الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولات اللغة و التزامات المثقف

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 1 / 4
مقابلات و حوارات


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: يتهمك البعض بأن تستخدم لغة شعرية في كتاباتك، مفعمة بنبرة غاضبة، وطوفان من العواطف التي لا تخدم الهدف الموضوعي مما تكتب عنه؟

مصعب قاسم عزاوي: من الناحية الواقعية، وللأمانة، فإن اللغة والأسلوب الذي استخدمه واستخدمته فيما كتبته على امتداد ثلاثة عقود، هو الأسلوب والنمط التعبيري الوحيد الذي لم أتغاير عن استخدامه لأي سبب ذرائعي أو موضوعي كان؛ فهو جملة الأدوات المعرفية التي استخدمها لمقاربة أي موضوع فكري. وأعتقد عميقاً بأن «الحق يعلو ولا يعلى عليه»، وهو ما يعني بأن «قول الحقيقة» لا يستدعي استخدام مهارات التأثير اللفظي والتلاعب الكلامي على طريقة «السفسطائيين» أو «الغوغائيين» أو«الشعبويين» لإقناع القارئ بأطروحة ما في سياق ما أكتبه. فأنا ليس لدي أي هدف موضوعي في «إقناع» أي كان بصحة ما أقول.
والحقيقة إني أحاول الابتعاد دائماً عن «هاوية التنظير واقتراح الحلول الشاملة الجامعة على منهج المؤدلجين»، إذ أني أرى أن واجبي الموضوعي محصور في إظهار الحقيقة بشكلها الموضوعي بكشف الأستار التزويقية والدخان المصطنع لتعميتها وإخفائها، وترك الحرية المطلقة لأي قارئ اعتقد عميقاً بأن قدراته العقلية الفطرية التي لا يزيد عقلي عنها شيئاً قادر على التفريق بين «الغث والسمين» إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، وواجبي الأخلاقي والمعرفي والإنساني مساعدته في الوصول إلى ذلك الهدف بكل ما أوتيت به من إرادة وعزم.

أما من ناحية اللغة الشعرية والنبرة الغاضبة العاطفية، فالحقيقة أني غاضب، محزون، مكلوم، متوجع، متفجع، مقروح، مجروح، محسور، مقهور بكل ما أراه وأعرفه عن الظلم والأسى والكبد الذي يعايشه البشر في أرجاء الأرضين، مرضاً وجوعاً، وإفقاراً، ليس لقلة الموارد في كوكب الأرض، وإنما لانعدام الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، وترشيد التغول المنفلت من كل عقال لنمط إنتاج وحشي قائم على تعظيم الربح السريع بغض النظر عن عقابيله وإن كانت تدمير الأرض برمتها بيئياً، وسرقة حق ومستقبل الأجيال القادمة في الحياة. وأنا لا أخفي غضبي الموضوعي في كل ما أكتبه، وهو جزء من الصراحة الضرورية والأمانة العلمية التي يقتضيها الاجتهاد لكشف الحقيقة والدفاع بأدواتي المحدودة والبسيطة والمجهرية عن أولئك المظلومين المستضعفين المقهورين المفقرين بما استطعت إليه سبيلاً.

ولزيادة التوضيح، فإن اللغة حمالة أوجه، عمادها المفاهيم المجردة، التي قد يشكل عدم الاتفاق بين الكاتب والمتلقي على مدلولها المعرفي وحمولتها المعنوية صدعاً يعيق إيصال الفكرة المراد إيصالها. وهو ما يقتضي استخدام كل الأدوات المعرفية المتاحة، وعلى رأسها اللغوية، وإن كانت شعرية على نهج الاستعارات المكنية وغير المكنية، والتشبيه، وغيرها، لتبسيط وتكثيف «الحقائق» وتسهيل تلمس المتلقي لها، وهو واجب لا بد من القيام به من كل من أتاحت له ظروفه الموضوعية والتاريخية «التمتع بدرجة أعلى من التعليم والمعرفة»، لمساندة أقرانه في محيطه الاجتماعي على توسيع معارفهم وقدراتهم الفكرية «لاكتشاف واستنباط الحقيقة بأنفسهم»، وسوى ذلك تحول «العالِم» من «مثقف فاعل» إلى «حمار يحمل أسفاراً» لا يعني وجوده في الحياة الدنيا أو رحيله عنها شيئاً من الناحية الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو