الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر مرآة الحب

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2020 / 12 / 29
الادب والفن


مع اجراس اعياد الميلاد عاندت وحى الفكر والقلم كطفل صغير..
اردت ان أتأكد ان كان هذا الوحى الذى يتملكنى بين الفينه والفينه ويدفعنى للكتابه رؤيه للانعكاس المتبادل بين الماضى والحاضر كاستشراف لمستقبل , ام مجرد تهويمات وهلاوس عبثيه تنتابنى بسبب جائحه كورونا وما يدور فى عالمنا من احداث وتغيرات من فرط غرابتها تبدو عند سردها كثرثرات فى عالم ضبابى غير معقول..
عالم الماتركس و شبكات الانترنت الذكيه اصطناعيا التى بدأت مع ال 5 جى ..
عصيت وحى قلمى وتوقفت عن كتابه ما يرد على رأسى من خواطر رغم ان بعضها كان من النوع الذى قلما يجود الزمان به على امثالى..
قلت فى نفسى حازما : اسمع ايها الوحى لن ادون لك شيئا آخر وانشره على الناس حتى اتأكد من انك لست مسا من الشيطان ..لقد انسقت ورائك وخضعت لسلطانك واخذت ادون وانشر كل ما تمليه على دون رويه , ولا اخالنى ربحت شيئا منك بل على العكس جلبت على المشاكل واورثتنى خصومات ما كان اغنانى عنها لو كنت حصيفا..
فرد الوحى رجع صدى فكرى : ألم تغرم منذ صغرك بالادب والفن وتمنيت ان تكون مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم..
قلت فى نفسى : نعم لكنك بدلا من ان تلقى فى خاطرى روايه رومانسيه او مسرحيه شعريه اجدك تدفعنى الى دروب شائكه خطيره من كتابات اختلط فيها الحابل بالنابل وامتزج الدين بالسياسه والفن بالاقتصاد وحريه التعبير بعالم الماتركس والذكاء الاصطناعى..
فرد الوحى مدافعا عن نفسه : انا لم اقل لك شيئا غير تدوين ما تراه من حولك من احداث لان الدنيا كما يقولون مسرح كبير.. لكن ذهنك رفض ان يدونها كصوره فوتوغرافيه بل اخذ يعكس هذا الواقع على نفسه ورؤيته وفلسفته فجائت كتاباتك كلوحه سيرياليه مبعثره السرد متصله المضمون.. فالذنب ليس ذنبى انا الوحى بل ذنب ذهنك انت..
فقلت منفعلا : على ذكر الرسم واللوحات الفنيه , انت تعرف انى اغبى الناس فى هذا المضمار ومع ذلك ورطتنى مع فان جوخ اشهر الرسامين , سامحك الله..
ضحك الوحى ملء شدقيه قائلا : لا تنزعج كثيرا من جهلك أو غباءك أذا حماك من ان تجن.. ألا ترى الدول من حولك تتحارب وتتقاتل بلا جدوى!! صدقنى ليس هناك من فكره ذكيه تستطيع ان تحوز اعجاب العامه ألا اذا كانت ممزوجه ببعض الجهل والغباء !!
فسئلت مندهشا : هل هذا صحيح أم انك تغرر بى ايها الماكر؟؟
فرد الوحى ببرائه : ابدا..ابدا فما اقول غير حقيقه و لا انطق عن هوى.. هل تعرف مثلا ان اخطر سر فى مجال فن الرسم يبدو فى غايه السخافه والغباء عند سرده..
قلت وانا اخفى اهتمامى بالامر لاستدراجه : أى سر هذا ايها الحكيم ؟
فرد فى نبره العالم ببواطن الامور وخفايا الاسرار: لا احسب مثلك سيصدق ان لوحه الموناليزا الشهيره ليوناردو دافنشى التى حيرت العالم بسر نظرتها التى تلاحق ناظريها وابتسامتها الغامضه..
ماذا؟؟ قاطعت الوحى الذى استطرد : هل تصدق ان تلك المرأه الجميله محيره النظره غامضه الابتسامه التى رسمها دافنشى كانت عمياء , نعم مع الاسف لقد اصيبت بانفصام فى شبكيه العين وبدأت تفقد نظرها تدريجيا..لكن ليوناردو الفنان اقنعها بانها تستطيع قهر العمى من خلال ريشته و رؤيته هو وتخيله وليس واقع مرضها وعندما انهى دافنشى اللوحه كانت المرأه لا تستطيع رؤيه شئ من حولها.. لذلك جاءت نظره الموناليزا بمنظور رؤيه واسع كمن يريد ان يشاهد العالم كله قبل الأظلام الأخير كما جاءت الابتسامه حزينه غامضه تخفى سر العمى المقبل وتسخر من الناظرين.. أرجوك لا تذكر هذا السر حتى لا تثير ضدك معجبى الموناليزا ومحبيها ثم تعود فترمى بالائمه على وحيك الشرير..
فقلت له بصوت هادئ ..وماذا عليك من لوم فى ذلك ايها الوحى ؟ ألم يذكروا فى الأمثال ان مرآة الحب عمياء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا