الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجوز الحكيمة

احمد عبدول

2021 / 1 / 6
الادب والفن


توقفت كثيرا عند فيديو بعث به احد الاصدقاء عبر الماسنجر الفيديو الذي استغرق 3 دقائق و17 ثانية تظهر من خلاله امرأة عجوز يقوم بتصويرها احد المقربين اليها ولعله ولدها الذي يستنطق والدته فيثير داخلها استفهامات استعصت على عقول كبار العلماء والفلاسفة عل امتداد التاريخ .
المرأة الطاعنة في السن تبحث عن حل عقلاني ومنطقي لمعادلة الحياة والموت فهي ترى ان الله لو اكتفى بخلق السموات والارض دون ان يكون هناك بشر يحيا ثم يموت ليندبه المقربون ويبكيه الباكون ثم لا يلبث هؤلاء بعد عقود من الزمن ان يغادروا الحياة مرغمين فيبكيهم الباكون ويندبهم النادبون وهكذا دواليك
لو فككنا حديث العجوز الحكيمة لعناصره الاولية لوجدناها تثير اسئلة بالغة الاهمية شغلت اذهان الفلاسفة والحكماء حتى يومنا هذا
الابن الذي يتجاذب اطراف الحديث مع والدته يشترك معها حول بعض المفاهيم بحكم عنصر الوراثة والتنشئة الاجتماعية لكنه يستدرجها لتبوح وبكل عفوية بكل ما يختلج في صدرها من اسئلة قلقلة وملحة .
العجوز تسال عن سر خلق الانسان والابن يرد بان هناك من يقول بان الله لم يخلقنا فهناك جرثومة ما هي التي كانت وراء خلقنا فترد العجوز بكل قوة وثبات وهل يعقل ذلك ؟ اذا من ذا الذي خلق لنا كل تلك الاعضاء الدقيقة والجوارح الرقيقة ؟
الابن يسوق لوالدته بعض الحجج التي يعتمدها رجال الدين بان سبب خلقنا هو العبادة او ان تكون هناك رغبة الهية جامحة في معرفته والتمجيد باسمه والتسبيح له لكنها مرة اخرى ترد بجد وقوة انها غير مقتنعة بهكذا اجوبة فهي تبحث عن اجوبة اعم واشمل
المرأة العجوز مؤمنة بامتياز الا ان ايمانها محاط باستفهامات عدة فهي عطشى لأجوبة تختلف عن اجوبة النصوص الدينية الجاهزة انها تبحث عن شيء اكبر من النص فهي تؤكد لولدها ان تلك الاسئلة قد رافقتها منذ الطفولة واخذت رقعتها تتسع وتتسع كلما تقدم بها العمر وتعددت امامها مصارع الاحبة ومقاتل الاعزة وهي بذلك تشير الى تنامي حالة الوعي المضطرد لديها.
لماذا خلقنا الله ؟ ولماذا لم يقتصر خلقه على الارض والسماء دون وجود للإنسان ؟ الذي اهلك الحرث والنسل ففسد في الارض وسفك الدماء ولوث الكون بسمومه واشعاعاته وحروبه ونزواته ونزقه وطيشه .
الابن يؤكد لوالدته انها لن تجد اجوبة شافية كافية لأسئلتها الملحة عند الشيوخ والمعممين وهي تصر على الوقوف على حقيقة ما تبتغيه وتبحث عنه منذ طفولتها الابن يسوق لها بعض الاحاديث والروايات التي كانت وراء خلق الانسان الا ان ما ركز في طبيعة المرأة العجوز يأبى ان يذعن لتلك الاجوبة المعلبة التي لا تغني عن الحق شيئا من وجهة نظرها .

كانت والدتي رحمها الله تطرح عليه هكذا نوع من الاسئلة حول حقيقة ومفهوم الحياة والمغزى منها اذا كانت نهايتها بتلك البشاعة بشاعة الموت لكنها سرعان ما كانت تستغفر وهي تردد بصوت خافت ورأسها الى الارض
لا حول ولا قوة الا بالله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا