الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الديمقراطية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2021 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية
اذا كانت الدولة او الحكومة العميقة ، او ما يسمى بحكومة الظل هي من تتولى الحكم في فرنسا وفي اسبانيا .... لخ ، وليس الشعب الذي يستعمل ككمبراس ينتهي دوره عند وضع ورقة الانتخاب في صندوق الانتخاب ، وليتولى من بعده السلطة ، طبقة لم تشارك أصلا في الانتخابات رغم انها كانت توجهها عن بعد ....
واذا كانت نفس الحكومة ، حكومة الظل التي لا تتغير، هي من يحكم في الولايات المتحدة الامريكية ، والكل يتذكر مهزلة الانتخابات الرئاسية بين " آلگور " عن الحزب الديمقراطي ، و" جورج بوش الابن " عن الحزب الجمهوري ، حيث تم الحسم بالتوافق بين الحزبين ، وبإشراف وتوجيه حكومة الظل التي اختارت " جورج بوش الابن " ، بدل الاحتكام الى صناديق الاقتراع .. كما ان الكل يعيش اكبر مهزلة لما يسمى ب " الديمقراطية " الامريكية التي اتهم فيها الرئيس الأمريكي شخصيا ، حكومة الظل بتزوير الانتخابات لصالح منافسه " جون بايدن " ، ورفض مغادرة البيت الأبيض بسبب ما سماه بالتزوير ....
وحين يتشكى اكبر دولة في العالم من التزوير لنتائج الانتخابات ، والتهمة ادانة لما يسمى ب " الديمقراطية الغربية " ، واعتراف من اعلى رأس الجهاز بانعدام الديمقراطية ..
وبعد مسرحية القيصر الروسي في التناوب بينه ( فلادمير بوتين ) وبين ( مدفديف ) ... التناوب و بشكل مفضوح على منصب الرئاسة ، ومنصب الوزارة الأولى الغير موجودة في روسيا الاتحادية ... واستعداد القيصر الروسي مرة أخرى للاستمرار قابضا بيد من حديد على روسيا ، وعلى الشعب الروسي ..
وحيث ان النظام الرئاسي الأمريكي هو نظام دكتاتوري يحكم فيه وحده رئيس الدولة ، في غياب تام لما يسمى بالوزراء الذين هم كتاب دولة خاضعين مباشرة للرئيس ، وليسوا خاضعين للقوانين الديمقراطية ..
وحيث ان السلطة بالوكالة يحتكرها حزبان لا اكثر ، وهما الحزب الديمقراطي ، والحزب الجمهوري ..
وحيث ان الدولة في روسيا هي القيصر الرئيس ، والقيصر الرئيس هو الدولة ...
فماذا تبقى قوله عن ما يسمى ب " الديمقراطية المغربية " التي يحكم فيها الملك وحده دون غيره ، و " الديمقراطية الجزائرية " التي يحكم فيها الجنرالات وحدهم ، وقد شاهدنا كيف تم الانقلاب على الحراك الشعبي ، حين تم اطلاق سراح ما سموهم ب " العصابة " بزعامة اخ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ، سعيد بوتفليقة ومن معه ، والعودة اللغز المحكوم ( قضائيا) الجزار " نزار " الذي كان لاجئا باسبانيا .. وما يسمى ب " ديمقراطية الجنرال السيسي " ، و " ديمقراطية العشائر " الحاكمة في دول الخليج ... لخ
العالم محتاج الى ثورة عارمة تقوم بها الشعوب ، على شاكلة ثورات القرن الماضي ، من اجل خلق تعدد قطبي ، ولو من قطبين متناقضين ، ومتعارضين على شاكلة غرب / شرق ، لان في تعدد القطبية ، يحصل التنافس والصراع حول حقوق الانسان التي كانت مكرمة ومبجلة ، والكل يتذكر استعمال هده الحقوق في تعرية ، وفضح ، وإدانة المعسكر المقابل ، كخراشوف ، وساحة " تين يانمين " الصينية ، وربيع " براگ " ... وحقوق الانسان في الدول الغربية ..
فعندما يصبح التناقض بين القطبين ، وبين النظامين المتعارضين ، هو حقوق الانسان ، هنا نستبشر خيرا ، بانعكاس مطالب هذه الحقوق على مطالب الديمقراطية ، التي يستحيل ان تكون ، ولو في حدودها الدنيا ديمقراطية ، من دون تركيزها وتشديدها على احترام حقوق الانسان ، لأنه لا ديمقراطية من دون احترام حقوق الانسان ، لان الانسان هو مصدر وملهب الديمقراطية الحقيقية في النظام الديمقراطي الحقيقي ... ومن دون التركيز على احترام حقوق الانسان ، وهي الحقوق المكفولة بالمواثيق الدولية ، وعلى رأسها الميثاق الاممي لحقوق الانسان ، فان كل ما سنشهده خاصة في الدول الرخوة المعادية لحقوق الانسان ، هو الطغيان ، والاستبداد ، والقمع ، والديكتاتورية ... وكثرة الأنظمة السياسية الكريهة التي تنتصر للحاكم ، وتحيط نفسها بهالة مصطنعة فارغة ينفخ فيها الجهاز البوليسي الفاشي المعادي لحقوق الانسان ..
لقد اصبح امر نزول الشعوب الى الشارع ملحا وضروريا اكثر من أي وقت مضى ، وذلك لإعادة بناء الأنظمة على أسس قطبية ، يكون التنافس والصراع فيها حقوق الانسان ، لأنه من دون إقرار هذه الحقوق ، يستحيل إقامة أنظمة ديمقراطية .. وسيظل الوضع السياسي تتحكم فيه من جهة حكومة مسرحية لا سلطات لها غير سلطات من وكّلوها لعب المسرحية ، وحكومة الظل التي هي الحاكم الحقيقي الذي لا يعير ادنى اهتمام لمادة حقوق الانسان ، التي تتلاعب بها الحكومة المرئية الشكلية ، والحكومة العميقة او حكومة الظل التي هي بامتياز حكومة دكتاتورية ...
ان كل شيء يدور عن الانسان ، وبما فيها الصراعات التي تخاض باسم الانسان المغيب من حقوق منصوص عليها قانونا ، ومجهضة من قبل أجهزة بوليسية سلطوية تكره حقوق الانسان ..
واذا كان الصراع ، ولا يزال يدور عن حقوق الانسان .. فعلى هذا الانسان ان يخلق الفرجة ، لكي تصبح حقوقه حقيقة مؤكدة ، وليس مجرد شعارات وقوانين ، يتغنى بها في المناسبات لتبييض الوجه الأسود للأنظمة القمعية الكريهة المعادية لحقوق الانسان .. فمن دون حقوق الانسان ، ومن دون الانسان الفاعل الإيجابي ... يستحيل بناء النظام الديمقراطي ... وستستمر الآلة البوليسية الفاشية ، ومختلف الأجهزة السلطوية البائدة والمريضة ، تبطش بالناس ، وتنكل بحقوقهم المسماة " حقوق الانسان " ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسؤولون أميركيون لسكاي نيوز عربية: 80 طلعة جوية يوميا لحفظ أ
.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 3 أشخاص في عملية إطلاق نار على ح
.. 11 شهيدا بقصف إسرائيلي استهدف منازل بمدينة رفح جنوب قطاع غزة
.. إسرائيل تحتل المرتبة الـ15 ضمن أكبر مستوردي الأسلحة بالعالم
.. إسرائيل تواصل حصار مستشفيات غزة رغم التحذيرات من انهيار المن