الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقالة / نظرية العبيد
مصطفى الهود
2021 / 1 / 1مواضيع وابحاث سياسية
نظرية العبيد
قال البعض بأنهم يفضلون الخادم على الصديق، وكلمة الخادم لها مدلول في وقتنا الحالي وتفسيرها في الزمن الذي قضى أي عبد، لا يخفى على القاصي والداني والعاقل اللبيب إن منذ بداية الخليقة كانت التفرقة العنصرية موجودة بين أصحاب البشرة البيضاء وأصحاب السمراء وهذا التميز في اللون أعتبره البعض فرق في الخلق والخلق مع العلم إنه لا يوجد أي فرق فسيولوجي بينهم فرق اللون فقط على أساس إن اللون الأبيض أفضل من الأسود وهذه كذبة فهذا صنف من الخلق وذاك صنف آخر مثل الطويل والقصير والسمين والضعيف هذا الفرق بين اللونين خلق نوعا من العنصرية ووضع الأبيض مكان السيد حتى لو كان فقيرا ووضع الأسود في موضع العبد حتى لو كان سيد قومه ومن هنا جاءت هذه التفرقة الى وقتنا هذا وخاصة في أمريكيا وبعض الدول ومنها العربية مع العلم عندما نذكر أصحاب البشرة السوداء يتذاكر في أذهاننا سيدنا بلال مؤذن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم والمثل الموجود في الشجاعة والقوة والفصاحة عنتر بن شداد والإمام الزاهد الحسن البصري والثائر محمد بن علي صاحب ثورة الزنج وغيرهم من امتلكوا بشرة سمراء هم أسياد العالم، وحديث الآن ليس عن هؤلاء بل على مبدأ العبد والسيد وكيف يرضى صاحب البشرة البيضاء أن يكون عبد وأن يسمح هو بنفسه أن يكون عبد الى سيده فبدلا من سوق النخاسة الذي كان يعرض فيه المرأة والرجل أصبح لدينا اسواق للبيع المباشر وتوصيل الخدمة الى البيوت والفنادق، والسبب إن الكثير من أصحاب النفوذ والمال يفضلون الخادم أي العبد على الأصدقاء والسبب إن الخادم لا يكون ندا الى سيده ولا يجادله ولا ينصحه بل ينفذ أوامره بدون تردد هذا هو العبد في العصر الجديد فلدينا أصناف من العبيد مثل عبد المال وعبد المنصب وعبد رجل الدين وعبد المسؤول وعبد الإعلام وجواري تصلح أن تكون عارضة أزياء وممثلات وحتى لاعبي كرة القدم كل واحد منهم له سعر ووهو معروض للبيع لمن يدفع أكثر، وعندما سأل أحد الأغنياء بكل مناصبهم لماذا تفضل الخادم على صحبة الصديق الحر قال، هل تعرف حذاء الحمام والذي يصنع من القطن والذي يوضع في حمامات الفنادق، فقال إنه مريح للغاية ومنفذ الى كل ما أريد منه وسعره رخيص أستطيع أن أرميه متى شئت ، ولك أن تتخيل كيف يكون الصحبة مع هؤلاء، وقد قال المتنبي والذي أعتبره عبدا وليس سيدا عندما طلب من كافور المناصب ورفض هجاؤه بقصيدته العنصرية حين قال
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه * إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن * ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وهذا الذي نعتبره من الأحرار ، فهذه النظرة الدونية التي ينظر بها بعض أصحاب النفوذ على هؤلاء هم غير ملومين والسبب عندما يبيع الإنسان نفسه الى اي طالب او من يدفع له من أجل مصالحه الشخصية التي ارتضى أن يكون عبدا له مع العلم إنه ولد حرا من أب حر، أخذت هذه الطريقة طريق العبد هي أسهل طريقة للحصول على المناصب والأمكنة البارزة في مجتمعنا حيث لا يتم تقريب أي شخص له اعتزاز في النفس حتى لو كان له قدرة على تطوير العمل وخدمة هذا الوطن نعم نراها في كل مكان حتى أطلق البعض على بعض الذين عرضوا أنفسهم للبيع بالمدير البنكلاديشي اي المدير الخادم ، وحين يكون المثقف الذي يدعي الثقافة والحداثة هو نفسه من هذا الصنف ويتعامل مثلما يتعاملون بل قد يكون أفضل منهم كونه اطلع على اساليب العبيد وفهم الدرس أسرع منهم، وياللأسف خادم يبيع ويشري خادما مثله والكل أصبح له ثمن، دولة العبيد عادت الينا بعدما حررهم الله تعالى من العبودية، لكنهم ارتضوا أن يكونوا كذلك، وإذا وقفنا الى المنظور العام الذي يخدم الأوطان نرى الذين يتبعون هذه الطريقة ليس لهم نية في صلاح الوطن والتقدم به هؤلاء هم أصحاب الكسب السريع من أكتاف الدولة ومن قوة الشعب حين كيف يمكن أن نبني دولة قوة وهؤلاء موجودين بيننا يقف أي بلد في التقدم حين نضعهم بيننا حيث لا يستطيع البلد أن يدار في عقلية هؤلاء المساكين يصبح مثل القصة التي ربط فيها حيوان الفيل الضخم وتم ربطه في سلسلة ضعيفة لا يتجاوز طولها الأمتار البسيطة لكن مالكه أعطاه درسا في الضرب والمعاملة السيئة إذا حاول الابتعاد عن المسافة الموضوع له بالقيد حتى أصبح الفيل من قطع هذه السلسلة لشعوريه بالعجز التام وهؤلاء مقيدون بالأرجل والعقل فكيف يكونوا أحرارا.
lw
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية