الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تابوت بلا مشيّعين

شعوب محمود علي

2020 / 12 / 31
الادب والفن


1
يا أبجديّتي التي
حروفها مشتعلة
تغوص في طين الدهور وهي تنتسب
لأمّة العرب
وهي تجوس النار
مثل شواء اللحم فوق المنقلة
لتحفظ الأفكار
في لوحها الطينيّ
وفي جدار الغار
وفي جلود تلكم الأنعام
وورق الأشجار
غنّيتها وجست
على أنين تلكم الأوتار
وبعد أن عييت
افترشت هذا الليل والتحفت
بقيّة النهار
2
قرأت في الأسفار
ما كان من موت ومن ولادة
ما كان من جحد ومن عبادة
وسفن الأيّام
تجري على نهرين
نهر من الحليب والعسل
تظلّه النجوم والقمر
والشمس والربيع والثمر
وآخر من عين كبرين
ومن زفت ومن شرر
وليس من مطر
ما بين قوسي ذلك القدر
3
اوفدت والدقائق
ضيفاً الى الرحمن
آمل أن تكون
صحيفتي بيضاء
تغسل بالغدران
وريشي المثقل بالغبار مما بثّه الشيطان
في ليلة الأفراح
وسنوات القهر والأحزان
وليس لي سوى دعاء العبد
وطلب الرحمة والغفران
في ساحة الرحمن
4
أحفر بالإزميل
فوق رخام الأزمنة
وفوق ألواح من الفضّة والذهب
وأرسم الطيور في لوح من الخشب
وتارة أعتزل العالم
وقد آوي الى السكون والإنصات للمطر
في مطلع الشتاء
أبكيكِ يا حوّاء
لأرتوي يوماً من الحليب
ومهدي فوق الشوك
حين تنزف الدماء من جراحي
أجهل في الحلم
وفي اليقظة يا حبيبتي الأفراح

حين تريني جالساً
وماشياً أموت
وقبل أن يحملني التابوت
حملته في شارع الأيّام
في الصحوِ والمنام
وعندما ولجت فيه أوّل البيوت
وآخر البيوت
لم يستكن إلّا لجوف الحوت
وفي محيط المقبرة
انساب للحفرة من دون طلب
تظمّني دون غضب
وطائر السنونو
قرّ الى البعيد
وبعد أن أكملت يا حبيبتي النشيد
تلاشت الصور
وانهمر المطر
في الصمت والمساء
يحتضن القمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما