الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فشل العقل العربي في حلّ القضية الفلسطينية

أحمد عصيد

2021 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


على مدى 72 سنة، فشل العقل العربي في حل القضية الفلسطينية، لكنه قبل ذلك وخلاله فشل في جميع القضايا التي تخصه والمهام التي طرحت عليه:
ـ فشل في بناء الديمقراطية والتداول على السلطة في ظل تعاقد اجتماعي عادل.
ـ فشل في توزيع الثروة وتقليص الفوارق الطبقية الفاحشة وإنهاء اقتصاد الريع.
ـ فشل في تحقيق المساواة بين النساء والرجال والاعتراف للمرأة بكفاءتها.
ـ فشل في فهم معنى الخصوصية ومعنى التنوع والاختلاف واحترام الآخر.
ـ فشل في ضمان السلم وحُسن الجوار وحلّ النزاعات بين العرب والمسلمين أنفسهم. وعندما تبنى خطاب "الوحدة العربية" صنع به الشتات وبؤر التوتر.
ـ فشل في جعل "الربيع العربي" يُزهر ويثمر وحوله إلى عوسج وأشواك .
ـ فشل في محاربة الجهل والخرافة وأسباب التخلف في الأذهان والسلوكات.
ـ فشل في محاربة الرشوة والفساد والزبونية وثقافة الأنساب والشجرات.
ـ فشل في إقامة دول ناهضة وناجحة تنمويا مبنية على احترام العمل والمردودية. ـ فشل في تقديم نموذج ناجح من داخل ثقافته وأصالته الحضارية.
ـ فشل في الاستفادة من النماذج الناجحة المحيطة به في آسيا أو أوروبا أو إفريقيا.
ـ فشل في وضع أسس وطنية للبحث العلمي ودعم العلوم وبناء مجتمع المعرفة.
ـ فشل في إعطاء صورة مشرفة عن الإسلام وعن العروبة سلوكيا وقيميا.
ـ فشل في تربية الأجيال على احترام البيئة ونظافة الفضاء العمومي ومحاربة الأزبال والأوساخ.
ـ فشل في بناء وعي مواطن يخدم الصالح العام وينبذ الأنانية والجشع الفردي والرغبة في الإثراء السريع.
ـ فشل في خلق أجواء الطمأنينة الاجتماعية المنتجة فأشاع الخوف والنفاق.
ـ فشل في فهم أسس قيام الدولة الحديثة فاخترع الإخوانية والوهابية لهدمها.
عقل فشل فشلا ذريعا في حلّ كل هذه القضايا المصيرية، ويعتمد في تبرير ذلك على نظرية المؤامرة، لماذا نريد منه أن يحلّ القضية الفلسطينية ؟
لقد دشن العقل العربي بداية المشكل الفلسطيني ببيع فلسطين لليهود بعد وعد "بلفور"، محتكما إلى ثقافته البدوية، ثقافة "الغنيمة"، ثم عندما بدأت المقاومة الفلسطينية جعلها العقل العربي وفق ثقافة "داحس والغبراء" تتحول إلى شيع وطوائف وجزر منعزلة متناحرة فيما بينها،، وفشلت الثورة الفلسطينية.
وعندما فشل وهو يرتدي قبعة القومية العربية استعاض عنها بالعمامة الدينية فلم يزد الطين إلا بلة.
لم يستطع العقل العربي أن يربح حربا ضدّ إسرائيل لا بالعروبة ولا بالإسلام
، ولم يستطع إيجاد حلّ سياسي للقضية، يرفض التطبيع ويرفض التفاوض، يريد فلسطين كلها بعاصمتها القدس، ولا يستطيع فعل أي شيء من أجل ذلك سوى صياغة البيانات والخطب.
بل ما زال العقل العربي عاجزا حتى اليوم عن فهم وقائع ساهم في صنعها وينسبها إلى الأجانب.
لا حلّ يبدو في الأفق لمشاكل العقل العربي، سوى أن تتم إحالته على المعاش وترك الناس يتدبرون شؤونهم بعقل جديد وبأسلوب مغاير في الحياة، اعتمادا على العلم وعلى الحسّ الإنساني السليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دكاكين
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 1 / 4 - 14:53 )
اخ احمد هو العقل العربي لم يحل اي قضية ببساطة لانه غير مستقل وتابع لصناع الفتن والمشاكل دوائر الخارجية البريطانية والفرنسية وفيما بعد للخارجية الاميركية
ايام م ت ف الذهبية كان المناضلون العرب يحجون ويجتمعون في بيروت في ظلال المنظمة ليتعرفوا على ذاتهم الثورية من كتاب وادباء ومؤدلجين وطلاب الحرية
فقد كان الفتى اليتيم يذهب للثورة الفلسطينية ثائرا على الواقع العربي الرديء
فهناك من كان زوج امه يضربه على راسه بالمفك في كراجه لتصليح السيارات فيرفع يديه الى السماء فيجد غايته بالحرية في بيروت
فلسطين من بعثت نورا للحرية وشكلت برنامج ادارة العقل العربي الى ان تصهينت الانظمة وضيقت على شعوبها وعلى احرار فلسطين
الى ان تبين ان المشكلة والقضية قضية مصير وعدالة اجتماعية قبل ان تكون سياسية بعد ان تبين ان العمل السياسي العربي برمته عبارة عن سوبر ماركت ودكاكين سبوبة لبيع الشعارات الكذابة


2 - استاذ احمد انت كاتب وطني وتقدمي رائع ولكن علينا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 4 - 18:04 )
ان نفتش عن راس الشليله- ان ماعددته كله حق ولكن علينا ان نضع ايدينا على العنصر الاساسي الذي سبب غيابه في مصائبنا واخفاقاتنا المتتاليه والمتنوعه-صحيح ان وقوع بلداننا لقرابة 5قرون اسرى وعبيد لاحط امبراطورية استعمارية-الدوله العثمانية الاسلامية العرقية البدوية المنحطه حيث وصلت بلداننا لماهو اكثر تخلفا وبدائية مما كنا قبل الاف السنين التاريخ يقول ان العراق كان في العهد العباسي يسكنه 30 مليون انسان والعراق دخل القرن العشرين تحت عبودية العثمانيين بمليون واحد من السكان -ان راس الشليله التي لم نعثر عليها ولم نكرس جهدنا لتجسيده على الارض هو التصنيع وتحديث الزراعة وبناء البنى التحتيه للحضارة الجديده الماديه الماء للشرب والكهرباء عماد كل شئ والطرق والجسورالخ والبنى التحتيه المعنويه وخصوصا المدارس والمستشفيات والنوادي والمسارح الخ -وانني تعمدت وذكرت التصنيع وتحديث الزراعه اولا لانه شرط حياة الناس وبدونها لايمكن بناء الضروري من البنى التحتيه والتي يعتبر تلخيصها بالعلم والثقافة -لقد خسرنا اكثر من 100عامولم نعثر على الساحبه الرافعه-التصنيع وتحديث الزراعة التي توصلنا لمجتمع العمل والعلم والثقافةتحياتي


3 - تعليق بشأن التعليقين 1 و 2
محمد البدري ( 2021 / 1 / 4 - 22:54 )
شكرا للفاضل استاذ عصيد علي فضح طبيعة العقل العربي فهو عقل قام بالفعل السياسي والاجتماعي والثقافي والديني بكامل الانحطاط لما قبل الدولة العثمانية (تعليق د. الكحلاوي) وقبل ان تكون هناك وامريكا واسرائيل منذ اخترع هذا العقل الاسلام (تعليق الثلجي)


4 - من هو الجاني الاول؟؟؟
سهيل منصور السائح ( 2021 / 1 / 5 - 06:03 )
خرجت الجيوش العربية الاسلامية (بالاسم) لعزو البلدان المجاورة باسم الدين وما هو في الحقيقة الا لاجل السيطرة والغنآئم والاسلاب وبعدها رجع السحر على الساحر فكنا مستعمرين (بفتح الميم) باسم الدين واحتلت فلسطين باسم الدين ايضا. ثق ايها الاخ لا امل لتحرير فلسطين والسبب لماذا ستجدون جوابه عند حركة حماس والجهاد شريطة ان تبعدوا منظمة التحرير عن المسرح. اخي الكريم اصبحت فلسطين كـ العراق تتحكم في شئونها دول اجنبية باسم الدين والقومية والدليل الانقسام الطائفي بين الفلسطينيين والضحية هو الشعب المغلوب على امره وزعماؤه يعيشون في بلهنية من العيش باسم فلسطين. ان اكبر كذبة في التاريخ هي كذبة رابطة الدين والعروبة التي فرقت العرب والمسلمين الى احزاب متناحرة وولاءأت اجنبية وعزت كل هذا التشردم الى الاستعمار والصهيونية وكان الانقسام الفلسطيني هي مؤآمرة اسرآئيلية. اقرؤوا مقال الاخ سعيد الكحل المعنون بـ (الاتجار بآلام الفلسطينيين يحقق الثروات.) تحت الرابط الآتي لانه تعبير صادق عن الوضع الفلسطيني. الرابط:
https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?userID=596&aid=704673


5 - اصل المشاكل
على سالم ( 2021 / 1 / 5 - 15:22 )
ترجع مصائب امه العرب المنحوسه الموكوسه البائسه الى مصطلح العروبه الرهيب , العروبه هى مرض عقلى واجتماعى وفكرى وثقافى خطير ومدمر وفتاك , اذا اضفنا الاسلام الى العروبه فأننا امام كارثه انسانيه مجتمعيه مروعه