الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيمة الدم و البيوت ؟

حسام جاسم

2020 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غالبا ما اهرب من الدم إلى الاغاني و الرقص
يتمايل جسدي حد الثمالة
تنضغط أصابع القدم في البرد الشتوي و تتلوى أصابع الأيادي في الهواء القارص
لا تغادر وجوة الدم من حولي
أراها في احلامي و السلاح يصوب نحوي
ابعدها و ابتعد
لكنها تلاحقني خلف الازقه
عند الصحو أراها مجددا على صفحات الفيس بوك و المواقع الالكترونية
وجوة مليئة بالدم الاحمر الصافي الصادق ذو رائحه البارود المسبب بفيضانها نحو الأسفلت
تهتز الطلقات النارية في الرأس خوفا مما يحتويه
تتراجع ذاكرتي الى طفولتها المبكرة حينما اكتشفت الموت و طغى على كياني قاموس يحوي كلمة مغادرة
لا أحد يعلم نحو اين ؟ !!
الكل يكذب في الوصف لا أحد يعود ليتحدث لنا !!!
مع اول عملية قتل رأتها عيوني خلف جدار القصف الأمريكي بعد 2003
كنت أعتقد حينها أن القصف هو صوت الموت
هل يملك الموت صوت ؟
لا أحد يملك الإجابة
انه الصمت الجمعي أمام القتل
و خيانة الدم الذي يؤرقني .

انعدم الغشاء الرقيق بين الموت و الحياة .
زالت فوارق الموت و الحياة و هاله الأساطير حولهما
و مع الإزالة اختفى الخوف منهما
لا شيء يفزعني او يؤرقني
و هل لهم سبيل الا القتل و هل لي سبيل الا الكتابة و الحديث ؟!!
صور الدم لا تختفي و لا يختفي منها صوت المطالب الشعبية
فأسكات عقول تفكر لا يعني استمرار سلطة حمير ترتعب من كلمه واحده صادقة جريئة .
و اليد التي تمسك السلاح الان ظنا منها اسكات الحقوق عن المطالبة غدا سوف تمسك امر القصاص بأعدامها
جيل كامل قادم من أبناء الشهداء والمصابين و لا يمكن دثره برصاصه او حتى قنبلة نووية
فالثأر قادم لا محالة
كانوا سابقا يخفون وجوههم أثناء اداء عمليات القتل
اما الان فيبتسمون أمام الكاميرا بعد سحق الرؤوس
لا رادع يوقفهم و لا هناك ملجأ للسلام
يطوفون الشوارع قبل زائر الفجر
و بمسكة رشاش غير عشوائية مصممه بدقه يجهزون علية داخل منزله دون مراعاة لقيمة الدم او البيت
كانت البيوت لها قيمه
لا يدخلها أحد إلا بأمر قضائي او بأمر صاحب المنزل
الان القتلة يدخلونها عنوه و يتسلقون ابوابها لزرع الرهبة بطرق القتل كي يمتنع من يقوم بنقد الحكومة عن النقد .
و هل يتقبل العقل ايقافه عن التفكير ؟
هل يمنع الخوف من مغادرة الحياة العقل عن الانطلاق ؟
كيف يترجم الدماغ الخوف و يلقيه على الجسد حتى يرتجف؟!!
كيف يقف المقتول بصدر شجاع و يرتجف القاتل و يسرع في إيقاف الرأس الحاوي على التفكير
شجاعة القاتل تأتي من إسناد الحكومة و المليشيات الدينية و الاستعمار الإيراني
اما شجاعة المقتول امام الموت تأتي من عقله فقط
عقله الحالم بالعدالة و الحق و الوطن .
شجاعة تلقي على الجسد ليشتد أمام آخر لحظة له في هذة الدنيا نحو مصدر مجهول لا أحد يعلمه .
فلا تستمد هذة الشجاعة من الحكومة الداعمة للمليشيات و تعمل على تسليحها من الباطن و الخارج في العلن و الخفاء بمباركة شيوخ الكهنة و تجار الدين السمان .

تعمل المليشيات منذ انطلاقها بعد 2003 بالتنسيق مع الحكومة و مع الاستعمار الإيراني و الأمريكي
انها مليشيات منسقه و منظمة تغتال من ينقدها بضوء اخضر من حكومات الخضراء منذ 2003
ووصلت إلى جميع الجهات السيادية في مفاصل الدولة بل وصلت إلى أجهزة الأمن العام و الداخلية و الدفاع و مسكت قبضتها حول الوطن
في البداية كان الجعفري يمدها بالسلاح من وزارة الداخلية و سيارات مظلله لقتل المفكرين و الكتاب و الناقدين لحكومة الشريعة المتخلفة بأمر من إيران و امريكا
كانت مدينتي تغرق بالمليشيات الدينية بأمر من رئيس الوزراء الجعفري حينها بل شجعها علنا و باطنا
و زادت عمليات التصفية المتشددة للجسد المعارض حتى تهجر الالاف من العراقيين نتيجة الطائفية المذهبية و تفرقوا داخل الوطن و خارجه .
و كانت الحكومة تدعو لضبط النفس هههه و سحب السلاح المنفلت في حين تسلمه لها بعد انتهاء الخطاب !!!
و بعده المالكي الذي قال بأنه سيعمل دوله قانون لكنها أصبحت دولة مليشيات مذهبية عميقة تغلغلت من بغداد إلى الصين
و أصبحت لها مقرات حزبية و مراكز دعويه و تدخلوا في كل مدينه بل حتى أصبحت المدن تسمى بأسم محتكرها من قاده المليشيات
و صار لهم سطوه فوق الجميع و سمح لهم بالوصول إلى الانتخابات و تشريع القوانين و امتلاك ما يعرف ب ( هيئة النزاهة ) و ووصلوا إلى الحكم السياسي و نجح اغلبهم بكتل طائفية لتقرر مصير البشرية و تبيع أبناء الوطن و أجزاء منه إلى إيران و امريكا و بعض الدول الأخرى حسب الحاجه و المصالح
و بعدها قرر المالكي لولاية أخرى و أخرى و اصبح الانتخاب مجرد روتين فاشل بل عملية طبيعية تؤدي إليهم و زبانيتهم
و سقط بعدها ربع العراق تحت قبضة داعش و قتل الآلاف و هجر الملايين و لا زال السلاح بيد المليشيات بل هبت لحماية الخضراء دفاعا عن خبزها و دماء قادتها .
و بعدها جاء قصير القامه مبلوع اللسان يسمى العبادي لا أحد من الشعب يعرفه و لا يعرف انجازاته في اجتماع سري في إيران تقرر وضعه ك رئيس وزراء لا دخل للشعب فيه .
و عاد يقول كما قال سابقيه بأنه سيحصر السلاح بيد الدولة و لكن السلاح زاد بيدها بعد حرب داعش و وصل لهم الأمر بقيام وزارة خاصه بهم و ميزانية خاصه لهم و لعوائلهم بصفتهم قادة التحرير و ضعف الجيش العراقي أمام مدهم بل شؤون وزارة الداخلية و الدفاع تقررها وزارتهم الجديدة و لا يتحرك الضباط الا عن طريق أوامرهم.
و حينما ثار الشعب بعد الظلم و الهوان نتيجة القتل العارم للمتظاهرين في بيوتهم
جاءوا ب عادل عبد المهدي الذي قال كما قال سابقيه أنه يحاول سحب السلاح من المليشيات لكنه اصبح مسؤول عن مقتل الآلاف عن طريق وزارة الداخلية و المليشيات عذب من عذب و قتل من قتل و سحق من سحق و اغتصب و سحل على الرصيف الآلاف من أبناء الوطن و لم يحاسب أحد من القتلة بل لازالوا يبتسمون على الشاشات و في كل منزل ملابس الشباب بدمائها الساخنة!!!!
و ها هو الكاظمي يعيد نفس الكلام السابق بجمع السلاح المنفلت لكنه لم يقدم أحد من قتلة المتظاهرين للمحاكمة و لم ينم أحد من عوائل الشهداء الا بأحلام الثأر و عودة الحق .
هل يستطيع ( من جاء بدون وجه حق و وضعته إيران و امريكا ) بسحب سلاح المليشيات التي جاءت به ام انها لعبة جديدة لإيران للتخلي عن قادة مليشياتها بشكل معلن كي يتم التقرب بين إيران و امريكا لاتفاق نووي جديد يضمن حكومة الشر !!!
الاتفاق السائد هو إيقاف هجمات السفارة الأمريكية و غصب عن الكاظمي يطيع صوت امريكا و يدعو لتكميم صوت صواريخ الخضراء لكن صوت الشهداء من المتظاهرين لم يلتفت لهم أبدا .
الوجود الإيراني في العراق مرهون بحماية القواعد الأمريكية فالمصلحة واحده بين إيران و امريكا
لكن مصلحة العراق و أبناؤه اين ؟ !!!
لولا الضغط الأمريكي على الكاظمي لما تحرك حول دعوة سحب السلاح
اما ضغط المتظاهرين لا زالوا يحصدوه بالدم في بيوتهم .
مشاهد لا تزال تكشف بوجوه القتلة داخل بيوت الأحرار دون محاسبة لشخص واحد
لكن عندما تضررت مصالح امريكا تأهب الكاظمي لإعادة هيبة الدولة التي فقدت هيبتها منذ قتل أبناءها
هيبة الدولة بأبنائها و جسدهم و امنهم و امانهم و ليس لحماية الخضراء .
و هل هي دعوة صريحه لضبط السلاح جاءت من ضمير الكاظمي ام انها جاءت بالتنسيق مع إيران و قادة المليشيات ليقدموا له تصبيرة من كبش فداء إلى الولايات المتحدة كي لا يتضرر الوجود الإيراني و تحافظ علية مليشيات حكومة الخضراء التابعة لإيران .

سنرى اين يتجه الوضع و سيتم تقديم كبش الفداء كي تعود المصالح الإيرانية_ الأمريكية لضبط النفس في حين المليشيات المنفلتة لا تزال تقتل المواطنين بسلاح النظام و بأوامره و الدليل على ذلك انه لم يتم حماية المواطنين العزل او حتى تقديم أحد القتلة ممن ظهرت وجوههم في الكاميرا و هم يقتلون و يبتسمون !!!!!
التهدئة حاليا و الأوامر الحالية تمت عبر الكاظمي باعتباره همزة الوصل بين إيران و امريكا و باعتباره واجهه مؤقته لا دخل للشعب و المتظاهرين في اختياره
التهدئة ستكون لأجل مصالح الوجود الأمريكي و الإيراني داخل الوطن و ليس لدماء الشهداء التي سالت و لا زالت تسيل إلى الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى


.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة




.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا