الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة -خطار عدنه الفرح- مقاربة في ضوء تحليل الخطاب..

سعيد الجعفر

2021 / 1 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خطار عدنه الفرح : يجري تناول شعر المحكية ، كما اظن، وفق المنهج الكلاسيكي للنقد الادبي، ولذا لا يمس التحليل جوهر القصائد ، مع ان الرموز في القصائد ، وقصيدة خطار عدنه الفرحح بالذات ، تنبئ عن نفسها، فلا نحتاح حينها كثيرا الى ادوات علم النفس الاجتماعي، وهو الاداة الاساس في تحليل الخطاب ، لنكشف بطريقة معالجة اريش فروم مثلا للنصوص، معجم اللاوعي الكامن في كل كلمة . لنأخذ فقط المقطع الاول من قصيدة المبدع عزيز السماوي خطار عدنه الفرح نعلك صواني شموع ، المقطع يوحي ، دون الحاجة للتعمق في معجم اريش فروم في كتابه المهم اللغة المنسية، بمناسبتين، ولربما ثلاث ، شموع الخضر ليلة الاربعاء، وعرس القاسم، وزكريا حيث رأيت وارى النساء يشعلن الشموع ويطلقن اسارها في الفرات الحاني ، رغم انشغاله بالحزن، فالفرح لدينا خطار ، ضيف هو ، مثل الخضر ، المتماهي في المهدي المنتظر، والقاسم اذ فرحه لحظة ليس الا وسط مذبحة ، هي جوهر الشخصية الفراتية والجنوبية واقنومها الاكبر ، وهي ليلة طلب المراد من زكريا ، اذ الفتيات مرادهن المستحيل عند خد الفرات ، حيث في الجوار يعوي العسف الابوي وفقهاء الظلام...وهكذا في مصاحبة معجمية ودرامية متلاحقة تروينا بقطرة فرح ، هي ضيف ليس الا في الليل الطويل، اذ الشاعر هنا يتماهى بالعراق ، الذي كان الفرح لديه ضيف عابر ليس الا ، فالسواد مديد ومتطاول في بلاد السواد ....واقول لماذا لا ينشغل الناقد بعمق بالشعر ؟ لأن الناقد حين لا يكون شاعر، او على الاقل مصورا او موسيقيا او قاصا او روائيا ، لا يستطيع ان يتمثل حرقة الشاعر ، تلك التي لا يتمثلها الا من اكتوى بلحظة العذاب والجذب والثمل والتماهي بالفنان الاكبر ، الخالق الاكبر..خطار عدنه الفرح قد لا تعني للناقد ذو القلب الصخر والاحرف الرماد سوى تقابلات دلالية ، فخطار عدنه الفرح ، يقابلها نعلك صواني شموع ، وبذا يكون الفرح مقابل الشموع، اي شموع العرس ، وهنا انتهى تحليل الناقد وهوى الى سطحية تغتال القصيدة قبل مبدعها ، لكن اي شاعر حقيقي يشعر بكارثة الفرح الذي يمر سراعا ، فالوجع هائل في هذا المقطع، اما مقطع نعلك صواني شموع فهو ما يزيد الجرح ايلاما ليس الا ، ملح نرشه على الجرح فحسب ...لم يدرس النواب ولا عزيز السماوي ولا ابو سرحان مثلما درست القصيدة الفصحى، لأن المحكية مستهجنة ، والناقد ينظر اليها وكأنها وليد مسخ او ابن غير مرغوب فيه ، فمركزية الفصحى، التي اخذتها من قداستها، ومن النسق البطريركي، هي من قادتنا الى ضحالة نقد الشعر المكتوب بالمحكية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - روعه دكتور فالى نقد ادبي حي يفسر اعماق ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 4 - 15:59 )
الظواهر وليس القشرة الطاهرة فقط-ثم نشرح لماذا الفرح خطار في بلاد الرافدين-تحياتي

اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة