الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنواع الشك الفلسفي

بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة

(Bosy Elgamasy)

2021 / 1 / 7
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


حين تتأمل في نفسك يا رفيق تلاحظ أنك كيفما تتنفس تشك و تفكر ؛ لذلك لابد لنا أن نفهم أولا ما هي أنواع الشك الفلسفي و أي نوع أفضل في منهجيتة.

فلاحظت أنه دائما عندما نسأل الشخص الشاك عن الهدف أو الغاية التى من أجلها يمارس الشك، فالإجابة من الناحية الفلسفية لن تخرج عن أحد الرأيين التاليين:-
إما أن الشخص يشك حباً للشك فى ذاته وسعياً وراء تقويض أية حقيقة ممكنة.
أو أنه يشك مؤقتاً فى الحقيقة تمهيداً للتوصل بعد ذلك إلى الحقائق اليقينية الثابتة..
أى أن هناك نوعين من الشك هما شك مذهبى دائم، وشك منهجى مؤقت..
وتفصيل ذلك فيما يلى:

النوع الأول:
هو الشك المذهبى، ويتصف بالخصائص التالية:
1- مذهبى: لأن صاحبه يتخذه مذهباً لنفسه فى التفكير والحياة.
2- دائم: لأن صاحبه يظل معتنقاً له عن إقتناع بصحته دون التفكير فى تغييره، خاصة بعد أن أصبح مذهباً عند صاحبه.
3- هدف فى ذاته: إذا كان هذا الشك عن صاحبه مذهباً محدداً وكان أيضاً دائماً لا يتغير فهذا يعنى أن الشك يصبح حينئذ هدفاً مطلوباً فى ذاته.
4_- يؤدى إلى الشك: مادام الشك هدفاً فى ذاته، فإن ذلك يعنى أن ممارسة هذا الشك لا يؤدى إلى نتيجة جديدة خلاف الشك نفسه.
5- هدام: وتعتبر هذه الخاصية نتيجة حتمية للخصائص السابقة، حيث لابد أن يتصف هذا النوع من الشك بالهدم فقط دون البناء.
• ولي في ذلك نظرية مختلفة و هي أن الشك المذهبي مجرد أداة إذا كانت هدامه مثلا فذلك لا يدل على فساد الأداة بل سوء مستخدمها.

---------------------------------------------------
النوع الثانى:
هو الشك المنهجى، ويتصف بالخصائص التالية:
1- منهجى: لأن صاحبه يتخذه منهجاً فقط للتفكير، دون أن يتمسك به مذهباً.
2- مؤقت: إن كل منهج للتفكير لابد أن يكون إستخدامه مؤقتاً لحين تحقيق أهدافه المرجوة منه، أما المذهب فيبقى دائماً لأنه مطلوب فى ذاته.
3- وسيلة: كل منهج يعتبر فى نفس الوقت وسيلة، مؤقتة فالشك هنا وسيلة مؤقتة لتحقيق أهداف أبعد منه وأعلى.
4- يؤدى إلى اليقين: يعتبر هو الهدف الأساسى الذى نسعى إليه من إستخدامنا لوسيلة الشك المؤقت.
5- بناء: هذه نتيجة حتمية مترتبة على الخصائص السابقة، إذ طالما الشك المنهجى يستهدف اليقين، فهو إذن شك بناء نافع للفرد والمجتمع معاً.
________________________________

(فلسفة الشكية)

نشأت الفلسفة الشكية في الفلسفة اليونانية القديمة.
السفسطائيون اليونانيون في القرن الخامس قبل اليلاد كانوا في الأغلب شكيون.
البيروونية كانت مدرسة من مدارس الشكية، أسسها أنيسيديموس في القرن الأول قبل الميلاد وسجلها سيكستوس إمبيريكوس في أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث الميلادي.
كان أول مناصريها هوبيروو الإيلي ، الذي سافر وكان مهتما بالعلم، الأمر الذي أوصله إلى الهند ، وقد تبنى مذهب الشكية "العملية" ؛ على إثر ذلك، طور كل من أرسيسيلاوس (315-241ق.م)وكارنيدس (213-129 ق.م)، طورا في "الأكاديمية الجديدة" منظورات تقتضي بأن الصح والخطأ المطلقان لا بد من دحضهما على أساس اللايقين. كارنيدس انتقد آراء الدوغماتيين، خصوصا الرواقيين، مؤكدا أن التأكد المطلق من معرفة يعد أمر مستحيل.

**********
كل أنواع الشك لا غنى عنها في المناهج الفكرية و البحثية ، الشك المذهبي او السفسطائي أنا لا أعتبرة مدمر بل إستخدامنا نحن العرب الفاسد و سوء فهمنا له هو من أساء الفكرة السائدة عن ذلك المنهج العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي