الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى ينتهي سجنُك َ الأنفرادي : يا وطني ..؟!

مقداد مسعود

2020 / 12 / 31
الادب والفن


متى ينتهي سجنُك الأنفرادي : يا وطني..؟
قصائد : مقداد مسعود

(هو)
يتعقبني
يُجاور خطوي
يهامس همسي
يُزاحم ظلي
ويشطف ُ صبحي من كدرِ البارحة
يشاركني الخطوات
يجالس كتبي ويمسح عنها حقد الغبار
وقبل الدلوك ينظفني من أساي
الشبابيكُ منه ُ
ومنه الهديل
وخشخشات القسيب
هو يخفق بيض الصباح بالزعتر
يجلب خبز الشعير
وحين أريد الشوارع
يستوقفني..
يحشر بجيبي
حباتِ من زبيب الشمال
يفتحُ راحتي اليمنى
يقطرّ فيها حبات هيل
وبالصلواتِ يمسح قفاي


(منذ ُ فجر 3 تشرين الأول 1977)
أنا أسعى
نحو لحظة ٍ تُحررني مني
ومِن كلِ شيءٍ
يتعقبُ صفيري
أ ُريدُني : خفيفا ً وسريعاً مثل نفّاش البر
أرسو قليلاً مثل َ باخرة ٍ
أهبط ُ مِن طائرة ٍ شاهقة ٍ
بمظلة ٍ
تأخُذني أفقيا
وتحلّق بي


(الحياة )

لا تتأر ق ُ
ولا تنام ُ
لا تسرف ُ إلاّ على نفسِها
تقسو..
تغل ُ..
تداهن
تكيد
مسغبتُها تطول
وسبوغها وامض ٌ
لا تستحي أو تخاف
لا تتأرق ولا تغفو
ونحن في ريب ٍ منها
إذن كيف نصدّق ُ زهوها فينا ..!!
وهي...
تَهبَنا طيوراً تنقّر الأعين
تَمّد ُ لنا قنطرة ً مفضضة ً
وتهوي علينا بمقامع َ
مِن خشب ٍ وأخرى مِن حديد
تُصححُ أخطاءنا بديون ٍ باهظة ٍ .
والغرابة ُ
نحلمُها تحنو وتضمدَنا بفيء الشجر
وتوصي المطر َ
أن يكون كريما بنا وبالزرعِ والماشيه َ
وأن لا يتدخل َ بالقافيه َ

(صيّاد)
هذا الصياد لم يتوقف يوما
عن نشر شبكته في المياه
واليابسة في الصحراء والبساتين.
(*)
هو متأهبٌ يندس/ يدنس يقظتنا والمنام
هذا الصياد رأيته بأذنيّ من خلال كلام: العاقر. القرى التي لا يمر القطار بها. أمهات المفقودين. الولد الذي تبخّر في تظاهرة آب. الثلاجة/ المقبرة الوقتية . الوظيفة التي لم تناوشها الشقيقات الخريجات الثلاث. قطعة الأرض المتوارثة حوسمها قوي مقتدر
(*)
هذا الصياد منذ سنوات نزعته مثل جورب عفن . نبذته فهو جار سوء وصديق سوء. لليوم لا أحد َ رأى وجهه.
الذين خذلهم ترصدوه
اللواتي خانهن تعقبنه
وحين وقع بالفخ : لم ير رجل ٌ أو إمرأة ُ : وجهه . كلما انتزعوا قناعا وجدوا قناعا آخر تحته. ثم تعالت القهقهات وفرّ هارباً.
العجيب هم يحنوّن إليه.. ينادونهم بحنجرة باكية ٍ أثناء السكر
الغريب : هنّ ينطقن اسمه أعني يقبلن اسمه قبلة طويلة




(حديقة الأمة)
هذا سُحاب ٌ مَن يؤلّف بينه ..؟
ثلاثة ِ أيام ٍ بلياليها
وشمسُ آب تفرك المياه وتشطفها
والقمرُ لم يطفُ في شطنِا.
أيام ٌ وأيام ُ
نحن ُ وحَيرتُنا : تتحسر علينا (حديقة الأمة)
لا وصلنا ولا وصل السياج إلينا
شيخوخة ٌ كسحت الحديقة َ
ثمانية ُ أيام ٍ بلياليها
تتوسل أعيننا قمراً يطفو
كيف يطفو قمرٌ في شطنا
ولا أم َ له تجالس الشاطىء
وتنادي .. تنادي ..تنادي





(هلال ثانٍ )

بعناية ٍ فائقة ٍ
نصعدُ
وبِلا حماس ٍ
سلالم الصرح
وصولا ً
إلى سطحه الشاهق في السماء
وحين تراءينا
هلال َ
تلك السنة
بِلا حماس ٍ
وبالعناية ِ الفائقة ٍ
نفسها
هبطنا السلالم


(جدار)
لم يكن في حقيبته ِ
سوى شهقة ٍ في الشغاف
وقبلات السجائر في صدره واليدين
وصدى أسورة ٍ من حديد.
ودمعٍ مجفف في صرة ٍ
وخيط نسيم
وقرص هوية ٍ لا كتابة فيه
لم يكن في الحقيبة
سوى بعض ظل ٍ
ونتف ٍ من رغوات السحاب
وخريرٍ بعيد
وما يشبه البرق
يشع ُ ويغفو في ثنايا القميص
والحقيبة ُ
مرسومة ٌ
في
جدارٍ
هلك .

أطلس : محارس ومسالح

مجاهلٌ ومعالم
مفازاتٌ ومتاهات
مسالكٌ ومهالك
أمم ٌ وشعوب
غادون ورائحون
أمواتٌ وشهداء
مفقودون ومهجّرون
صوفيون وخلعاء
طريق ُ حرير ودربُ آلام
طامورات وأبراج
صقالبة ومماليك
بويهيون وسلاجقة
ملاحدة وحنابلة
قرامطة وأباضية
معتزلة وأشاعرة
زيديون وفاطميون
علويون ونصيرية
أزارقة وأمويون
ماشون بالنمائم وكوثريون
محاريب وأرباض
سناكرة وزراكشة
حرّاثون وكنّازون
رواقيون وقعود

بابية ومشائية
بابكية وأتابكة
حشاشون وعيارون
شطّار وعسس
مشاعلة وظلاميون
قلاليف ودوسريون
نساطرة وشامانية
كلهم...
كلهم ...
بين
محارسٍ ومسالحٍ
هنا محرس ٌ ------ هناك مسلحة ٌ
منهم مَن يحرسون بالأجراس
والبقية بالأسلحة

(حدّاد)

أغبرار الريح
أصفرار الشجر
يقترفون العائبة
يرتكبون الفاحشة
يكتسبون السيئة
ولديهم أذيال
يخفون دخيلتهم
وهناك نحن
ومنّا مستضعفون
ينتظرون مَن
يُفيد الكريمة َ
يعطي الجسيمة َ
ومن المستضعفين
الطالب والراهب والراغب والمغلوب
وعليك وحدك أيها الحدّاد
أن تنظرَ
في حوائج أقفالهم

(أعراض جانبية )
(*)
كل ما فينا تدركه الأخاديد :إلاّ.. أسماء طفولتنا
(*)
لا تقصد السرير بقدميك
: دع جفنيك تثقلان ليتطوح ظلك
على القنفة و تشاهد رسالة
أنتوني كوين المدبلجة للعربية...
(*)
لست وحدك : أنت كلاهما.
هو من صيّر الأخطاء : خطوات ٍ هادئة ً
وأنت َ راكمتها على العتبة
السؤال هنا : من أوصل الخطوات
إلى ما تريد أنت وما لا يريد هو؟
خلف الزجاج : الشمس تسقي الأشجار
ومن الغصون : تتدفق
(*)
أما الفوز : فهو : قوة ٌ تستفزنا للصخب.
(*)
لكن صاحبنا: بِلا تصفيق فاز بالشيخوخة. ..
(*)
الوجه الثاني للقمر أن شيخوخته ٌ : ممحاة ذنوبنا.
(*)
ما ذنب ذاك الطفل وذاك الطفل وذاك
: شاخت ملابسهم .
(*)
لا تدع سريرك يتقعر
لا تحوّلهُ مكب أغلفة الأدوية
العاطلة عن العافية
(*)
هل نسيتَ
الشيخوخة َ : تتقدم للخلف
(*)
البطولة المطلقة في الشيخوخة: للبياض الصلد
(*)
.. في كرسي هزاز
قبعة كابوي غطاء وجهك
كفاك تقبضان على مسدسين وهميين
في حزامك.. كأنك جون وين..
(*)
يداك نظيفتان
مثل قلب ٍ
صيرته الغيوم بئراً..
(*)
لا تحمّل طاقتك أكثر مِن طاقِتها..
(*)
هكذا تشيخ اللحظة ُ
: حين الكلابُ السائبة ُ تحرر المدينة َ
مِن مغادرتِنا المبكرة
من بيوتنا
(*)
كن بخير
خلانك الكتب
كن ...
الوقتُ منتصف القمر
.. بخير
المياهُ غافية ٌ
كن .....
السعفاتُ أرجوحة ُ النسيم



قصيدة مشطورة

أرامق ُ من نافذتي
نهر َ هذا الطريق الملوّثِ صَخبًا
المزحوم ِمركبات ٍ
من العصر حتى المساء
: الناس ُ مائلة ٌ ومتمايلة ٌ
نحو أزياء النساء
هل الناس ُ
نائمة ٌ أو منومة ٌ
من الصبحِ حتى المساء !!

(حينما يكذب الفجرُ)
أكون ُ على سطح داري، معطفي على منكبيّ
ينحدرُ الطرف ُ مني
يجوب ُ المدينة َ نحو شوارعِ قدميّ
والجسورِ التي لا يراها
سواي
نباح ٌ أليف ٌ : يحرس ُ نوم َ الدرابين
شاحناتٌ محملة ٌ
بالحصى والرمل وضلوع الحديد
عمال بناء يقصدون أمَّ البروم
يستبقون سواهم ليقطفوا
خبزاً وبصلا أخضر وبامية وعناقيد عنب
لعوائلهم وهم يؤوبون عصراً

(أزرار)


(*)
يا صاحبيّ القميص أحدكما سيكون شريفا
كالأزرار : لا يهتك القمصان البالية
(*)
الأزرار : أقفال القمصان والجيوب الخلفية وما بين الفخذين
(*)
هذا قميصٌ أدرد
(*)
كلما أسرف المغني بالأزرار : أختنقت الأغنية
(*)
أميل إلى تأني الأزرار : لا ثقة َ لي بسرعة السحّاب .
(*)
قمصاني : سمائي
الأزرار : كواكب
: قال التشكيلي لظله في الماء

(*)
في التدريب الأول
علمني مولاي الخياط
: كيف أثبتُ أزرارا في القمصان
(*)
أنحني للأزرار الجديدة : لا تستنكف من الأسمال
(*)
أسطوانة من زجاج مستعمل، و ثلمة مرآة وأزرارٌ متكسرة ٌ
صنعت ْ للأطفال سماءً ملونة ً

(*)
زرٌ ملعون : في جرس الباب
خدعتنا طفولته ُ
ملعونٌ هذا الزر
وملعون من صنع َ تلك الأزرار
تضغط زرا : تحرق أنهارا وبحارا
تضغط : تشوي بشراً وتنبش أمواتاً




(يحتال ُ على الفراغ)

الأمان في البصرة : طبعة ٌ محدودة
قبستها ناراً ثم أقبستها البختري والنوير
الفجر : تلهثه الأشجار
قوري الجاي : مبخرة القرنفل
كلما التقطوا.... معي : أختفي من الصورة
بماء ساخن : شمس الحديقة تغسل كرسيين بلون الدارسين
على كفيك َ: يكون سجودي
أسرفُ في مديح قدميك َ : من صداهما يتعشب الرمل ُ
إذا كان الفجرُ : عامل بناء، فالعصر : أنثى
قللت ُ قيلولتي حتى لا تزعل كتبُ الليل
لا وظيفة َ لي سوى الأحتيال على الفراغ
أحمق : مَن يهذّب بوقاً
باليود يعقمون التحيات
المعصية : ثقة القلب بالقدمين
ورق أسود يبيس منقوع بالماء في قوري شفيف
يتلظى فوق عين زرقاء تتوهج
ورقٌ سخين مسكوب في كوب
ينصرنا عصرا
وهو خمرتنا في ليالي الخريطة


(حراسة الهدوء)

هو مَن صيّر أخطائي : خطوات ٍ هادئة ً
إذن دع خطواتي تتراكم على العتبة
ستوصلك الأحذية
إلى ما تريد.
مِن خلف الزجاج
الشمس
تفرك النعاس من الشجر
فينكمش الندى
وعلى حبل الغسيل ينتظم
سطرٌ من الزرازير والفواخت.
عليك بالتأمل
فالتأمل لحظات ٌ مِن أصوات ٍ
تصحب الذاكرة وتهمل العينين
إلى كرسي يسع أثنين في ظله
فلا توقظ أحلامك َ من يقظتها
وتجنّب أولئك
: يتكاثرون
بِلا وردٍ ولا فاكهة
وأحرس ..
أحرس هدوئك من أظلافهم

(برق ٌ مقلوب)
هل النخلة ٌ بئرٌ مقلوبة ؟
يتدلى مِن قاعِها / تاجِها
الذهبي الأخضر
زنبيل ٌ/ دلوٌ
مثقل ٌ بالذهب..؟!


(شاي بالقرنفل)
لك الحمد
كلّ أحلامي غير نظيفة ٍ
فهي ملطخة ٌ بفرشاةِ الرسم
ملطخةٌ مثل قميصي وأصابعي بالطين الحريّ
قدماي ملوثتان دائما بالأسمنت كعامل بناء
لك الحمد
أحلامي وحنجرتي ملطختان بحماسِ الشوارع
خطواتي منحرفة ٌ كالأنهار إلى النور
لساني بِلا قناع
أحلّق حين أسير
فأنا لست وحدي : أنا معي.
ولديّ أكثر مِن صورة ٍ جماعيةٍ لظلي
نتهجدُ ثلاثتنا: الناي والكمانُ وأصابعي
أكتبُ ما يقرئني
أمنياتي غليظة ٌ مثل أصابع حدّاد
ولا يتراكم في قلبي أي شيء
فهو مغلّفٌ
بمصفاةِ شاي يتضوعُ قرنفلاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا