الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مصطفي صفوان -.. من تفسير الأحلام إلي انهيار الأوديبة رحلة في العلم والحرية

أحمد الله مصطفي
اختصاصي نفسي اكلينكي

2021 / 1 / 1
سيرة ذاتية


"الطريق الملكي إلي اللاشعور " هو أحد أهم الطرق التي عبدها لنا المحلل النفسي المصري مصطفي صفوان بترجمته الرصينة لمجلد "تفسير الأحلام"هذا العمل الذي أخرجه إلي النور سيجموند فرويد عام 1900، ليكون العمل الأكثر أصالة في تاريخ التحليل النفسي، كما أجمع المشتغلون بهذا العلم.
وقد فارق صفوان الحياة منذ عدة أيام عن عمر يناهز 99 عام في فرنسا، التي كان قد استقر فيها منذ هجرته إليها في أواخر الخمسينات بعد بعض الصادمات السياسية مع نظام يوليو 1956 حيث الصقت به تهمة الانضمام للحركة الشيوعية وقتها لمجرد اهتمامه بالشأن المصري العام.

وهو ابن العالم الأزهري صفوان أبوالفتح وكان مصطفي صفوان قد تخرج في جامعة الأسكندرية عام 1943 علي يد المحلل والعالم الجليل د. مصطفي زيور، الذي زرع داخله الشغف بالتحليل النفسي، ليواصل رحلته في فرنسا مع التحليل النفسي علي يد الأب الروحى لحركة التحليل النفسي الحديث جاك لاكان الذي أعد اكتشاف التحليل النفسي من جديد حيث كشف ما كان غامض من قبل كمراحل النمو النفسي للانسان وتأثير اللغة والكلام علي نمو أنا الفرد.

أما صفوان فلم يتوقف عن البحث والتحليل حيث ذاع صيته في أوساط التحليل النفسي، وكان غزير الكتابة والترجمة حيث أصدر عشرات الكتب، وكان أول كتاب له هو تحقيق لوثيقة العبودية المختارة الذي كتابها إتيان دي لا بويتي في القرن السادس عشر، ليبدأ من بعدها في رحلة طويلة في اكتشاف سلطة اللغة وكيف تمنع الانسان من التحرر.

ويبدأ في حالة عميقة من تشريح واقع العالم العربي وأسباب ركوده لازمالته حتي آخر حياته حيث كتب: نحو عالم عربي مختلف، ولماذا العرب ليسوا أحرار و غيرها من الكتب والمقالات التي صدرت بالعربية أو الفرنسية.
إلي جانب انتاجه عشرات الكتب المتخصصة في علم النفس ومنهجية التحليل النفسي التي صدرات فى عدة دول منها مصر ولبنان وفرنسا والجزائر وغيرها.

وعلى الرغم من وجود صفوان بالخارج طوال تلك السنوات، إلا أن صلته لم تنقطع بحركة التحليل في الداخل حيث أساس رفيق عمره أ. د/ حسين عبد القادر الجمعية المصرية للتحليل النفسي التي أخذت علي عاتقها نشر حركة التحليل النفسي في مصر والعالم العربي.

وتوقف صفوان كثيرا عند اللغة لأنها قد تستخدم كسلطة في حد ذاتها مثلما يحدث عندما تكون النصوص حاجبه للمعرفة عن العامة أكثر مما تنقلها، حتى أنه تمرد على الكتابات الغامضة فوصل به الأمر إلي أن كتب وترجم بالعامية كما حدث مع مسرحية عطيل التي ترجمها إلي العامية المصرية، كما واصل في تمرده حيث رفض أن يحصل علي درجة الدكتورة، مرجحا كافة العمل والكتابة في مقابل كافة الكهنوت الأكاديمي بكل سلطويته.

ومن جانب آخر عمل على الوصول إلي فهم وتحليل عميق لما حدث ويحدث عالميا من ظواهر انسانية ظهرت مع عصر الحداثة، مشبها الانسان بأوديب الحداثة، ومستدالاً بتلك الظواهر علي تفكك الحضارة الأوديبية "حضارة الأسرة " ليعلن أنه بانعدم وجود كيان الأسرة -كما أصبح شائع في بنية المجتمع الغربي حاليا وظهور بعض الشواهد عليه في الشرق - فإن نهاية التحليل النفسي أصبحت وشيكة.
ليكون هذا التنبؤ هو آخر ما كتبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا