الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البداية من القمة ( 20 )
آدم الحسن
2021 / 1 / 7مواضيع وابحاث سياسية
لفهم دوافع و اهداف الصين من انشاء طريق الحرير الجديد و تمدد نفوذها السريع في دول عديدة و خصوصا اهتمامها المتزايد بدول قارة افريقيا لابد من القاء نظرة سريعة على اشكال الاستعمار و الهيمنة عبر التاريخ الحديث من خلال الجدوى الاقتصادية دون الأخذ بنظر الاعتبار الدوافع الأخرى للاستعمار او للهيمنة ,
مع تراجع المنافع الاقتصادية من استعمار دولة لدولة اخرى استعمارا مباشرا اي بتواجد قوات عسكرية لدولة في اراضي دولة اخرى لاحتلالها بمعنى أن تحل محلها في اتخاذ القرارات في الأمور السيادية جزئيا او كليا , و مع تصاعد كلفة الأنفاق العسكري لهذا الشكل من الاستعمار اصبح الاستعمار المباشر صفقة تجارية خاسرة بسبب كون ما يتم الاستحواذ عليه من منافع من خلال الاحتلال المباشر اقل بكثير من الأنفاق العسكري الضروري لإدامة الاحتلال .
و كنتيجة طبيعية لتراجع المنافع الاقتصادية من الاستعمار القديم اختفى هذا الشكل من الاستعمار و ظهر ما يعرف بالاستعمار الحديث الذي يتحقق من خلال الهيمنة التي تتم بالتحالف مع حكومات عميلة في البلدان المهيمن عليها , لكن الحكومات العميلة في الدول الفقيرة ليس بمقدورها الاستمرار في حكم شعوب فقيرة دون دعم مالي خارجي مستمر لذا وجدت الدولة المهيمنة نفسها داخل معادلة خاسرة ايضا أذ ليس من مصلحة الدولة المهيمنة ادامة سلطة هذه الحكومات العميلة لأن ذلك بحاجة الى انفاق جديد مستمر يفقد الاستعمار الحديث جدواه الاقتصادية و هنا بدأت عملية التحرر الوطني و ظهور حكومات وطنية تحكم دول متخلفة و فقيرة .
نمط الاستعمار الحديث او شكله لم يبقي ثابتا بل اخذ يتغير تدريجيا و النمط الأحدث للاستعمار هو من خلال الهيمنة على النظام النقدي العالمي .
النظام النقدي العالمي الغير عادل يتشكل حين تسيطر عليه دولة او مجموعة دول و يتم عن طريقه نهب منظم و واسع النطاق لثروات و عمل شعوب دول اخرى كما هو حال امريكا التي تدفع الى سوق النقد العالمي بألاف المليارات من الدولارات دون اي غطاء و تشتري بها ما تشاء من ثروات و منتجات شعوب دول اخرى و لا يسبب ذلك لأمريكا اي مشكلة سوى أن الدين العام على الدولة الأمريكية يزداد بألاف المليارات من الدولارات الأمريكية سنويا ليضاف الى الدين العام التراكمي عليها ... !!
من المؤكد أن الصين لا تنوي و لا تستطيع احياء الأشكال القديمة من الاستعمار لأن تلك الأشكال من الاستعمار اصبحت منتهية الصلاحية و من الأشكال الميتة للاستعمار .
لو ان في نية الصين فعلا استعمار او الهيمنة على دولة او على مجموعة دول لكان عليها اعتماد الأسلوب الأكثر تطورا ألا و هو اعتماد النظام النقدي الدولي السائد حاليا و أن تعمل لأن تكون جزء من هذا النظام لكن من خلال متابعة سلوك و سياسات الصين في ايجاد نظام بديل للنظام النقدي السائد حاليا ينفي تماما نيتها في ممارسة اي دور استعماري .
لا شك أن العالم بحاجة ماسة لنظام نقدي عالمي جديد ليس فيه هيمنة لدولة ما عليه , نظام نقدي تصبح فيه القيم التبادلية للسلع معبرة الى درجة معقولة للقيم الاستعمالية لها و هذا هو ما تخشاه امريكا من دور الصين الفعال في اسقاط هيمنة الدولار و اخراجه من التعاملات التجارية بين الدول و جعله مجرد عملة محلية للولايات المتحدة الأمريكية .
السؤال هنا هو : هل ان الصين تسعى فعلا لإقامة نظام نقدي عالمي عادل .. ؟
الجواب يكمن في الاتفاقيات التي تعقدها الصين مع بعض الدول لاعتماد النقد المحلي لهذه الدول في التبادل التجاري البيني بينهم و من هذه الدول اليابان و تركيا و بعض من دول منظمة شنغهاي للتعاون اذ أن اهم اهداف هذه المنظمة هو ايجاد نظام نقدي عالمي جديد عادل و اهم دول في هذه المنظمة التي تدفع باتجاه ابعاد الدولار عن تجارتهم البينية هي روسيا و الهند و الصين و سيكون لهذه الدول الثلاث دورا مركزيا في اسقاط هيمنة الدولار على النظام النقدي العالمي و عدم السماح لأي نقد و لأي دولة اخرى في الهيمنة مرة اخرى على النظام النقدي العالمي .
(( يتبع ))
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر