الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جعلوني ملحدا

بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة

(Bosy Elgamasy)

2021 / 1 / 5
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


(جعلوني ملحدا)

حينما كنت أستمع للمقرئ يقول ( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه) ثم يقول (مثنى و ثلاث و رباع- او للذكر مثل حظ الأنثيين/ و اضربوهن/الرجال قوامون على النساء) .كنت أتعجب و أسأل نفسي سؤال هل الله ذكر لذلك ينحاز لبني جنسة أم أنني ولدت كإمرأة فقط لخدمة الرجل.....؟!
دائما ما كنت أتساءل كيف يكون إله القرآن سباب و لعان( كمثل كلب/ كالأنعام/ الأبتر/عتل بعد ذلك زنيم).

و حينها ربطت ذلك بآيات حفظتها منذ نعومة أظافري يتحدى فيها الله أبا الحكم(أبا لهب/أبا جهل) أي إله خلق الكون بهذة الدقة ثم جاء ليتحدى عبد من عبادة بهذة اللهجة...!
ثم قرأت كتاب وهم الإعجاز العلمي بالقرآن لدكتور خالد منتصر ثم قراءات في كتابات نوال السعداوي حينها أدركت تماما أن القرآن ليس من عند الله.
نظرية الساذجة(دليل الضبط الدقيق) التي كان يستند اليها جميع الشيوخ لإثبات وجود الله تم الرد عليها من قبل كبار الفلاسفة حيث إن كان الكون العظيم بحاجة لخالق فبنفس المنطق لابد لهذا الخالق الأعظم من مخلوقاتة أن يكون له صانع أيضا و ذلك يهدم النظرية تماما.
*******
(التوافق الدقيق للكون) :
هو افتراض أن الشروط التي تتيح الحياة في الكون لا تتحقق إلا بتوفر أرقام معينة من ثوابت فيزيائية محددة بدقة ضمن مجال ضيق جدًا من القيم، بحيث أن أقل تغيير في أرقام أي من تلك الثوابت الأساسية فعلى الأرجح لن يصل الكون إلى إيجاد وتطوير المادة، والكيانات الفلكية، والتنوع العنصري، أو الحياة كما نفهمها. هذا الافتراض ينال جدلًا واهتمامًا كبيرين في أوساط الفلاسفة والعلماء و اللاهوتيين والخلقيين، كما يستدعى عادة المبدأ الإنساني كتوصيف للضبط الدقيق للكون.
و لعله جدير بالذكر أنه قد صرح الفيزيائي بول دافيس بأن "هناك اتفاق واسع في الوقت الحالي بين الفيزيائيين وعلماء الكون بأن الكون فيه توافق دقيق للحياة في العديد من النواحي" ويضيف قائلا: "ولا نستنتج من ذلك بأن الكون قد صُقل للحياة، بل أن الكون قد صُقل لبناء العوامل الأساسية التي تحتاجها الحياة".
كانت الفلسفة اليونانية في كل أنحاء القارة الأوروبية، ففي حوالي عام 420 ق.م. ظهرت النزعة المادية في اليونان، وبدأ مبدأ الذرات كعنصر أوحد وأساسي للكون في الظهور على يد ديموقريطس "Democritus"، والذي دفع بنظريته إلى حد أنه ألغى وجود الآلهة في عالم مادي بحت، ويُقال أيضًا إنه من المؤسسين لعلوم الفلسفة والرياضيات ونظرية المعرفة. و بحلول القرن الرابع قبل الميلاد (341-270 ق.م.) ظهر في اليونان إبيقور "Epicurus" والذي يعتبر أول فيلسوف ملحد ظاهر، وهو الذي أنشأ ولأول مرة "مجادلة الشر" التي تقول:

"هل الله يريد أن يمنع الشر ولكنه لا يستطيع؟ إذن فهو ليس كلي القدرة. هل هو قادر على منع الشر ولكنه لا يريد؟ إذن فهو خبيث وشرير النزعة. هل هو قادر ويريد منع الشر؟ إذن من أين أتى الشر؟ هل هو غير قادر ولا يريد منع الشر؟ قطعا الشيطان هو ظل الله على الأرض كما إعتقدت دوما ما هذا الإله الشرس المتعطش للدماء...؟!
إذن لماذا نطلق عليه إله؟" و هذا مما قاده بعد ذلك إلى تبني إلهين، أحدهما للخير والآخر للشر، ويقال إنه لم يؤمن في حياة بعد الموت. وربما كان هذا بداية الحركة الفكرية التي قادت زرادشت في فارس إلى الخروج بديانة الصراع بين إلهين إله الخير "أهور-مزدا" وإله الشر "أهرمن".

وفي العصر الحديث استنادًا لكتاب "تاريخ الخالق الأعظم" A History of God للكاتب كارين أرمسترونغ، فإنه ومنذ نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن التاسع عشر ومع التطور العلمي والتكنولوجي في الغرب بدأت بوادر تيارات أعلنت استقلالها عن فكرة وجود الخالق الأعظم.

هذا العصر كان عصر كارل ماركس وتشارلز داروينوفريدريك نيتشه وسيغموند فرويد الذين بدأوا بتحليل الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، بطريقة لم يكن لفكرة الخالق الأعظم أي دور فيها.

وبدأ وقتها تبرز فكرة أن "الدين هو من صنيعة البشر ابتكروها لتفسير ما هو مجهول لديهم من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، وكان الغرض منه تنظيم حياة مجموعة من الناس حسب ما يراه مؤسس الدين.
لكن أنا دائما كنت أتخيل هذا الإله بقرون و حوافر لديه جوع للدماء لذا خلق البشر و ألف تلك المسرحية السخيفة التي ستنتهي نهاية تشبع جوع الخير و الشر بداخلة ؛ إنه حقا إله متناقض...!
**********
الحجة الكونية (بالإنكليزية: Cosmological argument) أو الدليل الكوزمولوجي هي حجة لوجود السبب الأول للكون، ويستخدم كحجة لوجود كينونة غير مشترطة تعرف في الأغلب على انها الله، وهي تسنتد على ثلاثة أسس: العلية،الجوهرية والتكوين.

الفرضية الأساسية لجميع هذه العناصر هو أن شيئاً ما تسبب أو يتسبب بشكل مستمر في وجود الكون، وهذا السبب الأول الذي ربط الناس إلى الله بشكل ديني. وقد تم استخدامه من قبل مختلف اللاهوتيين والفلاسفة على مر القرون، من الإغريقين أمثال أفلاطون وأرسطو إلى القرون الوسطى (على سبيل المثال، القديس توما الاكويني) وخارجها. بينما المتشككون وغير المتدينون غالباً ما يستشهدون بالانفجار الكبير باعتباره السبب الأول.

هذة النظرية يا أصدقائي لا يمكن إثباتها علميا بشكل قاطع لكن دعونا لا ننسى أيضا رأي ستيفين هوكينج الذي لخصة في قولة أن بدراستنا لقوانيين الطبيعة و الكون الفيزيائية سيتبين لنا أنه من الممكن أن ذلك الكون موجود بدون صانع لكن هذا لا يعني أنه بالتأكيد بنسبة١٠٠% جاء طبيعيا لأن نفس تلك القوانيين الفيزيائية تشير إلى إمكانية أن يكون له صانع و مسبب أول.
خلاصة القول أن علميا طبقا لجميع النظريات الفيزيائية الحديثة لا يوجد دليل قاطع يؤكد حتمية وجود مسبب أول للكون أو دليل قاطع على أن الكون طبيعيا .
لكن يا ترى هل إتفقت الفلسفة مع الفيزياء في موقفها من وجود إله....؟!
ببساطة الفلسفة لا توصل الباحث للإلحاد فقط أو الإيمان بوجود إله بل هي قد تصل بالباحث في صفحاتها إلى (الربوبيةالألوهية الطبيعيةالإيمان بوحدة الوجود أو وحدة الكون -اللاأدرية-الإلحاد الإيجابي١٠٠%- اللاإكتراثية) إذا وصف الفلسفة من قبل الشيوخ و رجال الدين بأنها أول خطوة على طريق الإلحاد هو جهل بين حيث أن الفلسفة قد تؤدي إلى الإيمان أو الإلحاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السعوديون ينهضون ويتقدمون وبدون الجدل
صلاح الدين محسن ( 2021 / 1 / 6 - 15:38 )
السعوديون يبدو انهم يحسمون عملياً القضايا التي لا يتوقف مثقفو الدول الأخري بالمنطقة عن الجدل حولها
فقد أجازوا للمرأة استخراج باسبور والسفر بمفردها دون الرجوع ل - سي السيد - ومنحوها حق كفالة أولادها , وحق حضور حفلات جماعية - رجال ونساء - وبظهور المرأة علي المسرح للتمثيل مع الرجل . وباقامة حفلات غناء - وباليه - لمشاهير المطربات والمطربين من مختلف دول المنطقة ومن خارجها
وشرعوا في بناء دار أوبرا , وكذلك اقامة معهدين لتدريس الموسيقي . وبدأوا يهتمون بالسياحة بشكل جاد
بعدما ألقموا لكل فقيه خزعبلي , حجراً في فمه لكي لا يتحرك لسانه فلا يفتي ولا يعرقل مسيرة النهوض
كل هذا يحدث عملياً ( تنفيذ مباشر ) .. بينما الشعوب الأخري - المُعورَبة والمؤسلمة بالسيف وبالجزية - لا يزال حكامهم يسلمون زمامهم للعمائم والدجل , وبالتالي لا يزال مثقفوهم يتجادلون صبح مساء حول تفاصيل لا حصر لها , ولن تُحسم ولا بقيام القيامة ! لأن السيف أصدق أنباءً من الكتبِ - قرار الحاكم وعزمه هما الفيصل
تحية للأستاذة الكاتبة وشكراً لجهودها


2 - الأديان هي السبب في اللاأدرية
رمضان عيسى ( 2021 / 2 / 1 - 20:10 )
عقلياً لدينا تصور أن لكل حدث سبب ، وعلميا ، لكل شيء حادث ، موجود سبب معقول
وبتطبيق هذا على الكون والكائنات الحية والانسان ، نقول أن هناك سبب وراء كل هذا ..ونسأل ونريد إجابة، فتتصدر الأديان الكتابية الاجابة بطريقة غير معقولة بالقول بوجود خالق لديه القوة والقدرة اللامتناهية لفعل كل هذا .. وتشرح الطريقة بصورة خيالية وتقول بإصرار أن الكون والأشياء والكائنات الحية بطريقة - كن فيكون - بدون مقدمات ، بدون درجات إيجادية
وهذا لا يستوعبه العقل العلمي الذي يؤمن بالمسببات الحادثة والمتراكمة تديجياً والتي تجعل من الوصول للنتيجة الحادثة شيء طبيعي ومعقول ومُستوعب في المبتدأ والخبر ، أي في السبب
والنتيجة
ولما كان هذا السؤال الوجودي مطروح جدليا مع تطور الوعي البشري ، نرى الصدام حادث أيضا بين المعقولية والخيالية في التفسير ، أي بين العلم والخرافة
فهنا نجد المقف يتحدد بدرجة ثقافة الانسان وقدرته على التفكير بواقعية وعقلانية تضعه أمام تصور تسلسلي واقعي ليس للظواهر الطبيعية المحيطة به ، بل وللأحداث الاجتماعية المُعاشة وللحدث الوجودي برمته .
من هنا يصل الى اللاأدرية ، أو اللادينية ..


3 - تحية و تقدير
عمرو إمام عمر ( 2021 / 2 / 1 - 23:55 )
مقال رائع أستمتعت بكل سطر فيه

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط