالتعاون مع الدول المتشاطئة .

الأهم من ذلك وذاك ، في المقابل وتلك عاقبة أشنع بكثير من فرع هنا أو آخر هناك ، لا يبالغ المرء عندما يشير حول دور الكبير وأحياناً الحاسم الذي تلعبه الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا ، تعتبر ثاني أغنى جالية بعد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ، بالفعل من أغنى الجاليات على الإطلاق بين يهود العالم ، بل ايضاً وللتذكير المفيد ، تعتير مساهمات جالية جنوب أفريقيا للخزينة الاسرائيلية بالضخمة والأهم ، وبالتالي منذ قرار الكينست الإسرائيلي باعتبار اللغة العربية لغة خاصة وليست رسمية ، حسب القانون الذي قدمه آفي ديختر عضو الكنيست ورئيس جهاز الشباك السابق والذي بات يُعرف بقانون ديختر ، تحول الفلسطيني بالنسبة للدولة العبرية جزء من السكان التى ترغب بإدراتهم المملكة السليمانية الكبرى في المنطقة ، على الرغم من أن العربية لغة الأم لكثير من اليهود المهاجرين من الدول العربية والذين حرصوا على توارث ابناءهم وأحفادهم العربية إلى جانب العبرية لمعرفتهم بالانفتاح القادم على الوطن العربي ، إذن هذا النوع من الحروب ، تُعتبر واحدة من الحروب التى تحاول إسرائيل كسر التوازن لصالحها كما فعلت بالتفوق العسكري ، خاضت ومازالت حرباً ثقافية أمتدت منذ عام 1922م عندما شكلت مجموعة ضغوط على الاحتلال البريطاني بضرورة إضافة العبربة كلغة رسمية على الأوراق الحكومة وايضاً في المجال التعليم وغيرهما ، وبالتالي أخذ المشرع الصهيوني مدة 98 عاماً لكي يستطيع إنجاز تهويد المكان والإنسان وتكريس في الذهنية العربية أن هذه الأرض ، أرض إسرائيل حتى لو كان ذلك التكريس مقتصر فقط على التعاملات الرسمية ، فإنهم يكتفون بذلك حتى الساعة .

إذن ، المشروع الصهيوني يأخذ الشعب الهيودي رهينة للفكرة التوراتية ولا يعبأ بأي شأن أخر سوى تحقيق الأهداف الكبرى ، وكما أستطاعوا تقطيع المجتمع العربي داخل فلسطين إلى أجزاء ، ايضاً اجتثت الصهيونية ذاك الانتماء القومي والحضاري من الحياة اليومية ، وبقى الانتماء مقتصر على اللفظ ، وبالتالي كما راهنت سابقاً على تهويد القدس وفلسطين ، اليوم تعمل على إدخال اللغة العبرانية بين المجتمعات العربية من خلال الانفتاح عليهم اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً وسياسياً ودبلوماسياً ، وهذا حصل تماماً عندما جزأت الفلسطينين إلى أجزاء ومن ثم أعادت ربطهم عبر إدارتها وثقافتها ، لقد استطاعت الصهيونية تسجيل ضربات مهمة للغة العربية بين الأجيال الناشئة وجعلتها من الخليط الثقافي ، فلغة الأم انحسرت على الماضي ( التاريخ ) ، أما العبرية أصبحت الحديثة والمتجددة بحكم إنتاج التكنولوجيا الكثيفة ، وهكذا تراهن مجدداً الصهيونية للوصول لحزائن مملكة النبي والملك سليمان من أجل أن تطبق نموذجها في داخل فلسطين على المنطقة بالكامل لكن هذه المرة بقوة المملكة السليمانية . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة