الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلالة على البلدان والأمم قبل البعثة النبوية في القرن السادس الميلادي المسيحي

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2020 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لكي نعلم واقع الحال للأمم التي كانت تعيش في هذا القرن الذي ولد فيها المهدي المنتظر (محمد رسول الإسلام).....!!
طبعاً حسب نظري ان المهدي المنتظر قد ظهر وهو نفسه محمد الرسول الذين كانوا بانتظار قدومه وقد ظهر فعلاً وهو الذي كان وسيكون نهجه رحمة للعالمين !

1- الامبراطورية الرومانية الشرقية :
وهي المعروفة بالامبراطورية البيزنطية وقد عرفها العرب ب( الروم )

*كانت تحكم دول اليونان والبلقان وآسيا الصغرى وسورية وفلسطين وحوض بحرالمتوسط بأسره ومصر وكل افريقيا الشمالية وكانت عاصمتها القسطنطينية ( استانبول )

* زادت فيها الرشاوي وتضاعفت فيها الضرائب حتى اصبح اهل البلاد يفضلون على حكوماتهم حكومات اجنبية ؟
وظهرت اضطرابات وثورات وقد هلك عام 532م في اضطراب واحد عهد جوستيان الاول 30 الف شخص في قسطنطينية وحدها

* كان الهم الاكبر للمجتمع هو جمع الاموال من اي جهة وانفاقها على الترف حتى وصل الترف الى حد الوحشية فقد كانوا يستمتعون في العاب وميادين تتسع ل80 الف يشاهدون فيها مصارعات بين الرجال والرجال او الرجال مع السباع ويستمتعون عندما ينقض احد على الآخر وكلما كان الآهات والقتل بشعاً كان الترف للجمهور امتع !

* ترسيخ النزعة الدينية بحيث ظهرت الرهبانية وظهر الجدال البيزنطي واصبح الرجل العادي يتدخل في الابحاث الدينية العميقة

* كانت مصر بقرة حلوب للدولة البيزنطية لموقعها الاستراتيجي اما شعبها فكان عرضة للاضطهاد الديني والسياسي والبوؤس والشقاء
اما سوريا فكان مظاهر القوة والعنف يطبق عليها وكانت ولاية مهمة للدولة البيزنطية وان ابناء الشعب تضطر لبيع ابناءها لدفع ديونها بسبب الابتزاز وقوة الحديد والنار عليها لذلك كان مشاهد الرق فيها بيناً


2- الامبراطورية الايرانية الساسانية :

أسسها (أردشير)سنة 224م وكانت أعظم من الدولة البيزنطية مساحة وثروة فقد كانت تحكم من دول فارس واذربيجان وخراسان والعراق واليمن وبعض من الهند وعاصمتها ( المدائن )

* خلفت ديانتهم القديمة ( المزدكية) ديانة الزردشتية الذي ظهر في القرن السابع قبل الميلاد المبنية على الصراع القائم بين إله الخير ( النور ) وإله الشر ( الظلام )

* جاء (ماني ) في القرن الثالث المسيحي لتجديد ديانة الزردشتية ولكنه دعا الى قطع النسل وتحريم النكاح للتخلص من اله الظلام وانتصار النور !
اي لفناء النسل البشري ، كما يفعل البعض بنشر الفساد لتعجيل ظهور المهدي المنتظر !

* ظهور ( مزدك ) في القرن الخامس الميلادي الذي دعا الى اباحة الاموال والنساء , ادى هذا الفكر الى زعزعة المجتمع الايراني وظهور النهب والسلب يقابله التطرف الديني الداعي الى بتر اله الشر ببتر النسل البشري

* ساءت احوال الامبراطورية الايرانية الساسانية في القرن السادس الميلادي فقد كانت تحت رحمة الملوك الذين يحكمون بالوراثة ويرون انفسهم فوق بني البشر وكانوا يخاطبون بكلمة ( الإله )

* كانت موارد البلاد كلها للملوك بحيث ترى في اشعارهم القديمة ما تذهل بها العقول بوصف ثراءهم وكنوزهم والبساط وتاج كسرى وزوجاتهم

* حتى ان ( يزدجر) آخر ملوكهم عندما هرب من الزحف الاسلامي كان معه 1000طباخ مع 1000مغن مع 1000مربي النمور و1000القائم على الملابس والفرش مع الحواشي وكان يعتبر نفسه في حالة يرثى لها
* وأخيراً الصراع بينهم وبين البيزنطينيين كان الشعب هو وقود المعركة مع ابتزازهم وتحقيرهم وأكل اراضيهم وسلب اموالهم وكانوا يتوقون الى من ينقذهم !


3- الهنــــــــــد :

التي كانت قديماً مشهورة بعلوم الرياضيات وعلم الفلك والطب ولكن كل المؤرخون اتفقوا ان القرن السادس الميلادي كان احط ادوار ها دينياً وخلقياً واجتماعياً

* انتشار الخلاعة بشكل فضيع حتى في المعابد واصبح لا عيب فيها لان الدين اضفى لها قداسة وتعبداً !

* المرأة لاقيمة لها فقد كان الرجل يخسر أمرأته في القمار وانتشر عادة رق المرأة نفسها بعد موت زوجها وفاءً لزوجها !

* كثرة المعبودات والآلهة، فكل شيء من الممكن أن يعبد في الهند، فهناك تماثيل لكل شيء، قد يعبدون الأشخاص، والجبال، والأنهار كنهر الكنج الذي يقدسونه، ويعبدون المعادن، ومن أشهر المعادن التي عبدوه:
الذهب والفضة، ويعبدون آلات الحرب كالسيف والدّرع، ومنهم من يعبد آلات الكتابة كالقلم والأوراق، وكذلك الأجرام الفلكية، والحيوانات وأكثر حيوان عُبد وعظم في الهند هي البقرة وما زال إلى الآن،

* الامتياز بالتفاوت الفاحش بين الطبقات وقائمة على احتكار طبقة البرهمية على كل الشعب والتي تم تثبيتها من قبل القوانين الصادرة من ديانتهم القائمة على السلالة والنسب

* اصبح القانون العام ودستور الحياة يقسم الهند الى اربع طبقات
1- طبقة الكهنة (البرهمة )
2- طبقة رجال الحرب ( الشتري )
3- طبقة الفلاحيين والتجار ( الويش)
4- طبقة الخدمة (شودر) وهي احقر طبقة ,,, خلقهم الله من رجله (في معتقدهم ) !!
ليس لهم الا الخدمة للطبقات الثلاثة !!؟وليس لهم حتى التعلم

* وكان مجتمعاً منعزلاً عن العالم منحطاً من كل النواحي تتوق لمن يخلصها من هذا الحضيض فكان الرسالة الخالدة هي المنتظر لخلاصهم !


4- أوروبـــــــــــا :

يقول ألمؤرخين الغربيين مثل البروفسور ثيلي والمؤلف الشهير ليكي وروبرت بريفولت :

* لم تشهد أوروبا فترة أسوء في الجهل والأمية والحروب الدامية كتلك الفترة من القرن السادس الميلادي..

* كانت أجسامهم قذرة لا يستعملون الماء في النظافة ، رؤوسهم مملوءة بالخرافات والأوهام، يكفي أن تشاهد أفلام الإغريق التي تؤرخ لتلك المرحلة لتذهل من كم الخرافات السائدة،

* وكان المثقفون الأوروبيون وقتها منشغلين بمناقشة قضية:
"هل المرأة حيوان أم إنسان؟ وهل تسري فيها روح شيطان أم روح إنسان؟ وهل من حقها أن تمتلك أم أن الأصل هو امتلاكها هي نفسها؟

كانت المرأة في أوروبا ليس لها حق في الميراث.. ولم يكن هناك حد لتعدد الزوجات.. وهنا نريد أن نوضح أن الإسلام كان أول من وضع حداً للتعدد وجعلها أربعة بينما كان التعدد مفتوحاً آنذاك ولا سقف له.

* أما الدين في أوروبا فكان زخماً من الخرافات والأساطير فالإغريق كان لهم إلهاً للحب وإلهاً للحرب وإلهاً للسلم.

أرض كلها وثنية ووهم.. هذه هي الأرض قبل مائة عام من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذه هي صورة العالم عند مولده..…
كان الناس لا يعرفون الله أصلا، هل تتخيل النقلة التي انتقلت إليها البشرية!

يصف أحد المؤرخين هذه الفترة قائلا:
(لم يشهد العالم في تاريخه أسوأ ولا أظلم ولا أكثر يأساً من المستقبل من هذه الفترة)

* يقول المؤرخ الانكليزي الشهير "ويلز":

(كانت أوروبا أشبه بجثة رجل ضخم، مات والجثة تعفنت)هكذا يصف مؤلف كتاب "تاريخ الأخلاق الأوروبية" تلك المرحلة التي سبقت ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم...

هل بدأنا نفهم لماذا قال الله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}


5- العـــــرب:

* نتجه بالكاميرا بعد ذلك صوب الجزيرة العربية، لنرى حال العرب الذين سيخرج منهم النبي صلى الله عليه وسلم..

الوضــع السياسي :

كان الوضع السياسي للجزيرة العربية يوضح أنها قبائل متفرقة، ولا توجد دولة، قبائل لا يجمعها ، كانت كيانات تتصارع وتتقاتل، وتُغير على بعضها، وليس لدى الناس أي إحساس بالأمان، لو قرر أحد السفر من منطقة قبيلته، فقد يأسره قبيلة أخرى وتباع في سوق العبيد.

* الناس في هذا الزمان كانت تخاف السفر، وكان يمكن أن تكون نائماً في حضن قبيلتك، ثم تصحو على قبيلة أخرى تغير على قومك وتقتل الرجال وتأخذ النساء سباياً وتستبيح أعراض من كُنّ حرائر حتى الأمس، وهذا شيء عادي في ذلك الزمان. لدرجة أن الشاعر العربي القديم يقول:
"ونعتدي على بكر أخينا إن لم نجد إلا أخانا".

* ومن أشهر حروبهم حرب داحس والغبراء التي وقعت بين عَبْس من جهة, وذبيان وفزارة من جهة أخرى. وحرب البسوس حتى قيل: لم يكن أشأم من حرب البسوس التي دامت كذا سنة وكانت بين بكر وتغلب. وحرب بُعاث التي وقعت بين الأوس والخزرج بالمدينة النبوية قبيل الإسلام. وحرب الفُجار التي دارت بين قيس عيلان من جهة وبين كنانة وقريش من جهة مقابلة، وسميت حرب الفُجار لأنها وقعت في اشهر الحرم

* لم تكن هناك دولة لها دستور وقوانين تحكم القبائل ، وكانت الحروب مشتعلة لأتفه الأسباب، وكانت القبائل تلجأ للقوى الخارجية من الفرس والروم لنصرتها على القبيلة التي تناصبها العداء، تماماً كما يحدث اليوم.
فامرؤ القيس حين قُتل أبوه، بحث بين القبائل عمن يساعده في الثأر لأبيه فلم ينصره أحد، فذهب إلى قيصر الروم ليستعين به على أبناء جلدته من العرب .....

*قبيلة الغساسنة وقبيلة المناذرة على حدود فارس والروم انسلختا من حيادهما العربي وأصبحتا خادمتين، لمصالح الفرس والروم،
(المناذرة) يحمون فارس، و(الغساسنة) يحمون الروم فقد أقامتا حزاماً أمنياً لحماية الفرس والروم من غارات العرب.. هذا هو الوضع السياسي داخل جزيرة العرب.



من العادات السيئة عند العرب في الجاهلية

1. القمار والمعروف بالميسر، وهذه عادة سكان المدن في الجزيرة كمكة, والطائف, وصنعاء, وهجر, ويثرب, ودومة الجندل وغيرها, وقد حرمه الإسلام بآية سورة المائدة فقال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه المائدة}: الآية:90

2. شرب الخمر والاجتماع عليها والمباهاة بتعتيقها وغلاء ثمنها، وكان هذا عادة أهل المدن من أغنياء، وكبراء وأدباء شعراء، ولما كانت هذه العادة متأصلة فيهم متمكنة من نفوسهم حرمها الله-تعالى-عليهم بالتدريج شيئاً فشيئاً وذلك من-رحمة الله تعالى- بعباده .

3. نكاح الاستبضاع وهو أن تحيض امرأة الرجل منهم فتطهر فيطلب لها أشراف الرجال وخيارهم نسباً وأدباً ليطؤوها من أجل أن تنجب ولداً يرث صفات الكمال التي يحملها أولئك الواطئون لها.

4. وأد البنات وهي أن يدفن الرجل ابنته بعد ولادتها حية في التراب خوف العار. وجاء في القرآن الكريم التنديد بهذا العمل وتقبيحه وذلك بذكر توبيخ فاعله يوم القيامة . قال تعالى من سورة التكوير : {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ؟} التكوير،الآية:9

5. قتل الأولاد مطلقاً ذكوراً أو إناثاً، وذلك عند وجود فقر وحالة مجاعة ، أو لمجرد توقع فقر شديد عند ما تلوح في الأفق آثاره لوجود مَحْل وقحط بانقطاع المطر أو قِلّته. فحرم الإسلام هذه العادة السيئة القبيحة بقوله تعالى :
{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا} (31) سورة الإسراء
فالإملاق شدة الفقر وعِظمه.


6. اتخاذ الحرائر من النساء الأخدان من الرجال وذلك بالاتصال بهم وتبادل الحب معهم في السر وهم أجانب عنهن، فحرم الإسلام هذه العادة بقوله تعالى :
{وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} (5) سورة المائدة.

7. العصبية القبلية وهي مبدأ : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فجاء الإسلام فأمر بنصرة المسلم قريباً كان أو بعيداً، إذ الأخوة المعتبرة هنا هي أخوة الإسلام. ونصرته إذا كان مظلوماً بدفع الظلم عنه، ونصرته إذا كان ظالماً بمنعه من الظلم وحجزه عنه .

8. كانت المرأة تُحرم من الميراث مطلقاً ، فلا نصيب لها فيما يتركه ولدها ، أو والدها ، أو أمها من مال ، ولو عظم ، بل كانوا يعاملونها على أنها سلعة تورث ! وإلى ذلك الإشارة في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً } النساء/ 19 .

9. وكانوا يجبرون النساء على الزواج بمن يكرهن ، أو يمنعونهن من الزواج .

10. وكان الأزواج يعلقون أمر زوجاتهم ، فلا هي زوجة له ، ولا هي تستطيع الزواج بغيره ، ومن ذلك : أنه كان يحرمها على نفسه ، ويجعلها كأمه ، أو أخته ، أو يحلف أن لا يجامعها ، فتصير معلقة ، فجاء الإسلام بتحريم الظهار ، وبوضع أمدٍ لمن أقسم أن لا يجامع زوجته ، وجعل ذلك إلى أربعة أشهر ، فإما أن يكفر عن يمينه ويجامعها ، أو يجبر على تطليقها ، وهو ما يسمَّى " الإيلاء " ، وهو المذكور في قوله تعالى : { لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } البقرة


وأخيـــــرا" .........

من حقنا أن نتسائل لماذا بُعِــث النبي في جزيرة العرب ؟
ولماذا كانت بعثة آخر الانبياء في جزيرة العرب بالذات وختمت النبوة فيها ؟
وكانت الاجوبة بسيطة جداً او ساذجة او كردود فعل متأثرة بالاحداث الاقليمية وتنم عن عدم الدراية الكافية لهذا الدين الذي هو للعالمين وليس لقوم او قبيلة او أرض معينة

والنتائج المنطقية هي :

1- أنّ ألواح قلوبهم كانت صافية ، لم تكتب عليها كتابات دقيقة عميقة يصعب محوها وإزالتها ، شأن الروم ، والفرس ، وأهل الهند ، الذين كانوا يتيهون ويزهون بعلومهم وآدابهم الراقية ، ومدنيّاتهم الزاهية ، وبفلسفاتهم الواسعة ، فكانت عندهم عقد نفسية وفكرية ، أو مستوى فلسفي لم يكن من السّهل حلّها.
أمّا العرب فلم تكن على ألواح قلوبهم إلا كتابات بسيطة خطّتها يد الجهل والبداوة ، ومن السّهل الميسور محوها وغسلها ، ورسم نقوش جديدة مكانها ، وبالتعبير العلميّ المتأخّر :
كانوا أصحاب «الجهل البسيط» الذي تسهل مداواته ، بينما كانت الأمم المتمدّنة الراقية في هذا العصر مصابة ب «الجهل المركّب» الذي تصعب مداواته وإزالته.

2- كانوا أهل نخوة ومروءة وكرم وعزة النفس ووفاء بالعهد وأهل شجاعة قلَّ نظيرها وكانت فكرة الإجارة منتشرة بينهم بحيث إذا أجار أحدهم فإنه كان مستعداً لبذل روحه في سبيل الدفاع عنه ومن العار عندهم خذلان المستجير بهم
وكانوا على الفطرة ، وأصحاب إرادة قوية ، إذا التوى عليهم فهم الحقّ حاربوه ، وإذا انكشف الغطاء عن عيونهم ، أحبّوه واحتضنوه كما فعال الانصار عندما رأوا الحق معه فتعاهدوا على الموت دونه واستماتوا في سبيله.
وهي من مكارم الاخلاق الذي قال فيها الرسول : (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) ..أي كانت هناك مكارم اخلاق !.

3- وكان العرب بمعزل عن أجواء وأمراض المدنية والترف ، التي يصعب علاجها ، والتي تحول دون التحمس للعقيدة والتّفاني في سبيلها.

4- وكانوا مغاوير الحروب ، واصحاب الخيل ، وأهل جلادة وتقشّف في الحياة ، وكانت الفروسية هي الخلق البارز الذي لا بدّ أن تتصف به أمة تضطلع بعمل جليل ، لأنّ العصر كان عصر الحروب والمغامرات ، والفتوّة والبطولة, وقد وجد ذكرهم في التوراة والانجيل وكتب الاقدمين وفلاسفة اليونان والرومان مثل (أخيلوس ) و(هيرودوس)الذين عاشو في
420ق.م حيث يقول هيرودوتس :
( انهم يقاومون اي قوة تحاول استرقاقهم واستذلالهم , فالحرية عندهم هي اكبر شعار وميزة يمتاز بها )
ويقول (ديدوروس الصقلي ) : (بأنهم يعشقون الحرية فيلتحفون السماء ويعتقدون بالارادة الحرة والحرية المطلقة )! .

5- وكانت قواهم العملية والفكرية ، ومواهبهم الفطرية ، مذخورة فيهم ، لم تستهلك في فلسفات خيالية ، وجدال عقيم «بيزنطيّ» ومذاهب كلامية دقيقة ، وحروب إقليمية سياسية ، فكانت أمّة بكرا ، دافقة بالحياة والنشاط ، والعزم والحماس

6- كانوا أمّة نشأت على الهيام بالحريّة والمساواة ، وحبّ الطبيعة ، والسّذاجة ، لم تخضع لحكومة أجنبية ، ولم تألف الرقّ والعبودية ، واستعباد الإنسان للإنسان كما كان حال قياصرة الروم وأكاسرة الفرس التي كانت تؤله ملوكها وانها فوق البشر وكذلك طبقات المجتمع

7- ولاننسا ان جزيرة العرب كان لها ارتباط قديم برسالة التوحيد الهي من قبل الانبياء ،مثل ظهور (هود )لقوم عاد و( صالح )لقوم ثمود و(شعيب ) لقوم مدين وفي مكّة كانت الكعبة , التي بناها إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - ليعبد اللّه فيها وحده ، ولتكون مصدر الدعوة للتوحيد إلى آخر الأبد.
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِين}

8- ثمّ إنّ موقع الجزيرة العربيّة الجغرافيّ التي تتوسط تقريباً اليابسة الفعلية في الارض ؟
يجعلها جديرة بأن تكون مركزا لدعوة تعمّ العالم ، وتخاطب الأمم ، فهي مع كونها جزءا من قارّة آسيا تقع بمقربة من قارّة إفريقية ، ثم قارّة أوربا ، وكلّ منها مركز الحضا رات ، والثقافات ، والدّيانات ، والحكومات القويّة الواسعة

9- وتمرّ بها القوافل التجارية بل انها اصبحت مركز التجاري العالمي !!
عندما فشل محاولات بيزنطة الروم المسيحية بواسطة الاحباش المسيحين بقيادة ابرهة الحبشي بتحويل هذا المركز التجاري والديني الى الكنيسة العظيمة التي اقيمت في صنعاء بيمن والتي اسماها (القُلَيس) خلال القرن السادس وبعد حادثة المعجزة الالهية في حادثة اصحاب الفيل!
فأصبحت بعد هذه الحادثة اكبر مركزتجاري تصل بين بلاد مختلفة ، وقد تصل بين قارّات تحمل من بلد ما يستطرف وينتج فيه إلى بلد يفتقر إليه ولا يتجرأ أحد بالتعرض على قوافلهم واعطاهم بذلك زعامة دينية وقبلية لايستهان بها

10- وجعل هذا الامان الذي بينه الله تعالى لهم ان اصبحوا اغنياء كذلك ظهرت في مكة مظاهر الحضارة والرفاهية في ملابسهم وبيوتهم نتيجة لهذا التواصل التجاري..ولذلك قال تعالى {... فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف }.

11- ورغم وقوع هذه الجزيرة بين قوّتين متنافستين : قوة المسيحيّة وقوّة المجوسية ، وقوّة الغرب وقوّة الشرق ،فقد ظلّت رغم ذلك كلّه محتفظة بحريّتها وشخصيّتها ، ولم تخضع لإحدى الدّولتين إلا في بعض أطرافها ، وفي قليل من قبائلها

12- وحدة اللغةالتي حضيت بها العرب رغم بعد المسافة بين القبائل وفي منطقة شاسعة بلغت شبه قارة مع العلم ان البلدان الاخرى كانت اللهجات واللغات عائقاً بينهم حتى كانوا يستعينون بالمترجمين في البلد مثل اوروبا و الهند ,, وكذلك الفصاحة والبلاغة في التعبير حيث ترى العجب العجاب في ادبيات و الشعر الجاهلي
13- هذه الأمة الأُمية و البعيدة عن الحضارة سدت أفواه من يشككون بالدين فلو كانوا متحضرين لقالوا قد يكون القرآن من بنات أفكارهم؟
لكن كتاب محكم ويدعوا الى أرقى أنواع الحضارة العالمية الانسانية وعمق فكري في منطقة لم تتعرف على القيم الانسانية والحضارية وفيها تصحر وتحجر فكري وبيئة راكدة هذا ما حيَّر الفلاسفة والمفكرين في كل عصر !

14- موقعها الجغرافي المهم تؤهلها لتكون مركزاً لدعوة إنسانيّة عالمية ، تقوم على الصعيد العالميّ وتتحدّث من مستوى عال ، بعيدة عن كلّ نفوذ سياسيّ ، وتأثير أجنبيّ.
لذلك كلّه اختار اللّه الجزيرة العربية ، ومكة المكرّمة ، لتكون مبعث الرسول ومهبط الوحي ، ونقطة انطلاق للإسلام في العالم. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل